أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن هناك ثلاث أسس جوهرية لإقامة علاقات صحية ومثمرة في المنطقة وهي: احترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، ومركزية الدولة الوطنية في العلاقات الإقليمية، وكذلك مكافحة الإرهاب والتصدي لمن يقدمون الغطاء السياسي والتبرير الأخلاقي لمن يمارسون هذا الإرهاب.
وقال أبو الغيط في كلمته أمام المؤتمر الإقليمي لدعم العراق المنعقد في بغداد اليوم :” إن إقليم الشرق الأوسط يواجه تحدياتٍ مشتركة، ويُمكن أن تُحقق دُوله الكثير إن توافقت على هذه الأسس التي تُشكل أساسًا للعلاقات المستقرة بين الدول في أي منظومة إقليمية في أي مكان في العالم”، مشيرًا إلى أن حالة التوتر الإقليمي والاستقطاب أضرت بالعراق، وحرمته من الاستفادة من إمكانياته، وأدخلته -لسنوات طويلة- في دوامة من المُعضلات الأمنية والسياسية، والتحديات الاقتصادية والاجتماعية.
وأضاف أن العراق الحالي يسعى لبناء علاقة جديدة مع الإقليم على أساس من المنفعة المتبادلة والاحترام والتعاون، وهذا التوجه المحمود انعكس إيجابيًا على مُجمل العلاقات في الإقليم، وأسهم في طرق أبواب للحوار بين الأطراف، وفتح مجالات للتعاون الاقتصادي بينهم، مُبينًا أن المؤتمر الإقليمي لدعم العراق المنعقد اليوم يُمثل خطوة مهمة على هذا الطريق.
وشدد على ضرورة مساندة العراق ودعمه في معركة الإرهاب لكي ينعم شعبه بالسلام والاستقرار والأمن، ويجني ثمار التنمية والرخاء، داعيًا إلى ضرورة محو “الطائفية” من قاموس إقليم الشرق الأوسط، وضرورة أن يبقى الدين لله وحده، بينما العلاقات السياسية تديرها دولٌ وطنية، تتمتع بالسيادة الكاملة، وتتعامل مع بعضها البعض على أساس من الاحترام المتبادل والتعاون وحسن الجوار.
وأعرب أبو الغيط عن قناعته بأن دول هذا الإقليم بإمكانها إدارة علاقات مُثمرة بمنطق المنفعة للجميع وليس المعادلة الصفرية، مؤكدًا أن تحقيق دولة ما لأمنها ومصالحها لا ينبغي أن يكون على حساب الآخرين، فالاضطراب والتوتر يُخصم من الجميع، ولا يضيف لأي طرف.
ونوّه الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى أنه لا أحد يتوقع أن تتفق جميع الدول في هذا الإقليم على كل شيء وفي كل شيء، فلكل دولة مصالح ومنطلقات لتحقيق هذه المصالح، موضحًا أن المطلوب والمرغوب هو الاتفاق على الأسس والمبادئ، لأن الأسس السليمة هي التي تصنع جيرة جيدة، والعلاقات بين الدول إن لم تتأسس على مفاهيم مشتركة أساسية تصبح عُرضة لسوء الفهم وسوء التقدير وصولاً إلى الخلاف والنزاع.
تعليقات الزوار ( 0 )