بعث مجموعة من المفكرين والشعراء والشخصيات العالمية، بينهم الشاعر المغربي عبد اللطيف اللعبي، رسالة مفتوحة إلى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، يحثون فيها على الإفراج عن المعتقل إحسان القاضي، مدير Radio M والصحيفة الإلكترونية Maghreb Emergent في ليل 24 ديسمبر 2022 من طرف ستة ضباط عسكريين، بعد أن اقتادته الأجهزة الأمنية في اليوم الموالي ليشهد بعينيه، مكبلا، تفتيش وإغلاق وسائل الإعلام التي أنشأها.
وقالت الرسالة التي تتوفر جريدة “بناصا” على نسخة منها، إن “الجزائر ليست مجرد بلد. الجزائر فكرة، فكرة تحرر عنيدة لا تزال بعد مضي ستين سنة على الاستقلال تشع الأمل في قلب كل من يكافح الاضطهاد. الجزائر دليل على أن دحر الظلم والانتصار عليه ممكن حتى وإن بدت المواجهةُ يائسة غير متكافئة لأول وهلة”، مردفة: “واليوم ينغلق هذا البلد العظيم مثل فخ هائل على المعارضين السياسيين وكل من يجرؤ على أن يحلم بسيادة القانون بشكل حقيقي”.
ويقبع الصحفي إحسان القاضي في سجن الحراش بالجزائر العاصمة منذ أكثر من خمسة أشهر لا لشيء سوى رفضه الانصياع لضغوط حكام يسعون إلى تحويله إلى صحفي مزيف، وفي نهاية تحقيق متستر، شابته انتهاكات صارخة للإجراءات الجزائية ولحقوق الدفاع، حكم على إحسان القاضي يوم 2 أبريل 2023 بالحبس خمس سنوات منها ثلاث سنوات نافذة. وستجري جلسة الاستئناف في الرابع من يونيو 2023.
وأضافت الرسالة، أن “إحسان القاضي، البالغ من العمر 64 عاما، أحد رموز الصحافة المستقلة في الجزائر، بالضبط كما كان والده، بشير القاضي، أحد قدامى المحاربين من أجل تحرير الجزائر. لا غرابة إذن إن انغرس عناده في الدفاع عن استقلال مهنته في تربة أنشأنه على مبدإ قداسة الحرية، وهو مبدأ استقاه من تاريخ نضال الشعب الجزائري ضد العبودية الاستعمارية”.
وزادت، أن “إحسان القاضي متهم اليوم بخيانة بلده لكننا، ونحن ننظر إلى قضيته من موقعنا البعيد، لا نرى سوى صحفي مستقل يضرب دفاعه عن حريته بجذوره في حبه لبلده، ولهذا السبب، نكتب إليكم اليوم لنطلب منكم أن تفعلوا كل ما في وسعكم لوضع حد للمضايقات الأمنية والقضائية التي يتعرض إليها إحسان القاضي ومجمل معتقلي الرأي في الجزائر”.
وحث الموقعون على الرسالة، على”إطلاق سراح إحسان القاضي وجميع الصحفيين المحبوسين ومعتقلي الرأي”، مخاطبين الرئيس الجزائري بالقول: “فاستعملوا لغرض ذلك ما تخولكم إياه سلطاتكم، إخلاصا منكم لنضال الجزائريين من أجل العدالة والحرية”.
وأشارت الرسالة، إلى “أيا كانت الخلافات والخصومات، تبقى الجزائر، كمثل أعلى، أرحب من الزنزانة التي هي بصدد التحول إليها، زنزانة تلتهم الصحفيين الناقدين وكل الأصوات النافرة غير الموالية للسلطة. أيا كانت الخلافات والخصومات تبقى الجزائر أرض كل معذبي الأرض”.
وحملت الرسالة توقيع كل من إيتيان باليبار، فيلسوف (فرنسا)، وجويس بلو، جامعية، عضوة في شبكات دعم جبهة التحرير الجزائرية خلال حرب الاستقلال، ونعوم شومسكي، عالم ألسنيات (الولايات المتحدة الأمريكية)، وآني إرنو روائية، جائزة نوبل للأدب (فرنسا)، وإلياس خوري، روائي (لبنان)، وعبد اللطيف اللعبي، شاعر (المغرب)، وكين لوتش سينمائي (المملكة المتحدة)، وآخيل مبيمبي، مؤرخ (الكامرون)، وأرونداتي روي روائية (الهند)، ثم يوسف الصديق، فيلسوف (تونس).
تعليقات الزوار ( 0 )