تشكل القرية النموذجية “دوار شمسي” بأمزميز بإقليم الحوز، رمزا حيا للأمل والتضامن من أجل مستقبل أفضل لأيتام زلزال 8 شتنبر من العام الماضي.
وتعتبر هذه القرية البيئية النموذجية، التي تشرف عليها الجمعية المغربية لمساعدة الأطفال في وضعية غير مستقرة، وتم افتتاحها رسميا اليوم الجمعة بحضور مختلف الشركاء المحليين والدوليين وممثلي السلطات المحلية، مبادرة مهمة في مسلسل إعادة الإعمار والتعافي بعد الزلزال تم تصميمها لتكون ملجأ آمنا للأطفال الأيتام.
وقد تم تصميم قرية “دوار شمسي” التي تأوي 144 طفلا، لتلبية الاحتياجات الأكثر استعجالا بالنسبة للأيتام، كما تشكل فضاء مندمجا يستفيدون داخله من إطار تعليمي وثقافي واجتماعي، تم تصميمه لمساعدتهم على إعادة بناء حياتهم والتفكير في مستقبل أفضل.
ويجسد هذا المشروع الممتد على مساحة هكتارين، بحسب المشرفين عليه، تحالفا بين الطبيعة والتضامن، يُغَذيه طموح بأن يصير نموذجا مستداما في خدمة اليافعين.
وتم تجهيز “دوار شمسي”، بجميع الخدمات اللازمة لتلبية احتياجات قاطنيه، حيث تضم هذه القرية أجنحة مخصصة لتقديم الطعام والإقامة والترفيه، بالإضافة إلى ملاعب وفصول دراسية ومكتبة ومستوصف ومركز استماع، إلى جانب فضاءات مخصصة لأفراد أسر الأيتام أو أولياء أمورهم للمبيت فيها.
وتوفر القرية أيضا، دعما نفسيا واجتماعيا شاملا، بما في ذلك العلاجات الفردية وورشات العمل الجماعية، وكل ذلك بهدف مساعدة الأطفال وأسرهم على التغلب على الصدمات.
ويعكس هذا التنوع في البنيات التحتية، الرغبة في خلق بيئة عيش متكاملة، وفي الوقت نفسه متكيفة مع الاحتياجات الخاصة لهؤلاء الأطفال، ومشجعة على الاندماج الاجتماعي والأسري.
ويتجاوز “دوار شمسي” مجرد كونه ملجأ لإيواء هؤلاء الأطفال، حيث يهدف لأن يكون نموذجًا للمقاومة والابتكار بالنسبة للمنطقة بأكملها. وتمثل هندسته المعمارية الصديقة للبيئة، واستخدام الطاقات المتجددة بفضل محطة الطاقة الكهروضوئية، وإنشاء حديقة نباتية تعليمية، أمثلة حية على هذا الالتزام المسؤول بيئيًا.
كما تعد هذه القرية النموذجية فضاء منفتحا على بيئته، حيث ستساهم في تنشيط الاقتصاد المحلي من خلال خلق فرص للشغل لفائدة الساكنة وتعزيز الروابط المجتمعية.
وقالت ثورية الجعيدي بوعبيد، رئيسة الجمعية المغربية لمساعدة الأطفال في وضعية غير مستقرة، في تصريح للصحافة، “من خلال بناء دوار شمسي، وضعنا الحجر الأساس لمستقبل أفضل بالنسبة لهؤلاء الأطفال. إنهم ليسوا مجرد ضحايا، بل هم أيضا بُنَاةٌ لِمَصيرهم”.
وأضافت أن هذه “القرية تشكل ملجأ بالنسبة لهؤلاء الأطفال، وهي في الوقت نفسه نقطة انطلاق نحو حياة كريمة ومليئة بالفرص”، مؤكدة أن “دوار شمسي”، ليس مجرد ملجأ “بل يعكس التزامنا بتوفير بيئة سليمة للأيتام، تسمح لهم بإعادة بناء أنفسهم بكرامة وهدوء. نحن نؤمن بإمكانياتهم وبقوة الساكنة للتغلب على الصعوبات المطروحة”.
وأشارت السيدة بوعبيد، إلى أن الجمعية المغربية لمساعدة الأطفال في وضعية غير مستقرة تسعى إلى المشاركة بنشاط في إعادة تأهيل وتعافي الأطفال المتضررين من الزلزال، من خلال تقديم الدعم النفسي المناسب لهم، داعية إلى ضرورة التعاون الوثيق بين الفاعلين العموميين والخواص والمجتمع المدني لضمان استدامة هذا المشروع والمساهمة في انجاحه وضمان مستقبل أفضل لهؤلاء الأطفال.
كما تشتمل القرية على مبادرات ترمي إلى الحد من الفجوة الرقمية، ضمنها برنامج “شمسي للبرمجة” الذي يعرّف الأطفال على عالم البرمجة والتكنولوجيات الجديدة.
تعليقات الزوار ( 0 )