في ظل صمت عالمي مريب، وتناقضات صارخة بين شعارات التقدم الإنساني وواقع مرير، يتساءل المرء: ما الذي اقترفه أطفال غزة ليتجرعوا أهوال الجحيم؟
يُبكي الطفل الغزي عيون الإنسانية، ويصفع صمتها المتواطئ في مشهد يفضح زيف الحضارة
وقبح عالم يغط في وحل النفاق.
يتساقط الأطفال في غزة، واحدا تلو الآخر، ويرتعش من بقي على قيد الحياة خوفا أو من البرد والجوع والفقد والمرض.
وكل من تسول له نفسه التشدق بشعارات حقوق الإنسان وحماية الطفولة وله يد فيما يجري فهو مسخ متبلد المشاعر، فأي حضارة تلك التي تغمض عينيها عن قتل البراءة؟ وأي إنسانية تلك التي تصم آذانها عن صرخات الأمهات؟
في غزة تتحول المياه والغذاء والدواء من أبسط حقوق الحياة إلى أحلام بعيدة المنال.
في غزة يموت الأطفال عطشا وجوعا ومرضا، بينما يتباهى العالم بإنجازاته التكنولوجية وثوراته العلمية. فهل نحن أمام تقدم حضاري أم انحدار أخلاقي؟
في ظل تقديم الأطفال حطبا لآلة البطش الحربية لا معنى لشيء اسمه المواثيق الدولية.
في غزة. تسقط أقنعة الديمقراطية الغربية، وتتعرى ادعاءات حقوق الإنسان، ويصرخ أطفال غزة في وجه العالم: أين اتفاقيات جنيف؟ أين الإعلان العالمي لحقوق الإنسان؟ أين ضمير البشرية النائم؟
في غزة يسجل التاريخ اليوم فصلا أسود من فصول النفاق الدولي، حيث تُداس القيم الإنسانية تحت أقدام المصالح السياسية.
في غزة تحدث جرائم العصر وتُنتهك الطفولة وتُقتل البراءة وتُدمر الأحلام.
والسؤال المطروح كم ستحتاج من الوقت لننسى هذه الجرائم البشعة ونصدق من جديد أن هناك ضميرا للبشرية.
تعليقات الزوار ( 0 )