Share
  • Link copied

أمن الملاحة في خطر بسبب التهديد الإيراني.. ومضيق جبل طارق الممر الأكثر أمانا في العالم

بالرغم من التهديدات الإيرانية، يعد مضيق جبل طارق أحد أهم الممرات البحرية التجارية في العالم، ويتمتع بأهمية استراتيجية ذات أبعاد اقتصادية وسياسية، وهو أقصر ممر بين أفريقيا وأوروبا، إلى جانب البنى التحتية الحيوية التي يضمها، مثل: خطوط أنابيب الغاز المغاربية/ مدغاز؛ المنطقة الصناعية الثانية وأول مصفاة للنفط في إسبانيا (12 مليون طن من التكرير).

كما يضم أكبر احتياطي استراتيجي من المنتجات النفطية؛ والربط الكهربائي بين أوروبا وأفريقيا؛ ونظام المراقبة المتكامل للحرس المدني (SIVE)، ويعتبر واحد من “نقاط الاختناق” الأكثر أهمية في العلاقات التجارة البحرية، وبين 80 إلى 90% من التجارة العالمية يدور على طول الطرق البحرية السريعة التي تمر عبر “نقاط الملاحة” هذه، والمضيق هو واحد منها.

وفي هذا الصدد، قال لويس روميرو بارتوميوس، خبير الأمن الدولي والأستاذ بجامعة قادس، بعد إلقاء مؤتمر حول التداعيات وما إذا كان هذا التهديد في مياه المضيق وشيكًا أم لا، إن هذا الممر البحري هو الأكثر أمانًا في العالم للشحن وطرقه البحرية، رغم التهديدات الإيرانية بإغلاقه.

ويرى المختص لويس روميرو بارتوميوس، في تصريحات صحافية، أن “الإغلاق المفترض للمضيق قد يتم تنفيذه عن طريق زرع الألغام في المنطقة، على الرغم من أن عمق المنطقة ومراقبتها الدائمة سيجعل من الصعب القيام بذلك، واللغم هو عنصر خامل مترسب في قاع البحر ويمكن تفعيله عن طريق إلكترونيات عن بعد، “وهو سيناريو أراه ممكنا ولكنه غير مرجح”.

وبحسب آخر الأرقام المتوفرة من هيئة ميناء خليج الجزيرة الخضراء (2022/2023)، فإن عدد الحاويات (TEUs) يبلغ 4.73 مليون وحركة الركاب 5.54 مليون، وتضعها الإحصائيات الدولية للتجارة البحرية العالمية في المركز الرابع على المستوى الأوروبي، ويأتي ميناء روتردام في المقدمة، وهذا يعني أن فعالية مضيق جبل طارق لديها تشغيل 28 رافعة جسرية، تقوم بتفريغ وتفريغ الحاويات بشكل يومي، مما يعني أن يقظتها شديدة.

من جهة أخرى، نقل مشروع ميناء طنجة المتوسط، خلال السنة الماضية 2023، ما مجموعه 8.6 مليون حاوية مكافئة لعشرين قدم، إلى جانب إجمالي 122 مليون طن من إجمالي الحركة، وبالنسبة للأستاذ الجامعي المتخصص في الأمن الدولي، فإن هذا يعني أنه يتم نقل 13 مليون حاوية نمطية فقط في مضيق جبل طارق، مقارنة بالمغرب، الذي يحقق حاليا تجارة أكبر بكثير.

وعلى صعيد أمن الملاحة العالمية، هناك خمسة أنظمة مختلفة ومتكررة لمراقبة النشاط في المضيق، بالإضافة إلى 300 يوم في السنة يقوم فيها زورق دورية تابع للبحرية الإسبانية بمراقبة ومراقبة أي حركة في هذه المياه بشكل دائم، ومؤخراً، رصد زورق الدورية البحرية وجود غواصة روسية ترافقه أثناء مروره عبر مضيق جبل طارق.

ويشير مركز الأبحاث البريطاني تشاتام هاوس، في دراسة حديثة، إلى أن فقرات أخرى تتحقق من النقاط السوداء التي لا توجد في جبل طارق، مثل هجوم إرهابي محتمل، أو قرصنة، أو هجوم عبر الإنترنت، أو درجات حرارة شديدة.

وعلى نحو مماثل، لم يمر تهديد السلطات الإيرانية بإغلاق المضيق مرور الكرام، وهو أعمق ممر على هذا الكوكب (عمقه 460 مترًا، ويحدد خليج الجزيرة الخضراء) والأكثر أمانًا للملاحة، كما سلف ذكره أعلاه.

وأضاف: “الأمر معقد للغاية أن يمكن تنفيذ هذا التهديد، دون أن ننسى أن أزمة البحر الأحمر تؤثر على مضيق جبل طارق، وترتفع أسعار الشحن مع زيادة عدد الأيام (10 إلى 15) لتنفيذ حركة البضائع”، وأشار لويس روميرو، إلى أنه يبدو أن تكاليف الوقود لكل سفينة تصل إلى مليون دولار.

وبحسب أرقام حركة المضيق 2022/2023، تمر عبر هذه المنطقة إجمالي 130.715 سفينة، منها 90.000 سفينة تجارية، وتعني عملية عبور المضيق أن أكثر من 3 ملايين شخص يمرون عبر المضيق في الفترة من 15 يونيو إلى 15 سبتمبر من كل عام، مما يجعلها أكبر “هجرة منظمة بين قارتين”.

وفي هذه العملية، التي تشارك فيها موانئ أخرى بإسبانيا، يصل عدد السفن المتناوبة إلى 11084 سفينة، مما يشير إلى أن الجزيرة الخضراء وطريفة تستوعب 2,3 مليون شخص و600 ألف مركبة.

Share
  • Link copied
المقال التالي