كشفت دراسة ميدانية حديثة، أن 76 في المائة من الشباب المغاربة، لا يثقون في المؤسسات الصحية العمومية، و66 في المائة، لا يثقون في التعليم العمومي.
وتضمنت الدراسة التي أعدها مرصد الشمال لحقوق الإنسان، بتعاون مع مؤسسة “Future Elite” تحت عنوان: “مؤشر ثقة الشباب في المؤسسات 2022″، أن المؤسسات السيادية (غير المنتخبة) يحظون بـ”ثقة كبيرة مقارنة بثقة ضعيفة في المؤسسات المنتخبة”، إلى جانب ضعف الثقة في قطاعي التعليم والصحة.
ووفق ما جاء في نتائج الدراسة، فإن مؤسسة الجيش جاءت في المرتبة الأولى، بنسبة ثقة بلغت 75 في المائة، مقابل 17 في المائة لا يثقون فيها، تلتها مؤسسة الأمن الوطني، بنسبة ثقة إيجابية بلغت 72 في المائة، وثقة سلبية حددت في 27 في المائة.
وفي الرتبة الثالثة، حلت مؤسسة الدرك الملكي والقضاء، بنسبة ثقة وصلت لـ 61 في المائة، وأخيرا وزارة الداخلية بنسبة ثقة وصلت لـ 51 في المائة، وثقة سلبية بلغت 39 في المائة، وفق دراسة مرصد الشمال لحقوق الإنسان.
أما فيما يتعلق بثقة الشباب في المؤسسات المنتخبة والمجتمع المدني، فقد جاءت الجمعيات على رأس القائمة، بثقة إيجابية بلغت 64 في المائة، مقابل 30 في المائة لا يثقون، تليها الصحافة، بدرجة ثقة إيجابية بلغت 42 في المائة، مقابل 53 في المائة لا يثقون.
وحلت جهة طنجة تطوان الحسيمة، في المرتبة الثالثة، بنسبة ثقة إيجابية بلغت 42 في المائة، مقابل 45 في المائة لا يثقون، فيما جاءت الجماعات المحلية في المركز الرابع بنسبة ثقة بلغت 40 في المائة، مقابل 54 في المائة لا يثقون، تلاها التعليم العمومي في المرتبة الخامسة، بثقة إيجابية وصلت لـ 33 في المائة، مقابل 66 في المائة لا يثقون.
وفي المركز الثالث، جاءت الصحة العمومية بنسبة ثقة وصلت لـ 23 في المائة، مقابل 76 في المائة لا يثقون فيها، ثم البرلمان في المرتبة السابعة بـ 21 في المائة، مقابل 71 في المائة لا يثقون، والحكومة بنسبة 16 في المائة، مقابل ثقة سلبية بلغت 80 في المائة، وأخيرا الأحزاب السياسية بـ 15 في المائة، مقابل 80 في المائة لا يثقون فيها.
وهمّت الدراسة المؤسسات الاجتماعية أيضا، وأبانت عن ثقة الشباب المغاربة في مؤسسة الأسرة النووية (المكونة من زوجين وأبناء فقط)، بنسبة 96 في المائة، مقابل 3 في المائة سلبية، تلتها الأسرة الممتدة (العائلة)، بثقة إيجابية بلغت 65 في المائة، مقابل ثقة سلبية وصلت لـ 33 في المائة.
وجاء الأصدقاء في المركز الثالث بثقة إيجابية بلغت 62 في المائة، مقابل ثقة سلبية وصلت لـ 36 في المائة، فيما حل الجيران في المرتبة الأخيرة، بمؤشر ثقة إيجابي وصل لـ 41 في المائة، مقابل 56 في المائة، لا يثقون فيهم.
وقال مرصد الشمال لحقوق الإنسان، في بلاغ له، إن هذه الدراسة الميدانية، تأتي من أجل “قياس وتحليل مستوى ثقة الشباب في مجموعة من المؤسسات: الاجتماعية، السيادية، المنتخبة، منظمات المجتمع المدني والإعلام”، مضيفاً أنها سعت لـ”قياس مدى رضى الشباب عن الوضعية السياسة والاقتصادية والحقوقية الحالية”.
كمت حرصت الدراسة، حسب البلاغ، على قياس مدى رضا الشباب “عن البرامج الحكومية الموجهة للشباب كبرنامج انطلاقة، أوراش، فرصة، ومجهودات الدولة في مكافحة الفساد. ومعرفة منحى واتجاهات الشباب في ما يتعلق بتمثلهم للمستقبل من حيث قدرة الحكومة على تلبية حاجياتهم المستقبلية، وكذلك معرفة مخاوفهم نتيجة المتغيرات المتعددة التي يعرفها العالم”.
وتابع أن الدراسة، التي أجريت في الفترة الممتدة بين 15 أكتوبر 2022 و 31 يناير 2023، شملت “المجال الجغرافي لجهة طنجة تطوان الحسيمة”، وضمت “عينة من الشباب أعمارهم بين 18 و25 سنة. واعتمدت على المنهجين الكمي والكيفي. إذ تم في المنهج الكمي إجراء اسبيانات مع 400 شاب وشابة، توزعوا بين 53 % من الذكور و 47 % من الإناث”.
أما في المنهج الكيفي، يضيف المرصد، “فقد تم إجراء مقابلات فردية همت 20 شاب وشابة، كما تم إجراء 5 مجموعات بؤرية. وراعت الدراسة مقاربة النوع الاجتماعي من خلال الأخذ بعين الاعتبار الاختلافات بين الرجال والنساء في جميع جوانب البحث، حيث استهدفت 53 % من الذكور، 47 % من الإناث. كما قامت بعرض نتائج البحث من خلال التمييز بين الإناث والذكور، وهو الامر نفسه عند التحليل وعرض النتائج والتوصيات”.
تعليقات الزوار ( 0 )