يعيش العالم في الوقت الراهن أزمة صحية بسبب تفشي وباء كورونا الذي بات يشكل أزمة حقيقية تهدد سلامة البشرية وحياتها، هذه الأزمة ألقت بتداعياتها السلبية على قطاع التعليم الجامعي، ما دفع بالجامعات المغربية لإغلاق أبوابها بهدف التقليل من انتشار الوباء ومحاصرته، ومن أجل إنجاح رهان الامتحانات والدخول الجامعي المقبل قررت مكونات الجامعة الرفع من منسوب اليقظة والتحسيس بالظروف الاستثنائية التي يقبل عليها الموسم الجامعي الجديد استعدادا لالتحاق الطلبة والأساتذة والإداريين بالمؤسسات الجامعية في جو يطبعه التقيد بكافة التدابير الوقائية والالتزام بشروط السلامة الصحية في مواجهة جائحة كورونا وإنجاح عملية انطلاق الموسم الجامعي 2020/2021.
ووعيا منها بضرورة توعية وتعبئة كافة المنتسبين إلى الحرم الجامعي، وأهمية المقاربة العلمية الواقعية التي تجمع بين التوعية النظرية والتكوين التدخلي الميداني نظمت مساء أمس بالكلية متعددة التخصصات ببني ملال، التابعة لجامعة السلطان مولاي سليمان النسخة الثالثة من الندوة الدولية التحسيسية عبر التناظر المرئي (عن بعد) في الإسعافات الأولية وتقنيات الإنقاذ تحت موضوع: “توعية الطالب الجامعي في مواجهة تفشي فيروس كورونا خلال الامتحانات الجامعية والدخول الجامعي 2020/2021″، على مدى يومين 16 و17 يوليوز بمشاركة ثلة من الخبراء والأكاديميين من أساتذة باحثين و كوادر طبية متخصصة من مستوى عال وممثلين عن إدارة الأمن الوطني والدرك الملكي والوقاية المدنية.
وتندرج هذه التظاهرة العلمية ضمن الأنشطة الثقافية والعلمية بالكلية المتعددة التخصصات بني ملال، نظم هذه الندوة مختبر “الدراسات والأبحاث في العلوم الاقتصادية والتدبير ونادي الإسعافات”
« le laboratoire des études et des recherches en sciences économiques et gestion et le club de secourisme »
بتعان مع مختبر «le laboratoire de recherche en sciences en sciences juridiques politiques et communication»
بالكلية المتعددة التخصصات، بغية تجسيد مقاربة تقنية واستراتيجية وقائية واستباقية لاتخاذ كافة الاحتياطات اللازمة لإنجاح رهان الامتحانات الجامعية المقبلة والدخول الجامعي للموسم المقبل على اعتبار الصلة الوثيقة بالمجال الصحي والطبي للعنصر البشري والطالب الجامعي على وجه الخصوص.
انطلقت فعاليات هذه الندوة بجلسة افتتاحية بتلاوة آيات من الذكر الحكيم والاستماع للنشيد الوطني، ليعلن بعدها الأستاذ الدكتور “حميد الشريف” منسق الندوة عن انطلاقة أشغال الندوة بتقنية التناظر المرئي مرحبا بجميع المشاركين والمتتبعين للندوة عبر البث المباشر على الصفحة الرسمية للكلية، تلتها على التوالي كل من كلمة رئيس جامعة السلطان المولى سليمان الدكتور “نبيل حمينة” وعميد الكلية المتعددة التخصصات بني ملال الدكتور “بنعاشير الحدادي” ومنسق الندوة رئيس شعبة القانون الأستاذ الدكتور “نعيم سبيك” ورئيس مختبر الدراسات والأبحاث في العلوم الاقتصادية والتدبير أ.د. “الشيخ الكبير ماء العينين”.
وقد أجمعوا جميع الفاعلين على أن الندوة تعد فرصة ذهبية تجمع ثلة من الخبراء والأكاديميين والمتخصصين لمناقشة موضوع ذي راهنية نظرا لارتباطه بظرفية جد حساسة تتمثل في تزامنه مع تمديد حالة الطوارئ الصحية المعلن عنها لتطويق الجائحة بهدف بناء توقع استحقاق جامعي مستقبلي ناجح واستشراف آفاق بيداغوجية وتنظيمية وفق استراتيجية الاحتياط وحسن التدخل بغية إنجاح محطة الامتحانات الجامعية والدخول الجامعي المقبل في أجواء احترازية وتحسيس فئة الطلبة بكافة كليات وجامعات المملكة، كما نوهوا بالدينامية العلمية التي تعرفها الكلية المتعددة التخصصات بني ملال وعزم وإصرار المختبرات العلمية والنوادي بالكلية والانخراط الجدي لمختلف الشركاء والفاعلين، بدورهم ممثلوا الأمن الوطني وقيادة الدرك الملكي والوقاية المدنية والمندوب الإقليمي لوزراة الصحة ببني ملال بسطوا الخطط الاستباقية والاستراتيجيات المتبعة قبل وخلال فترة الحجر الصحي وبعد رفع الحجر التي تم اعتمادها من طرف المؤسسات المسؤولة كل من موقع تخصصه من أجل محاصرة الوباء الفيروسي ومنعه من الانتشار.
بعد ذلك انطلقت الجلسات العلمية الأربعة على مدى يومين كاملين، بمعدل ست ساعات في اليوم بشكل متواصل دون انقطاع من تسيير نخبة من الأساتذة الجامعيين أداروا باقتدار ما يزيد عن 20 مداخلة علمية ألقاها ثلة من الأكاديميين والأساتذة الجامعيين والباحثين من داخل المغرب وخارجه وكوادر طبية إقليمية ووطنية وطلبة باحثين بسلك الدكتوراه بسط خلالها المحاضرون المتدخلون وجهات نظرهم ومعطيات ونتائج أبحاثهم ودراساتهم العلمية بشقيها النظري والميداني بالوصف والتحليل والاستنتاج، دراسات كلها ذات صلة بموضوع الجائحة وآثار الحجر الصحي وكيفية تدبير مرحلة ما بعد الحجر وكل ما يتعلق بالوباء الفيروسي كوفيد-19 والتوجيهات والإجراءات والتدابير الصحية الاحترازية الوقائية للحد من انتشار الوباء في مختلف الأوساط ومنها الحرم الجامعي على الخصوص.
وقد عالجت مواضيع المداخلات العلمية ظاهرة جائحة فيروس كورونا موضوع الندوة من زوايا مختلفة ومقاربات متعددة استندت في مرجعيتها إلى علوم مختلفة منها علم الطب وعلم المايكروبيولوجيا وعلم النفس وعلم الاجتماع وعلم البلاغة والخطابة والعلوم القانونية والعلوم الشرعية وقد أجمعت جميع المداخلات على ضرورة الرفع من التعبئة الاجتماعية من أجل الانخراط الإيجابي في مواجهة مخاطر الوباء، كما أجمعت على تعبئة الطالب الجامعي فكريا ونفسيا وسلوكيا والرفع من منسوب الوعي واليقظة الفردية والجماعية لديهم وذلك لتجنب الإصابة بالفيروس، كما شدد جميع المتدخلين على ضرورة الامتثال للتوجيهات وتوخي الحيطة والحذر والتقيد بكافة الإجراءات العملية والتدابير الاحترازية الوقائية التي ينبغي على طلبة الجامعة الالتزام بها حفاظا على الأمن والسلامة الصحيين والحد من انتشار الفيروس الفتاك في أفق إنجاح الاستحقاق الجامعي المقبل المتعلق بالامتحانات وإجراءات الدخول الجامعي المقبل.
ومن أجل تجلية أهمية الحاجة لمعالجة موضوع “الإسعافات الأولية وتقنيات الإنقاذ” خاصة مع تداعيات الظرف الوبائي في بلادنا، تستمر فعاليات هذه التظاهرة العلمية بالكلية المتعددة التخصصات بني ملال من خلال تنظيم أيام تكوينية لفائدة طلبتها ايتداء من يوم السبت 18 يوليوز الجاري إلى غاية الثلاثاء المقبل 21 من نفس الشهر، يؤطر هذه الأيام التكوينية “نادي الإسعافات الأولية” برئاسة وتأطير الأستاذ الدكتور “حميد الشريف” ومجموعة من الأطر الطبية والطر التقنية المتخصصة في مجال الإسعافات الأولية وتقنيات الإنقاذ وذلك انخراطا في مشروع الإعداد الجيد والملائم لاستحقاق الامتحانات الجامعية وكذا الدخول الجامعي المقبل، ليتم بعد ذلك نقل خبرة التكوين والتحسيس من هؤلاء الطلبة المستفيدين من التكوين إلى الطلبة الآخرين ابتداء من يوم 21 يوليوز الى غاية 27 يوليوز، لتختتم فعاليات هذه التكوينات عن بعد يومه الثلاثاء 28 من شهر يوليوز بعد تقييم الأعمال وتوزيع جوائز الاستحقاق على المتميزين في الدورة.
تعليقات الزوار ( 0 )