وجهت قناة الـ”BBC”، التابعة للحكومة البريطانية، صدمة جديدة إلى الجزائر وصنيعتها البوليساريو، بعدما قامت بتحديث صورة خارطة المغرب على موقعها الرسمي، لتزيل الخط الوهمي الذي يفصل الأقاليم الجنوبية عن المملكة، مثيرة العديد من التساؤلات بخصوص ما إن كانت الخطوة بدايةً لاعتراف المملكة المتحدة بمغربية الصحراء.
وقامت الشبكة التلفزيونية العالمية، التابعة للحكومة البرطانية، في الـ 24 من شهر غشت الجاري، بوضع خارطة المغرب كاملة من طنجة إلى الكويرة، في خطوة هي الأولى من نوعها، فيما يتعلق بالصورة الرسمية المعتمدة لخريطة الدولة، بعد أن سبق للقناة نفسها، أن عرضت في بعض برامجها خارطة المملكة كاملة في الشهور الماضية.
وقال سمير بنيس، المستشار السياسي المقيم بواشنطن، إن هذه خطوة نشر قناة “البي بي سي” التابعة للحكومة البريطانية لخريطة المغرب كاملة، “ستصيب نظام العسكر الحزاري بالجنون، والذي تلقى الضربات تلوى الأخرى، فيما يخص حلمه بإنشاء دويلة كرتونية جنوب المغرب”، مضيفاً أن الأمر يوحي بأن المملكة المتحدة “تمهد ربما للاعتراف بمغربية الصحراء”.
وأوضح بنيس، أن “بريطانيا، أعلم أكثر من أي بلد أوروبي آخر، أن الصحراء مغربية، وأن اتفاق شهر أكتوبر 1904، وما تلاه من تقسيم بين فرنسا وإسبانيا كان مخالفا للقانون الدولي وللمعاهدة الموقعة بين المغرب وبريطانيا في شهر مارس 1895، والذي اعترفت فيها هذه الأخيرة بأن الصحراء كانت تابعة للمغرب”.
ونبه إلى أن التقسيم الفرنسي الإسباني، كان مخالفا أيضا لـ”الوثيقة الختامية لمؤتمر الجزيرة الخضراء لعام 1906، والذي التزمت فيه الدول المشاركة بالحفاظ على استقلال المغرب وعلى وحدته الترابية، التي كانت تضم كذلك الصحراء، خاصة وأن الاتفاق الفرنسي الإسباني، كان سريا، وكان من المفروض أن يظل كذلك لمدة 15 سنة، ولم تكن باقي الدول المشاركة في مؤتمر الجزيرة الخضراء، على علم بتفاصيله”.
هذا، وسبق للـ”BBC”، أن عرضت في يونيو الماضي، خارطة المغرب كاملة، خلال تطرقها إلى مناورات الأسد الإفريقي التي شارك فيها أفراد من الجيش البريطاني، حيث عرجت على التدريبات الأضخم في القارة السمراء، والتي احتضن قطاع المحبس، في الصحراء المغربية، جزءاً منها، الأمر الذي اعتبره متابعون، مؤشراً على تغير موقف المملكة المتحدة.
وعلى الرغم من أن أحد فصول ميثاق هيئة الإذاعة البرطانية (BBC)، يقول إنها “لا تخضع لأي تأثير من الناحيتين السياسية والتجارية، فهي تخضع فقط لمشاهديها ومستمعيها”، وهو ما جعلها تفوز بجوائز عديدة بكونها القناة الأكثر مصداقية في العالم، إلا أن العديد من المراقبين، اعتبروا هذا التغير المفاجئ، في خطّها التحريري، يرجع إلى تحول في موقف بريطانيا.
يشار إلى أن العلاقات المغربية البرطانية تعتبر من أقدم العلاقات الدبلوماسية في العالم، حيث تعود أصولها إلى سنة 1213 ميلاده، حينما قام جون ملك إنجلترا، بإرسال أول بعثة دبلوماسية إلى المملكة الموحدية وقتها، والتي كان يقودها محمد الناصر، لتشهد لاحقا العديد من التحالفات، على رأسها التحالف الأنجلو ومغربي ضد إسبانيا في القرن الـ16.
تعليقات الزوار ( 0 )