Share
  • Link copied

“أزمة زرقاء”.. وثائقي يحكي كيف اختطفت جائحة كورونا جاذبية مدينة شفشاون

قبل ستة عقود، اختار المغرب أن يجعل من السياحة قطاعا استراتيجيا، وهو ما جعله يساهم بنسبة تتراوح بين 6 و10 في المئة من الناتج الداخلي الخام، ويعرف تقدما في تحقيق الأهداف التي حددتها برامج تنمية القطاع، بمعدلات متفاوتة، قبل أن يسجل أكبر تراجع في تاريخه السنة الماضية (2020) بسبب تداعيات جائحة كوفيد19 المستجد، بلغ 78 في المئة من المداخيل.

ورغم قرار الحكومة المغربية، تخفيف قيود التنقل داخل وخارج البلاد، واستئناف الرحلات الجوية والبحرية، منتصف يونيو/حزيران الماضي، بعد أزيد من سنة على إغلاق مجاله الجوي في وجه المسافرين، فإن مداخيل القطاع لم ترتفع سوى 15.2 في المئة في شهر يونيو/حزيران2021. بعدما بلغت حوالي 8.8 مليارات درهم (مليار دولار) بانخفاض قدره 58,1 بالمئة مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية.

وعلى مستوى السياح الوافدين، فقد بلغ عددهم 71225 سائحا برسم شهري نيسان/أبريل وأيار/مايو، مقابل 1719 سائحا فقط، في الفترة ذاتها من السنة الماضية، يشكل منهم مغاربة الخارج حوالي النصف. وهو ما تسبب في أزمة غير مسبوقة بالقطاع، جعلت الحكومة المغربية تعلن عن تمديد منح التعويضات للأجراء والعاملين به، وتقديم عدد من المساعدات للمستثمرين لدعم وإقلاع القطاع من جديد.

تجسد شفشاون أنموذجا مصغرا لما تعرفه السياحة المغربية من أزمة مستفحلة. فالمدينة الزرقاء، التي اشتهرت بجاذبيتها السياحية المتنامية في السنوات الأخيرة، لتنتقل من مدينة أندلسية بشمال المغرب، تستقطب السياح الإسبان والمغاربة، إلى مدينة تثير إعجاب القادمين من مختلف دول المعمورة، وبشكل أكبر استقطبت منذ عامين السياح الصينيين والروس. غير أن هذا الوضع سرعان ما تغير بعد حلول كوفيد 19.

نتابع قصة أزمة قطاع السياحة، وفصولها عبر ما يعيشه مرشد سياحي مشهور في شفشاون (عبد السلام المودن)، وعدد من معارفه العاملين بالقطاع، وما يرتبط به من حرف وأنشطة. يملك عبد السلام دار ضيافة تقليدية بالمدينة، التي لا يتجاوز عدد ساكنتها 425 ألفا، وفق آخر إحصاء عرفه المغرب لساكنته سنة 2014 ، ولعبد السلام ارتباطات مهنية مع مختلف الفاعلين السياحيين بالمدينة ومحيطها، وحتى باقي مناطق المغرب.

تأخذنا جولاته بجميع أرجاء المدينة والمنتزهات الطبيعية المحيطة بها، إلى رصد ما حدث من إقفال لعدد من المحلات التجارية والمطاعم والمقاهي التي تقدم خدماتها أساسا للسياح، ونستكشف معه ومع معارفه بعض الحلول والمساعدات التي تلقاها مهنيو السياحة بالمنطقة، سواء من طرف الحكومة أو من طرف مؤسسات سياحية مغربية أو أجنبية، ومدى دورها في التخفيف من حدة الأزمة، ومدى تلبيتها لمطالب المهنيين لإنقاذ قطاعهم، ما بين من يختار مواصلة الصمود في انتظار إقلاع جديد للقطاع، وبين من فضل النزول من قطار السياحة، لامتهان أنشطة أخرى تضمن لهم مدخولا قارا، يلبي حاجاتهم.

رياض (إقامة سياحية) دار مزيانة، والذي يديره صاحبه عبد السلام المودن، يجسد الطابع الخاص للمدن السياحية المغربية العتيقة، التي تقدم عرضا سياحيا ثقافيا، يستثمر التراث التاريخي الذي تختزنه هذه المدن والقرى. فالبناية تكشف عن جماليات المعمار الأندلسي، وغرفها التي تم تجهيزها بأثاث من الصناعات التقليدية المحلية والمغربية، وهي تبرز المؤهلات الفنية للصناع المغاربة، الذين تضرروا بدورهم كثيرا من الأزمة القائمة.

في بهو رياض دار مزيانة يقدم فنان محلي، عادة، عزفا على العود للسياح القاطنين في الدار، غير أن آخر أداء له كان لطلبة جامعة أمريكية عبر تقنية زوم، بعدما تعذر حضورهم إلى المغرب بسبب جائحة كوفيد 19.

عن صدى

Share
  • Link copied
المقال التالي