أصدرت الولايات المتحدة إعفاء عن أموال دفاعية لمواصلة دعم مشاركة المغرب في تدريبات عسكرية مشتركة، مما يزيل العقبة التي وضعها الكونغرس في هذه العلاقة العام الماضي لتخوفاته المرتبطة بقضية الصحراء.
إذ قالت باردة أزاري، المتحدثة باسم القيادة الأمريكية في إفريقيا، الثلاثاء 8 مارس 2022، لموقع Middle East Eye البريطاني: “وزير الدفاع وقع لتوه على إعفاء يسمح للقيادة الأمريكية في إفريقيا بمواصلة التعاون والتدريب مع المغرب”.
كما أضافت المتحدثة باسم القيادة الأمريكية في إفريقيا: “شراكتنا العسكرية مع الرباط قوية ونحن على ثقة من أن هذه الشراكة التي لا تتزعزع ستستمر في التنامي خلال السنوات المقبلة”.
استئناف تمويل التدريبات العسكرية
حسب الموقع البريطاني فإن المغرب يعتبر حليفاً رئيسياً للولايات المتحدة من خارج حلف الناتو وشريكاً قوياً لواشنطن في عمليات مكافحة الإرهاب.
إذ يشارك في أكثر من 100 تدريب عسكري مع الولايات المتحدة كل عام. ويستضيف، إلى جانب تونس والسنغال، تدريبات “الأسد الإفريقي”، أكبر تدريبات عسكرية في إفريقيا.
العام الماضي، أقر الكونغرس تعديلاً في قانون الدفاع الأمريكي، يعرف باسم قانون إقرار الدفاع الوطني (NDAA)، وكان يهدف إلى تقييد الأموال الداعمة لمشاركة الرباط في أي تدريب متعدد الأطراف تديره وزارة الدفاع الأمريكية.
يسمح هذا التعديل بالإفراج عن الأموال إذا أكد وزير الدفاع، بالتنسيق مع وزير الخارجية، أن الرباط ملتزمة بالسعي إلى “حل سياسي مقبول للطرفين في الصحراء”. وتضمَّن أيضاً استثناءً يسمح بإصدار تنازل لأسباب تتعلق بالأمن القومي.
موقع “ميدل إيست آي” أشار إلى أن هذه الخطوة قادها السيناتور الديمقراطي باتريك ليهي والجمهوري جيم إينهوفي على خلفية رفض قرار إدارة ترامب بالاعتراف رسمياً بسيادة المغرب على الصحراء مقابل تطبيع الرباط للعلاقات مع إسرائيل.
الموقف الأمريكي من قضية الصحراء
في لقاء مع وزير الخارجية المغربي، أعربت ويندي شيرمان، نائبة وزير الخارجية الأمريكي، عن دعمها لخطة الحكم الذاتي التي اقترح الرباط إقرارها في الصحراء المغربية، ووصفتها بأنها “مبادرة جادة جديرة بالثقة وواقعية، وأقرب إلى إرضاء تطلعات شعوب الإقليم”.
من جهة أخرى، قال إدوارد غابرييل، السفير الأمريكي السابق في المغرب، لموقع “ميدل إيست آي”، إن زيارة شيرمان دليلٌ على قوة العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والمغرب على الرغم من بعض القيود التي أقرها الكونغرس في الفترة الأخيرة بشأن العلاقات مع المغرب.
لكن غابرييل أشار إلى أن “هذه العلاقة شديدة الأهمية لكلا البلدين، ولهذا السبب فإن تراجع الولايات المتحدة عن تقييد مشاركة المغرب في تدريباتها العسكرية لا يفاجئني”.
“تعجيل ترتيبات بيع الأسلحة” إلى المغرب
من الجدير بالذكر أن الرباط أيضاً تتطلع إلى دعم الولايات المتحدة في وقت يواصل فيه التحديث السريع لجيشه، ففي أكتوبر، وقَّع البلدان اتفاقية تعاونٍ عسكري تستمر على مدار 10 سنوات.
علاوة على ذلك، فإن الولايات المتحدة تزود المغرب بالفعل بما يقارب 90 % من وارداته من الأسلحة، وقد اشترت الرباط مؤخراً صواريخ باتريوت و25 طائرة جديدة من طراز “إف 16” F-16 من واشنطن.
تشمل الصفقات، التي تباطأ المضي فيها بفعل تقييد التعاون العسكري، صفقةَ شراء 4 طائرات بدون طيار من طراز “إم كيو 9 بي سكاي غارديان” MQ-9B SeaGuardian، وذخائر دقيقة التوجيه.
غير أن الكونغرس لم يُخطَر بعدُ رسمياً بالصفقة، ورفض المتحدث باسم وزارة الخارجية التعليق عليها.
يذهب غابرييل إلى أن التراجع عن تقييد التعاون العسكري يمكن أن يُيسر تعزيز مبيعات الأسلحة، قائلاً “إن رفع التقييد عن تمويل التدريبات العسكرية إشارةٌ للكونغرس والرباط بعودة التعامل مع المملكة في الأمور العسكرية”، لذلك فأنا “أعتقد أن ذلك سيعجِّل ترتيبات بيع الأسلحة”.
تعليقات الزوار ( 0 )