تسبب انشغال العالم بأزمة انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) في زيادة معدلات قطع الأشجار والغابات، وشهدت مناطق مثل غران تشاكو والأمازون البرازيلي وشوكو دارين بأمريكا الجنوبية، أعلى معدلات إزالة الغابات في العالم.
ويهدد التوسُّع الحضري، وتركيز الأنشطة الاستخراجية، وتحويل مناطق الغابات إلى أراضي زراعية أو للتوسع في العمران، إلى تغيير المناخ على كوكب الأرض وانتشار الأوبئة والأمراض.
وحددت دراسة نشرها الصندوق العالمي للطبيعة، المعروف اختصارا بـ(WWF) ، أخيرا، أزيد من 24 موقعا على الأرض، ترتكز فيها أنشطة إزالة الغابات.
وفي هذه المناطق، تم فقدان أكثر من 43 مليون هكتار من الغابات في السنوات الـ 13 الماضية، هذا الرقم المخيف يعادل حجم ولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة، أو حجم بلد مثل المغرب.
وفي هذا الصدد، يوضح خورخي ريفاس، مدير الحفاظ على المناظر الطبيعية في الصندوق العالمي للطبيعة في الإكوادور، أن هذه الدراسة له أهمية كبيرة، بحيث تحدد على خريطة العالم المناطق التي يجب أن تُعطى لها الأولوية لتنفيذ إجراءات الحفظ”.
ويظهر التقرير الذي أعده الصندوق العالمي للطبيعة، أن تسع من الجبهات الـ 24 وجودة في أمريكا الجنوبية.
كما تضم منطقة أفريقيا جنوب الصحراء ثمانية مواقع، وتضم جنوب شرق آسيا وأوقيانوسيا سبعة، وتعد منطقة الأمازون البرازيلية واحدة من أكثر الأماكن أهمية، حيث إنها على وشك الوصول إلى نقطة اللاعودة.
وتسببت الحرائق المسجلة عام 2019 في هذه المنطقة في 1.1٪ من انبعاثات الكربون العالمية المسؤولة عن تغير المناخ. والإكوادور تشمل أيضا هذه المجموعة.
ومنطقة شوكو دارين، التي تبدأ في بنما وتمر عبر كولومبيا وتغطي الجزء الشمالي من الأراضي الإكوادورية، فقدت الغابات بسبب تربية الماشية والزراعة والتعدين على نطاق متوسط إلى كبير.
ويوضح ريفاس أن هذه المنطقة تتميز بضغوطات القطاع الصناعي ووجود محاصيل زراعية مثل الموز والنخيل الأفريقي وقصب السكر، كما تشتهر، على وجه الخصوص، باستخراج الأخشاب.
ووفقًا لبيانات وزارة البيئة والمياه، فقد شهدت الفترة ما بين 2000 إلى 2014، فقدان 63000 هكتار سنة في المتوسط.
وفي نفس الفترة الزمنية الآنف ذكرها، تم تسجيل خسارة 18،513.68 هكتار في السنة في الأراضي المنخفضة من الإكوادور.
وأشار ماركو لامبرتيني، المدير العام لـ”الصندوق العالمي للطبيعة”، أن فقدان الغابات يعتبر واحدا من العوامل الرئيسية التي تؤدي إلى ظهور بعض الأمراض على الحيوانات، ويزيد من انتشار الأوبئة والفيروسات، نظير فيروس “كورونا”.
حري بالذكر، أن الصندوق العالمي للطبيعة (WWF)، هي منظمة دولية غير حكومية تعمل على المسائل المتعلقة بالحفاظ والبحث واستعادة البيئة.
وعرفت المنظمة سابقا باسم الصندوق العالمي للحياة البرية، وظلت الاسم الرسمي في كندا والولايات المتحدة.
وهي أكبر منظمة في العالم تهتم بالحفاظ المستقل بأكثر من 5 ملايين مؤيد في جميع أنحاء العالم يعملون في أكثر من 100 دولة.
تعليقات الزوار ( 0 )