وضعت آثار الجفاف الذي يمرّ به المغرب، خلال الموسم الفلاحي الحالي، مساحات شاسعة من الأشجار المثمرة، في مواجهة تراجع الإنتاج أو توقفه، سيما أشجار الزيتون، على الرغم من أنها لا تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه، وسط تزايد المطالب بتحرك الوزارة، من أجل الحيلولة دون وقوع أضرار جديدة على مستوى هذا النوع من الأشجار.
ومن شأن تضرر أشجار الزيتون أن ينعكس سلباً على الاقتصاد المغربي، خصوصاً أن المملكة حلت في المرتبة الأولى على مستوى العالم في إنتاج هذه الفاكهة، خلال السنة الماضية، بعدما تمكن من إزاحة دول مثل إسبانيا، اليونان وإيطاليا، غير أن شح التساقطات، وآثار الجفاف، من شأنه أن يثر بشكل كبير على إنتاجية البلاد في هذا الصدد.
وعلى الرغم من أن أشجار الزيتون، تتميز بقدرتها الكبيرة على تحمل الجفاف، وشح الأمطار، إلا أن أضرار الأخيرة، تظهر بشكل جلي على مستوى قلة الإنتاج، مقابل ارتفاع نسب الإنتاج في صفوف الأشحار التي تتواجد في مناطق السقي، وهو الأمر الذي جعل العديد من المهنيين، يأملون في أن تتحرك الوزارة الوصية على القطاع، للتدخل.
وفي سياق متّصل، توجه النائب البرلماني عن حزب الاستقلال حسين آيت أولحيان، بسؤال كتابي إلى محمد صديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، بخصوص “التدابير المتخذة لحماية الأشجار المثمرة من آثار الجفاف بإقليم شيشاوة”.
وقال آيت أولحيان، في سؤاله الذي اطلعت عليه جريدة “بناصا”، إن ساكنة إقليم شيشاوة، استبشرت خيرا بعد “انطلاق أشغال بناء سد بولعوان على واد سكساوة بجماعة سيدي غانم، والذي جاء ثمرة العناية التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، لسياسة بناء السدود حفاظا على الثروة المائية”.
وأضاف أن ساكنة جماعة سيدي غانم، شأن باقي سكان الإقليم، افتخروا “بهذا المشروع الحيوي، الذي سيمكن من تعبئة الموارد المائية السطحية لواد سكساوة، وذلك بخلق حقينة بحجم 66 مليون متر لتزويد مدينة امنتانوت، والمراكز المجاورة بالماء الصالح للشرب، وتنمية السقي الصغير والمتوسط بسافلة السد التي تضم عشرات الآلاف من أشجار الزيتون واللوز”.
كما أن المشروع، من شأنه “حماية المناطق المتواجدة بالسافلة من الفيضانات”، وفق البرلماني ذاته، الذي أثار انتباه الوزير، إلى أنه، ولغاية نهاية أشغال هذا الورش الملكي، هناك “عشرات الآلاف من الأشجار المثمرة (الزيتون واللوز) بسافلة السد بمنطقة بولعوان وتقنورت تضررت بفعل انقطاع مياه السقي بساقية تلحرشت”.
وأوضح أن هذا الأمر، بات “يستوجب معه إيجاد حلول مستعجلة من خلال حفر آبار وبناء صهاريج لجمع المياه لإنقاذ هذه الأشجار من الجفاف ريثما تتم الأشغال بسد بولعوان”، علاوة على ذلك، يتابع آيت أولحيان: “نسائلكم عن الإجراءات التي ستقوم بها مصالح وزارتكم لإنقاذ هذه الأشجار من الجفاف ريثما تتم الأشغال بسد بولعوان”.
تعليقات الزوار ( 0 )