أكدت بوركينا فاسو مجددا موقفها الداعم للمملكة المغربية، معتبرة أن العلاقات الطيبة بين الدول الأفريقية تتجاوز المجال الاقتصادي، وهو ما أوضحه داودا ديالو خلال زيارته الأخيرة للرباط، حيث التقى ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية المغربي.
واعتبر داودا ديالو، رئيس الجمعية التشريعية الانتقالية لبوركينافاسو، أن ملكية المغرب للصحراء “غير قابلة للتفاوض”، ووصف الدبلوماسي البوركيني هذا الدعم بأنه ثابت، وأكد أيضًا أن العلاقات بين البلدين في صحة جيدة.
وأشاد مسؤولون بوركينا فاسو بخطة الحكم الذاتي التي طرحها المغرب ووصفوها بأنها “الحل الأفضل” لإنهاء الصراع في الصحراء، كما أشاد ديالو بمقترح الملك محمد السادس لإطلاق مبادرة دولية لتعزيز وصول البلدان الساحلية غير الساحلية إلى المحيط الأطلسي، كما جاء ذلك في خطاب الملك بمناسبة الذكرى الـ 48 للمسيرة الخضراء.
وتتمتع الصحراء بالعديد من الموارد الطبيعية مثل الأسمنت والنفط والأسماك والرمال اللازمة لإنتاج الفوسفات الذي يستخدمه المغرب، ويشكل الفوسفات والأتربة النادرة في شمال غرب أفريقيا أهمية بالغة بالنسبة للصين، كما يتضح من الاتفاقيات التجارية في منطقة المغرب العربي،
وجدد الملك، في كلمته، قلقه إزاء التحديات التي تشهدها منطقة الساحل، بما في ذلك التهديدات الأمنية، وقال ديالو إن “خطاب الملك أكد اهتمامه بالبلدان غير الساحلية”، مشددا على أهمية الوصول إلى الموانئ لتحقيق التنمية الاقتصادية.
وأبرز ديالو العلاقات الممتازة بين المغرب وبوركينا فاسو، وقال إن بلاده ترحب بالقرار نظرا للصعوبات الاقتصادية الحالية، كما نوه بالتطور السريع الذي شهده المغرب في عهد الملك محمد السادس، وأشاد بجهود المغرب لمساعدة بوركينا فاسو في التغلب على الصعوبات التي تواجهها.
كما أشاد الدبلوماسيون البوركينابيون بالأسلوب المسؤول الذي اتبعه المغرب في التعامل مع آثار زلزال الحوز، معتبرين أنه مثال جيد لإفريقيا والعالم.
ويمثل النقص الكبير في البنية التحتية والاستثمارات على ساحل المحيط الأطلسي في القارة الأفريقية مشكلة خطيرة، وفي إطار ممارسة التوافق، يعمل المغرب مع جيرانه الأفارقة على تحسين هذه المشكلة، ولم تتحدث فقط مع بوركينا فاسو، بل إن المشاريع مع قوى الطاقة مثل نيجيريا هي أيضًا جزء من عملية التنمية في المنطقة، التي يقودها المغرب.
وقال ملك المغرب: إن المشاكل والصعوبات، التي تواجه دول منطقة الساحل الشقيقة، لن يتم حلها بالأبعاد الأمنية والعسكرية فقط؛ بل باعتماد مقاربة تقوم على التعاون والتنمية المشتركة، لذا، نقترح إطلاق مبادرة على المستوى الدولي، تهدف إلى تمكين دول الساحل من الولوج إلى المحيط الأطلسي.
وأشار عاهل البلاد، إلى أن نجاح هذه المبادرة، يبقى رهينا بتأهيل البنيات التحتية لدول الساحل، والعمل على ربطها بشبكات النقل والتواصل بمحيطها الإقليمي، وأن حل التحديات والمشاكل التي تواجه بلداننا الشقيقة في منطقة الساحل لا يمكن أن يكون الحل أمنيا أو عسكريا فحسب، بل يجب أن يرتكز على سبل التعاون والتنمية المشتركة.
تعليقات الزوار ( 0 )