أكد خالد آيت الطالب وزير الصحة، اليوم الإثنين بفاس، أن الرؤية الملكية لبلوغ السيادة اللقاحية تعد الرد المناسب على مخاطر ظهور متحورات فيروسية جديدة.
وقال آيت الطالب، في عرض قدمه أمام الملك محمد السادس، بمناسبة إطلاق وتوقيع اتفاقيات تصنيع وتعبئة اللقاح المضاد لكوفيد-19 ولقاحات أخرى بالمغرب، إن الرؤية الملكية لبلوغ السيادة اللقاحية تعد الرد المناسب، أيضا، على مخاطر ندرة اللقاحات وكذا على الخطر الطبيعي المتمثل في ظهور أوبئة جديدة.
وأبرز أنه من شأن سياسة صيدلانية وطنية جديدة، تنسجم مع الرؤية الملكية وتتماشى مع “النموذج التنموي الجديد”، أن تضمن لعموم المواطنين المغاربة ولوجا عادلا، جغرافيا وماليا، للأدوية والمنتجات الصحية ذات الجودة، وكذا دعم التصنيع المحلي للأدوية في إطار الشراكات القائمة بين القطاعين العام والخاص.
وأكد أن هذه السيادة اللقاحية تندرج في إطار خارطة طريق، بخطى تدريجية وسريعة، من أجل تأمين الحاجيات المستعجلة على مستوى لقاحات كوفيد – 19 على المدى القريب، وإنتاج لقاحات المخطط الوطني للمناعة على المدى المتوسط. وعلى المدى البعيد لبناء منصة قارية للبحث والتنمية، وهو ما سيمكن من تحقيق التأمين البيولوجي للمملكة بفضل الرؤية المتبصرة لجلالة الملك محمد السادس.
وقال آيت الطالب إنه، وفي ظل رعاية جلالته السامية، تم منذ مارس 2020 ، وبشكل مبكر، توقيع شراكات بهدف ضمان التزود باللقاحات وتهيئة الأرضية لنقل التكونولجيا ، وإطلاق أول اختبار سريري للتلقيح بالمملكة المغربية.
وشدد الوزير على أن تدبير الوضعية الوبائية وحملة التلقيح ضد كوفيد 19 مكنا، بفضل التوجيهات الملكية، من تحقيق إنجاز عالمي بمعدل تلقيح نهائي بلغ 34 في المائة، على الرغم من عدم اليقين بشأن الإمدادات من اللقاحات بفعل ندرة وضعف الإنتاج على المستوى العالمي.
وذكر آيت الطالب، أن الملك حدد في الرسالة التي وجهها إلى المشاركين في اليوم العالمي للصحة في أبريل 2019، الشروط الأساسية لإنجاح منظومتنا الصحية في أفق تحقيق السيادة الدوائية، مشيرا إلى أن هذه الرؤية المتبصرة تدعونا إلى إحداث تغيير في المنظومة القائمة بما يجعل من قطاع الصحة قطاعا منتجا، يخلق قيمة اجتماعية ،تكنولوجية واقتصادية ، ومنفتحا على محيطه الدولي.
وأبرز الوزير أنه وبفضل الرؤية المستنيرة للملك، تمكن المغرب من احتواء الجائحة والحد من آثارها على السكان والاقتصاد من خلال تدبير استباقي ومرن، مشددا على أن الملك جعل العنصر البشري وصحة المواطنين في صلب الإنشغالات الوطنية، من خلال وضع الثقة في الكفاءات العلمية المغربية وتشجيع حلول ” صنع في المغرب”.
ولردم الهوة على المستوى العالمي للولوج إلى اللقاحات، ذكر آيت الطالب بالخطاب القوي الذي ألقاه صاحب الملك محمد السادس في 2014 بأبيدجان والذي أكد فيه على أن “إفريقيا مطالبة اليوم بأن تضع ثقتها في إفريقيا “.
وخلص إلى أن هذا الخطاب يجد راهنيته اليوم أكثر من أي وقت مضى من أجل تعزيز دبلوماسية اللقاحات، والبحث العلمي، والتنمية والابتكار الصيدلي وكذا النهوض بالاستثمار في مجال التكنولوجيا الصحية، مما سيجعل المملكة منصة رائدة على المستوى القاري.
تعليقات الزوار ( 0 )