لعلّ امتحانات الباكالوريا لسنة 2020 هي أول تجربة فريدة من نوعها، لكونها تُجرى في ظروف استثنائية وغير مألوفة، جراء الأزمة الصحية الخانقة التي تمر منها بلادنا وبلدان العالم من حولنا، لكنها لم تحُل دون القدرة على كسب رهان التنظيم الجيد والمحكم، ومرور هذه الامتحانات جيدة.
وفي هذا الصدد، شهد اليوم الثاني من امتحانات الباكالوريا “أحرار” (الدورة العادية من الامتحان الجهوي)، التي أجريت يومي 1 و2 يوليوز 2020، ترتيبات جد استثنائية في الدخول و الولوج إلى مراكز الامتحانات ، التي تم تعقيمها سابقا لمرات متعددة و تهيئتها لتستجيب لهذا الاستحقاق الذي يمر في ظروف جد خاصة هذه السنة بسب جائحة كورونا كوفيد 19.
وتم اتخاذ كافة التدابير لاستقبال المترشحين، حيث صرّح أحد المترشحين الأحرار لـ”بناصا” ” بدأ استقبالنا بداية من الساعة 7 صباحا، وتم مدّنا بمعقمات وكمامات عند مداخل المراكز مع الحرص على الحفاظ على مسافة الأمان و اعتماد نظام التشوير وفصل ممرات الدخول والخروج ووضع علامات التباعد الاجتماعي وتثبيت الملصقات المتضمنة للقواعد والسلوكات الوقائية”.
كما صرّح ب.ح، مراقب بالامتحانات، أنه “تتم إعادة تعقيم الولوجيات خارج المراكز مباشرة بعد دخول الجميع لقاعات الامتحان وكذلك مساء هذا اليوم لاستقبال المترشحين العاديين، التي ستبدأ يومي 3 و4 يوليوز 2020 بالنسبة لقطب الآداب والعلوم الإنسانية والتعليم الأصيل، وأيام 6 و7 و8 يوليوز 2020، بالنسبة للقطب العلمي والتقني والبكالوريا المهنية”.
وأكّد مجموعة من المترشحين الأحرار أن الأجواء مرت سليمة إلى حد كبير رغم بعض الاستثناءات التي حاول فيها البعض نهج طرق مختلفة للغش منهم من تم ردعهم ومنهم من أفلت “مؤقتا”، بالإضافة إلى التسريبات التي تمت على مستوى بعض الثانويات بعد دقائق من انطلاق الإمتحانات.
هذا وقد أعلنت وزارة التربية الوطنية أن عدد المترشحات والمترشحين لاجتياز اختبارات الدورة العادية للامتحان الوطني الموحد لنيل شهادة البكالوريا برسم دورة 2020، التي ستجرى من 3 إلى 9 يوليوز 2020، قد بلغ 441 ألف و238 مترشحة ومترشحا بنفس نسب التطور المسجلة السنوات الماضية، حيث بلغ عدد الممدرسين 318 ألف و917 مترشحة ومترشح، منهم 282 ألف و48 بالتعليم العمومي بنسبة 64 في المائة من مجموع المترشحات والمترشحين و36 ألف و869 مترشحة ومترشحا بالتعليم الخصوصي، بما يمثل 8 في المائة من مجموع المترشحين.
وناهزت نسبة الإناث 49 في المائة من مجموع المترشحين، وبلغت نسبة المترشحين الممدرسين 72 في المائة، في حين مثلت نسبة الأحرار، الذين بلغ عددهم 122 ألف و321 مترشحة ومترشحا، 28 في المائة من مجموع المترشحين، وقد ارتفع عدد المترشحين في قطب الشعب العلمية والتقنية إلى 249 ألف و338 خلال الدورة الحالية، لتبلغ النسبة 57 في المائة من مجموع المترشحات والمترشحين، بنسبة تطور1.9 في المائة مقارنة مع دورة 2020.
بينما بلغ عدد المترشحين والمترشحات بالمسالك الأدبية والأصيلة 181 ألف و234 مترشحة ومترشحا بنسبة 41 في المائة بنسبة تراجع بلغت 3.3 في المائة، كما انتقل عدد المترشحين والمترشحات بالمسالك المهنية إلى 10 ألاف و666 خلال هذه السنة، بزيادة بلغت نسبتها 19.8 في المائة مقارنة مع دورة 2019، موزعين بين 19 مسلكا.
وبلغ عدد المترشحين بالمسالك الدولية (خيار فرنسية وخيار انجليزية) 43 ألف و781، بنسبة زيادة بلغت 75.27 في المائة مقارنة مع دورة 2019.
كما ارتفع عدد المترشحات والمترشحين في وضعية إعاقة الذين يستفيدون، حسب نوع ودرجة الإعاقة، من صيغ تكييف ظروف إجراء الاختبارات والتصحيح وكذا من تكييف الاختبارات عند اجتازهم للامتحان الوطني الموحد للبكالوريا برسم هذه الدورة ليصل إلى 539، مقابل 402 في دورة 2019. مع الإشارة إلى اعتماد الاختبارات المكيفة، بالنسبة للفئات المعنية بهذا الإجراء في 11 مسلكا، خلال هذه الدورة.
وتجرى امتحانات البكالوريا لهذه الدورة في ظل الطوارئ الصحية التي تعرفها بلادنا للحد من تفشي جائحة كرونا “كوفيد 19″، ومن أجل تأمين إجرائها في ظروف تضمن حماية وسلامة المترشحات والمترشحين والأطر التربوية والإدارية وكل المتدخلين فيها، فقد تم الرفع من عدد المراكز التي ستحتضن هذه الاختبارات، من 1500 مركز سنة 2019 إلى 2155 مركزا خلال هذه الدورة، موزعة بين 100 قاعة مغطاة و145 مدرجا و1910 مؤسسة تعليمية، مع حصر عدد المترشحين في كل قاعة في 10 مترشحين، فضلا عن تخصيص 371 مركزا للتصحيح بمختلف المديريات الإقليمية. كما تم تخصيص 46 مركزا للامتحان بالمؤسسات السجنية، تضم 107 قاعة، سيجري الاختبارات فيها نحو 856 مترشحا ومترشحة.
تعليقات الزوار ( 0 )