شارك المقال
  • تم النسخ

الجالية المغربية في إسبانيا تراقب بقلق تأثير الأزمة الدبلوماسية على حياتهم اليومية

عقب الأزمة الدبلوماسية المتصاعدة بين الرباط ومدريد منذ أسابيع، على خلفية استقبال الأخيرة لزعيم جبهة البوليساريو على أراضيها بهوية سفر مزورة، وما تلاها من تدفق آلاف المهاجرين المغاربة والأفارقة إلى مدينة سبتة المحتلة، يخشى عدد من المغاربة المقيمين في إسبانيا من تنامي خطاب التعصب والكراهية ضدهم.

ويراقب أفراد الجالية المغربية في إسبانيا بقلق بالغ مستقبل الأزمة الدبلوماسية، وكيف ستؤثر على حياتهم اليومية، وذلك في الوقت الذي يخوض فيه الحزب اليميني القومي المتطرف “فوكس” حملة شرسة ضد المهاجرين والمسلمين المغاربة.

ونقلت صحيفة “إلباييس” شهادة عن مهاجرة مغربية مقيمة بإسبانيا تدعى أثير قنّوني، وهي موظفة بنك قولها: “إن الخطاب المعادي للمغرب الذي انطلق بعد أزمة سبتة سيجعل حياتي المهنية أكثر صعوبة، وإذا كان الناس لا يثقون بك بسبب أصلك، فكيف سيثقون بك لإدارة مؤسساتهم؟”.

بدوره، قال عبد الرزاق، جزار يعمل بإسبانيا من شروق الشمس إلى غروبها، ولا يزال مصدوما من بعض التعليقات العنصرية التي سمعها على شاشات التلفزيون هذه الأيام: “قال اشتراكي يرتدي بدلة أنيقة وربطة عنق إنّ كل المغاربة خونة”، مشيرا إلى أنه “لا يمكن السماح بذلك”.

تغذية التطرف خلال فترات الأزمات السياسية

وفي هذا السياق، يرى زكرياء أكضيض، أستاذ علم الإجتماع، أن تداعيات الأزمة الأخيرة قادرة على تشكيل أرضية خصبة لإعادة إنتاج التطرف العنصري، وهو تطرف يتم تغذيته في فترات الأزمات السياسية من خلال استحضار الذاكرة الجماعية التي تنظر للمغرب باعتباره العدو الدائم.

وأوضح أكضيض، في تصريح أدلى به لجريدة “بناصا” أنه هذه الأزمات تشكل لدى النزعات العنصرية المبررات السياسية للقيام بفعلهم غير الأخلاقي، مشيرا إلى أنه من المفترض تنامي الخطاب العنصري تجاه المغاربة، خصوصا من تيارات اليمين المناهضة للأجانب.

وأدت الأزمة الدبلوماسية مع المغرب، التي بدأت قبل ثلاثة أسابيع تقريبًا، إلى توتر وقلق أكثر من مليون شخص من أصل مغربي في إسبانيا، وهي أكبر جالية، حسب الصحيفة، من خارج المجتمع الإسباني والثانية بعد الكولومبيين التي ترسل التحويلات إلى المقربين منهم.

ويزيد الصراع المتنامي بين المغرب وإسبانيا إلى حالة من عدم اليقين لدى عدد من المهاجرين، لاسيما بعد أن استبعد المغرب الموانئ الإسبانية من المعابر البحرية التي ستربط البلاد هذا الصيف بأوروبا، حيث لم يتمكن أغلب المهاجرين من رؤية عائلاتهم بعد أكثر من سنة من إغلاق الحدود عمليًا بسبب الوباء.

كما يخشى معظمهم المغاربة، من أن تتحول التوترات إلى عداء ضد مجتمعاتهم، حيث شكلت الأزمة الحالية تربة خصبة وفرصة لليمين القومي المتطرف “فوكس” لتشديد خطابه العنصري ضد المغرب والجالية المغربية، لا سيما بعدما تأكد من استمرار تعزيز حضوره السياسي وسط المجتمع الإسباني بفضل هذا الخطاب العنصري.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي