اعتبر وزير الشؤون الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، الجمعة، أن طريقة حديث حزب الشعب عن المغرب، تؤكد أنه غير مؤهل لرئاسة الحكومة، وذلك في ردّه على الانتقادات التي وجهها رئيس الـ”PP”، لبيدرو سانشيز، بعد الاجتماع رفيع المستوى بين مدريد والرباط.
وقال ألباريس، في مقابلة مع قناة “laSexta” الإسبانية: “بصراحة أعتقد أن الحزب الشعبي لا يعرف ما يتحدث عنه، العلاقة مع المغرب حيوية لسبتة ومليلية وجزر الكناري والأندلس”.
وأضاف أنه لهذا السبب: “لا أراهم مؤهلين للحكم عندما يتحدثون بهذه الطريقة عن المغرب”، متسائلاً عما كان أي شخص يتخيل “أنهم سيتحدثون بهذه الطريقة عن جيراننا الفرنسيين، وجيراننا البرتغاليين؟ أي نوع من العلاقة يريدون مع المغرب؟”.
الإسبان ومنفعة الانسجام مع المغرب
وتابع أن الإسبان، “يعرفون أنه من المنفعة المتبادلة أن ينسجموا مع المغرب”، مشدداً على أن كلا البلدين “لديهما إدارة مشتركة لمواجهة التحديات العالمية، لأن المغرب بلد عبور كما يعاني من ضغوط الهجرة”.
وأردف ألباريس، “ندير بالاشتراك مع أوروبا والمغرب محاربة المافيات التي تتاجر بالبشر ومكافحة الجهادية، والتنمية المشتركة، والظواهر العالمية مثل مكافحة تغير المناخ مثل تنمية إفريقيا”، مشيراً إلى أن “50٪ من استثماراتنا في إفريقيا تتركز في المغرب”.
وبخصوص افتتاح الجمارك في سبتة ومليلية، أوضح المسؤول عن الدبلوماسية أنه “تم افتتاحهما في 27 يناير، وتم إجراء اختبار تجريبي مع السلطات الإسبانية من جهة والسلطات المغربية”، مسترسلاً أن الافتتاح “سواء فيما يتعلق بالأشخاص أو البضائع، سيكون تدريجيًا ومنظمًا، نظرًا لوجود صور من الماضي لا نريد رؤيتها مرة أخرى، لا نريد مهربة، لا نريد تجارة غير نمطية، لا نريد انهيارات جليدية (أزمات)”.
وأكد ألباريس، أن “هناك تقويمًا متفقًا عليه لمواصلة هذا الافتتاح التدريجي والمنظم، لكن التواريخ لا تُعلن أبدًا، لأننا لا نريد ظهور مئات الآلاف من الأشخاص فجأة وسط حشد، نريد أن تكون هذه جمارك وحدود للبضائع وللناس الهادئين، مع عبور عادي، ومنظم، من أجل السلامة الشخصية للناس”.
نزاع الصحراء العالق وغياب الملك عن القمة
وبشأن تبني إسبانيا لموقف جديد بخصوص نزاع الصحراء، قال ألباريس إن “موقف إسبانيا من الصحراء متضمن في الإعلان الذي اعتمدناه بالأمس مع المغرب وأيضا الإعلان الإسباني المغربي الصادر في 7 أبريل”.
وواصل: “نحن نتحدث عن صراع عالق منذ نصف قرن وترغب إسبانيا في حله، لكن ليست إسبانيا هي التي ستفعل ذلك، هناك شخص معني بالأمر، وهو المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، ستافان دي ميستورا”، مؤكدأً أن حكومة مدريد، تدعمه، لأن الحل “يجب أن يأتي من الأمم المتحدة”.
وكذّب ألباريس الأخبار التي تحدثت عن دور الولايات المتحدة في تغيير إسبانيا لموقفها من نزاع الصحراء، مؤكدا أن “العلاقات بين إسبانيا والمغرب هي علاقات سيادة ومستقلة وهي علاقات ثنائية، علما أننا نتمتع حاليًا بعلاقة استثنائية مع الولايات المتحدة أيضا”.
وفيما يتعلق بغياب الملك محمد السادس عن الاجتماع رفيع المستوى، قال ألباريس، إن القمة تعني حكومات البلدين ورؤساءها، علماً أن العاهل المغربي، أجرى اتصالاً قبلها بالرئيس بيدرو سانشيز، وهو ما لم يسبق وأن حدث في المناسبات المشابهة السابقة.
تعليقات الزوار ( 0 )