توتر وحرص كبير يعيش على وقعه الطاقم الصحي بمدينة مراكش، خاصة من يتعامل منهم بشكل مباشر مع المصابين بـ “كوفيد 19″، سواء داخل غرف العزل أو أولئك الذين تطلبت حالتهم الصحية استفادتهم من غرف الإنعاش.
وأفاد عدد من أفراد الطاقم الطبي، تعرضهم لضغط رهيب ما بين مطرقة الوباء وسندان نقل العدوى للأقارب والأهل خاصة منهم المسنين والمصابين بأمراض عضال ومزمنة.
“لكم أن تتخيلوا حجم الريبة والوسواس الذي نعانيه كل مرة نعود فيها لبيوتنا، وقد عاينا قبل ساعات حالات مشكوكا فيها وقدمنا العناية الطبية آخرين تأكدت إصابتهم بالمرض” يقول طبيب لـ “بناصا”.
إلا أن نقل العدوى للأهل والأقارب ليس محصورا على الأطباء والممرضين ممن يوجدون في تماس مباشر مع المرضى المصابين، ذلك أن عددا من الطاقم المشتغل بالمستعجلات العادية ممن يستقبل مرضى يعانون أمراضا بعيدا عن الكوفيد، أصابتهم العدوى فعليا وأصابوا بدورهم أهاليهم.
ويحدث أن يزور قسم المستعجلات مرضى يعانون من آلام في البطن أو كسور، دون أن تظهر عليهم أعراض واضحة ساعتها، ليتكلف الأطباء بالمعاينة دون أخذ الكثير من الاحتياطات، وبعدها يتم اكتشاف أن ذاك المريض إيجابي التحليلة.
نفس الأمر مطروح بخصوص الأطفال ممن لا تظهر عليهم أعراض الإصابة رغم كونهم إيجابيين، ممن يعرضون فاحصيهم لخطر العدوى التي تُنقل للبيت والأهل.
أفراد من الطاقم الصحي بمراكش، تحدثوا لـ “بناصا”، عن تخوفاتهم من تفاقم حالات إصابة أطباء وممرضين ممن لا يشتغلون بمصالح “كوفيد 19″، ونقلهم العدوى لبيوتهم رغم الاحتياطات المتخذة بسبب قوة العدوى الكبيرة للفيروس.
وكان أطباء وممرضون مغاربة، قد طالبوا وزارة الصحة ـ منذ بداية الوباءـ بتوفير أماكن للإيواء بعيدا عن المنازل الخاصة، وهو ما استجابت له الوزارة الوصية في البداية بتخصيص غرف في فنادق وأماكن إيواء، لتتوقف الخطوة بعدها ما أدى لتعرض عائلات الأطر الصحية للخطر.
تعليقات الزوار ( 0 )