وضع قرب نفاد مخزون المغرب من لقاح فيروس كورونا المستجد، بعدما بقيت في جعبته أقل من 14 ألف جرعة موجهة للمستفيدين الجدد، وحوالي مليونين و250 ألف حقنة، موجهة لمن جرى تطعيمه بالجرعة الأولى، السلطات الصحية في موقف مُحرج، في ظل أن الحملة الوطنية التي تمرّ في ظروف جيدة، مهدّدة بالتوقف المفاجئ.
ويمتلك المغرب، لحدود اليوم، ثمان ملايين ونصف، جرعة من لقاحي “أسترازينيكا” و”سينوفارم”، ستمكنه من تلقيح 4 ملايين شخص و250 ألف، بواقع حقنتين لكل مواطن، وهو ما يعني أن مخزون البلاد، الموجه للمستهدفين جدد، قد بات على وشك النفاد، بعدما وصل عدد المُلقّحين، حسب آخر نشرة وبائية صادرة عن وزارة الصحة، إلى 4236386، حيث لم تبق سوى 13 ألف و614 حقنة.
وستكتفي الوزارة بعد نفاد الحقن الموجهة للمستفيدين الجدد، وهو ما يُنتظر أن يحصل يوم غد أو بعده على أبعد تقدير، بتطعيم المواطنين والأجانب المقيمين بالجرعة الثانية من اللقاح، في انتظار التوصل بشحنات إضافية من لقاحي “سينوفارم” الصيني، أو “أسترازينيكا” البرطاني، أو اللقاحين الجديدين اللذين صادقت عليهما مؤخرا، ويتعلق الأمر بـ”سبوتنيك في” الروسي”، و”جونسون أند جونسون” الأمريكي.
وسبق لمجموعة من النشطاء أن حذّروا وزارة الصحة من الوقوع في هذا الأمر، الذي من شأنه عرقلة السير العادي لعملية التلقيح في المغرب، والتي مكنته من التفوّق على مجموعة من البلدان التي تفوقه من حيث الإمكانيات، على رأسها ألمانيا وفرنسا وإسبانيا، غير أن تأخر الشركات المنتجة، تسبب في سقوط السلطات في المحظور.
ويزيد غياب التّواصل بشأن اللقاح، من طرف وزارة الصحة، من الغموض الذي يلفّ مصير حملة التلقيح في ظلّ نفاد مخزون البلاد من لقاح فيروس كورونا، حيث عمدت السلطات الصحية، منذ فترة، إلى عدم إعلان أي شيء بخصوص “التطعيم”، مكتفيةً بتضمين أي مستجدات متعلقة به، في التصريح نصف الشهري الذي تُصدره.
وطالب نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، وزارة أيت الطالب، بالخروج من صمتها، والحديث إلى المواطنين، الذين باتوا قلقين بشأن مستقبل حملة التلقيح الوطنية، التي كان يعلّقون عليها الآمال للعودة إلى الحياة الطبيعية، واستئناف النشاط الاقتصادي الذي عرف كساداً غير مسبوق لأزيد من سنة، بسبب تفشي الفيروس التاجي.
وأرجع متابعون هذا الصمت من وزارة الصحة، إلى تأخر انطلاق حملة التلقيح التي أثارت سخط المغاربة، والتي كان يفترض أن تنطلق بداية دجنبر، وفق تصريحات لمسؤولين بالوزارة، غير أن تأخر التوصل بجرعات التطعيم، أخرت الحملة إلى غاية أواخر يناير الماضي، حيث لم تعد وزارة أيت الطالب، تتحدث عن التوصل بأي شيء، تفادياً لخلق جدل جديد في حال تأخر الشركات المنتجة في تسليم الشحنات.
وبالرغم من تراجع العدد اليومي للأشخاص الذين تلقّوا الجرعة الأولى، بسبب نفاد مخزونها في عدد من مراكز التطعيم، إلا أن المغرب، ما يزال يحتل المركز الـ 6 في ترتيب جرعات اللقاح اليومية لكلّ 100 شخص، بـ 0.53، متقدماً على كلّ من فرنسا الـ 9؛ بـ 0.33، وألمانيا الـ10؛ بـ 0.29، وإيطاليا الـ 11؛ بـ 0.28، وإسبانيا الـ 13 بـ0.24.
ويأتي المغرب أيضا، في المركز الـ 8، في ترتيب الدول بناء على عدد جرعات اللقاح لكلّ 100 شخص، بـ 16.24، متفوقاً على كلّ من إسبانيا الـ 11؛ بـ 12.07، وبولندا الـ 12؛ بـ11.97، والسويد الـ 13؛ بـ 11.96، وألمانيا الـ 16؛ بـ 11.22، وفرنسا الـ 17؛ بـ 10.85، وكندا الـ 18؛ بـ 8.35، والبرازيل الـ 19؛ بـ 5.6.
وفي سياق متّصل، لمجموعة من الأطر الطبية والتمريضية والموظفين وعدد من الأطر المنخرطة في حملة التلقيح ضد كورونا، أن أعربت عن غضبها، بسبب تأخر وصول اللقاح إلى العشرات من المراكز الصحية في جماعات قروية وحضرية، في الوقت الذي يقابل الأمر، استمرار توافد المواطنين المستهدفين من أجل تلقي التطعيم، الأمر الذي يضع الساهرين على العملية في موقف محرج.
واشتكى المعنيون من هذا التأخر، الذي يجعلهم ينتظرون لساعات طويلة، بعد أن يقوموا بكافة الواجبات المنوطة بهم، قبل أن يصل اللقاح، القادم من مراكز التخزين على المستوى المحلي أو الإقليمي، وهو ما يتسبب في أتعاب إضافية للأطر الطبية والتمريضية وكافة الساهرين على العملية، دون أن يتم توضيح الأسباب التي تؤخر وصول الحقن في الوقت المناسب.
تعليقات الزوار ( 0 )