كشف خوسيه مانويل ألباريس، وزير الخارجية الإسباني، تفاصيل رفض حكومة بلاده، المشاركة في الحملة العسكرية ضد الحوثيين، على الرغم من إصرار الولايات المتحدة الأمريكية على تواجد المملكة الإيبيرية، مسلطاً، في سياق منفصل، الضوء على قضية تجسس واشنطن على مدريد.
وقال ألباريس في جوابه على سؤال حول القصف الأمريكي على اليمن، واستمرار الحرب في غزة، خلال الحوار الذي أجراه مع موقع “epe” الإسباني، إنه “من الواضح أن الوضع في الشرق الأوسط يقلقني كثيراً، لأن هناك دوامة من العنف بدأت في السابع من أكتوبر بالهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل وتستمر برد الفعل الإسرائيلي”.
وأضاف أن هذا الرد الإسرائيلي “لا يميز في بعض الأحيان بين السكان المدنيين والأهداف الإرهابية”، متابعاً: “هناك بالفعل عدة آلاف من المدنيين العزل الذين لقوا حتفهم في القصف الإسرائيلي. في العاشر من الشهر الجاري، صدر قرار في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن الهجمات اليمنية على السفن في البحر الأحمر لدعم غزة”.
واسترسل أن قرار مجلس الأمن “يدين بوضوح تصرفات الحوثيين ويذكر بمبدأ أساسي من مبادئ القانون الدولي، وهو حرية الملاحة في أعالي البحار والتي من المهم جدًا الحفاظ عليها”. أما بخصوص رفض إسبانيا المشاركة في الحملة العسكرية ضد الحوثيين، فقد قال: “ليس من الضروري أن يكون المرء في كل عملية موجودة”.
وأوضح ألباريس: “تمتلك إسبانيا حاليا أكبر عدد من القوات المنتشرة في بعثات الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي؛ 3000 جندي منتشر في عمليات مهمة للغاية، مثل اليونيفيل، وهي عملية حيوية للحفاظ على السلام والأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، مع واحدة من أكبر الوحدات الإسبانية في الخارج”.
وأبرز أم مهمة “اليونيفيل” بين لبنان وإسرائيل، محفوفة بالمخاطر، لأن منطقة تواجدهم “صعبة للغاية ومعقدة. لقد كان العمل الذي يقومون به مهما دائما، ولكن في هذا الوقت لا يمكن استبداله”، مشدداً على أن “التزام إسبانيا بالبعثات الدولية للأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، أمر لا شك فيه”.
وبخصوص تواصل الولايات المتحدة مع إسبانيا، في ثلاث مناسبات حول الموضوع نفسه، وهو المشاركة في الحملة ضد الحوثيين، وما إن كانت واشنطن تمارس ضغوطا على مدريد، أكد ألباريس أنه “لا وجود لأي ضغط. على سبيل المثال، لم أتلق أي مكالمة من نظيري الأمريكي، ولم أتعرض لأي نوع من الضغط. لقد اقترحنا أن يقوم الاتحاد الأوروبي بتصميم عملية محددة، وأن تشارك الدول الراغبة في المشاركة”.
أما فيما يخص دفع الولايات المتحدة الأمريكية لأموال لاثنين من الجواسيس الإسبان، من أجل مدها بمعلومات حساسة عن المملكة الإيبيرية، وما إن كان الموضوع يثير غضب مدريد، فقد أوضح ألباريس أنه “يتم حل هذه القضايا بين الأصدقاء من خلال التحدث بوضوح، كما فعلنا. والولايات المتحدة شريك استراتيجي من الدرجة الأولى”، موضحاً: “لقد أخبرناهم بألا يفعلوا ذلك مرة أخرى، لن أخوض في التفاصيل، لكن بما أننا نتحدث مع أصدقاء، فقد تحدثنا بوضوح”.
تعليقات الزوار ( 0 )