حظى أطفال المناطق المتضررة من زلزال الحوز، بعناية كبيرة وباهتمام بالغ من السلطات والفاعلين المحليين والمنظمات المدنية.
ويتم في هذه المناطق تنظيم أنشطة مكثفة لجميع الأطفال تشمل الألعاب الجماعية والفردية والمسابقات الثقافية والفعاليات الترفيهية، التي تناسب أعمار الأطفال ووسطهم الاجتماعي.
كما يتم توزيع اللعب على الأطفال المشاركين في المسابقات، التي تحتضنها فضاءات مخصصة لذلك في مختلف الأحياء التي يتجمع فيها أبناء المنطقة، للاستفادة من فعاليات يومية لها طابعها الإنساني والتثقيفي، وترمي إلى الترفيه عن الأطفال وإخراجهم من دائرة التفكير في الزلزال.
واستحسن سكان المناطق المتضررة من الزلزال هذه المبادرات التي تنم عن حس تضامني كبير، لكون الأطفال يستفيدون من حصص تنشيطية بعد انتهاء الدوام الدراسي، ولكونها تساعدهم على التغلب على التأثير النفسي للزلزال.
وفي هذا الصدد، قالت فاضمة إيتيوكي، أم لطفلة مستفيدة (دوار بتاحناوت بإقليم الحوز)، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن أبناء المنطقة يستفيدون يوميا من أنشطة لها وقع كبير على تربيتهم.
وأضافت أن الأنشطة الترفيهية لفائدة الأطفال تهم، أيضا، العديد من الحصص الخاصة بالمواكبة النفسية، ومسابقات في الثقافة العامة المساعدة على تجاوز هذه المحنة.
ومن بين المبادرات التنشيطية للأطفال تلك التي ينظمها، حاليا، النسيج الجمعوي للتعاون من أجل التنمية بجهة فاس مكناس، حيث تم جلب العديد من الألعاب الخاصة بمختلف الأعمار، ويقوم منشطون مختصون بتنظيم فقرات فنية وتثقيفية للأطفال.
واعتبر عبد العلي السباعي، رئيس النسيج، في تصريح مماثل، أن هذه المبادرة تأتي لبعث رسائل حب وتضامن كبير مع أطفال المناطق المتضررة من الزلزال، الذين يشاركون بكثافة في جميع الأنشطة المنظمة بالقرب من مساكنهم.
وأشار إلى أن رحلة الالتحاق بهؤلاء الأطفال تهدف إلى الترفيه عنهم وتلقينهم العديد من القيم الوطنية، والعناية بأنفسهم في هذه الظرفية التي تمر بها مناطقهم المتضررة.
وأكد أن المنشطين المعتمدين لهم دراية في التعامل مع الأطفال وإخراجهم من دائرة الهلع ودعمهم نفسيا عبر التنشيط الثقافي والفني، مضيفا أن القافلة حطت الرحال في عدد من الدواوير، لاسيما دوار تكاديرت بجماعة أداسيل، وكذا جماعة أسيف المال بإقليم شيشاوة.
ويقوم المنشطون، حاليا، بتأطير تربوي وتثقيفي لفائدة أطفال جماعة لالة عزيزة ودواوير بجماعتي مجاط ومزوضة بإقليم شيشاوة، حيث يتم تلقينهم كيفية أداء الأناشيد الوطنية والتربوية.
وتنضاف هذه الفعاليات، التي تأتي تنفيذا للتعليمات السامية للملك محمد السادس الرامية إلى ضمان المواكبة والتكفل بالأشخاص المتضررين من الزلزال، إلى الدعم النفسي المقدم على مستوى المدارس ولصالح الأسر المتضررة، إذ مكن العديد من الضحايا الذين أصيبوا بصدمات نفسية جراء الزلزال من تجاوز هذه المحنة المؤلمة بإيمان وصمود.
تعليقات الزوار ( 0 )