انتهى منذ أيام موسم قلع الشمندر السكري بسيدي بنور، الذي دام 58 يوما مقابل 97 يوما خلال الموسم الماضي، بتحقيق 748.663 طن من الشمندر السكري في موسم تميز بتقليص المساحة المزروعة بسبب ندرة مياه السقي.
وتمكنت إدارة معمل السكر التابعة ل” كوزيمار ” من زرع 10.722 هكتار فقط ، معتمدة في عملية السقي على ضخ المياه من الآبار بعدما قررت اللجنة التقنية لزراعة الشمندر السكري لدكالة عدم السماح باستعمال مياه السد لأغراض فلاحية في سبيل توفير مياه الشرب فقط.
ووفق معطيات استقتها وكالة المغرب العربي للأنباء من اللجنة التقنية لزراعة الشمندر السكري لدكالة ، التي يترأسها المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي ، وتضم الغرفة الفلاحية لجهة الدار البيضاء – سطات وجمعية منتجي الشمندر ومعمل السكر بسيدي بنور، فإن هذا الموسم يعد متوسطا نظرا لعدة إكراهات منها تقليص المساحة إلى 50 في المائة تقريبا ، وتراجع حقينة سد المسيرة الحنصالي الذي يغذي منطقة دكالة عبدة إلى 15 في المائة ، والاكتفاء بمياه الآبار رغم ارتفاع التكلفة المالية جراء استعمال الغاز لتشغيل محركات ضخ المياه.
وسمحت اللجنة التقنية لحوالي 400 من الشاحنات والجرارات بنقل الشمندر السكري نحو المعمل ، باتخاذ مجموعة من الترتيبات والإجراءات المتعلقة بعملية قلع وشحن الشمندر السكري مع الأخذ بعين الاعتبار الظرفية الراهنة ، التي اقترنت بوباء كورونا “كوفيد- 19”.
هذا الأمر استوجب مراعاة الجانب الوقائي والاحترازي لفائدة جميع المتدخلين في سلسلة الإنتاج (منتجو الشمندر السكري وأرباب الشاحنات والشركات المتخصصة في عملية قلع وشحن الشمندر وأطر وعمال معمل السكر والشركات المياومة…).
وركزت إدارة معمل السكر ، بتنسيق مع جمعية منتجي الشمندر والمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي والغرفة الفلاحية والفلاحين منتجي مادة الشمندر ، على التشبث بالمكننة ، التي لعبت ، خلال الموسم الماضي ، دورا مهما في تسريع وثيرة قلع الشمندر وتخفيف الأعباء على الفلاح.
ورغم أن الموسم الحالي تميز بتحسن الأوضاع الجوية وعرفت منطقة دكالة عبدة ، التي تهتم بزراعة الشمندر السكري ، تساقطات مطرية مهمة ، إذ وصلت إلى 323 ملم مقارنة مع 140 ملم سجلت خلال الموسم الفلاحي الماضي بإقليم الجديدة ، و290 ملم مقارنة مع 200 ملم مسجلة خلال الموسم الفلاحي الماضي بسيدي بنور ، فإن اللجنة التقنية الفلاحية ، أكدت أن حقينة المركب المائي ، الحنصالي / المسيرة لم تتجاوز 15 في المائة مقارنة مع 19.1 في المائة خلال الموسم الماضي ، أي بتراجع 8 في المائة ، مما أدى إلى عدم منح الحصة المائية الممنوحة لفائدة المدارات المسقية بدكالة ، وتم اعتماد الزراعات المسقية بالخصوص على الضخ الخاص للمياه.
تجدر الإشارة إلى أن زراعة الشمندر السكري ، تعد من الزراعات الأكثر انتشارا بمنطقة دكالة ، كما تعتبر رافعة للتنمية المحلية في جهة الدار البيضاء – سطات ، بالنظر لوجود معمل السكر ” كوسومار” بسيدي بنور ، الذي يعد أكبر وحدة إنتاجية على الصعيد الوطني بمعدل طاقة استيعابية تقدر في 14.500 طن / اليوم ، علما أن إنتاج السكر تضاعف مرتين خلال الخمس سنوات الأخيرة.
وتعتبر سلسلة الشمندر السكري من أهم القطاعات المنتجة على صعيد الجهة ، فهي تساهم ب40 في المائة من الإنتاج الوطني من الشمندر السكري.
تعليقات الزوار ( 0 )