قال مسؤولون تنفيذيون كبار في البنك المركزي الأوروبي الأربعاء إن تفشي فيروس كورونا الجديد في الصين قد يزيد أجواء الضبابية في الاقتصاد العالمي، لكن أضراره قد تكون قصيرة الأجل ومؤقتة، مما يحد من الحاجة إلى أخذ إجراءات على مستوى السياسات.
يأتي ذلك في وقت يواصل فيه فيروس كورونا إلحاق الضرر بالعديد من القطاعات بينها صناعة السيارات وشركات الطيران.
وتسبب الفيروس في وفاة نحو خمسمئة شخص وتعطيل أنشطة الأعمال في الصين وحولها، مثيرا المخاوف من أن أضراره على ثاني أكبر اقتصاد في العالم قد تمتد لأنحاء العالم.
وقالت كريستين لاغارد رئيسة البنك المركزي الأوروبي متحدثة من باريس “في حين أن خطر حرب تجارية بين الولايات المتحدة والصين قد انحسر على ما يبدو، فإن فيروس كورونا يضيف طبقة جديدة من عدم اليقين”.
لكن فيليب لين، كبير اقتصاديي البنك المركزي، دفع بأن أثر الأوبئة على النمو غالبا ما يكون قصير الأجل وأن الاقتصادات تنتعش في أعقابها.
وقال لين في برلين “قد نرى أثرا كبيرا لكن المهم بالنسبة للسياسة النقدية -حيث تكون نظرتنا للمدى المتوسط- أننا بصراحة سنكون أقل اهتماما حيال الصدمات المؤقتة إلا أن يتحول هذا الأمر إلى مبعث تشوه طويل الأجل للاقتصاد العالمي”.اعلان
وأضاف “تاريخ (الأوبئة السابقة) يفيد بأنه قد يكون هناك أثر كبير في الأجل القصير لتطورات مثل هذه، لكنها لا تدوم في الأجل الطويل”، موضحا أن تفشي سارس في 2003 وأوبئة أخرى هي المعيار الطبيعي للتحليل.
ولفترة طويلة، ظل المركزي الأوروبي يحذر من مخاطر عالمية تلقي بظلالها على التوقعات الاقتصادية لمنطقة اليورو لكنه بدا أكثر تفاؤلا في الفترة الأخيرة، قائلا إن المخاطر تنحسر على ما يبدو، مما حدا بالمستثمرين إلى تقليص توقعاتهم لمزيد من التيسير النقدي.
قطاع الطيران يخسر
في الأثناء تسبب الفيروس في اضطراب حركة السفر جوا حيث أعلنت أكثر من 20 شركة طيران تعليق أو تقليص رحلاتها إلى الصين، في حين حظرت بلدان أخرى، من بينها الولايات المتحدة، دخول أي شخص زار الصين على مدى الأسبوعين الماضيين.
وفي هونغ كونغ، طلبت شركة الطيران الوطنية “كاثي باسيفيك إيرويز” من موظفيها وعددهم 27 ألف موظف أخذ عطلة غير مدفوعة الأجر لمدة ثلاثة أسابيع، قائلة إن الأوضاع مفزعة حاليا مثلما كانت عليه إبان الأزمة المالية عام 2008.
وأعلنت شركتا أميركان إيرلاينز ويونايتد إيرلاينز تعليق جميع الرحلات من هونغ كونغ وإليها بعد نهاية هذا الأسبوع، في خطوة تعني أنه لم يعد هناك أي شركة طيران أميركية لنقل الركاب إلى المدينة التي تعد مركزا ماليا في آسيا.
وبلهجة أقل حدة، قال الرئيس التنفيذي لآي إي جي، الشركة الأم للخطوط الجوية البريطانية (بريتيش إيروايز)، إن وباء فيروس كورونا الجديد سيكون له تأثير هامشي فحسب على الطلب العالمي على السفر، وإن قطاع الطيران يتمتع بما يكفي من المتانة لامتصاص تراجع كبير في الاقتصاد الصيني.
مصانع تتوقف
فقدت سوق الأسهم الصينية نحو سبعمئة مليار دولار من قيمتها يوم الاثنين مع إغلاق مصانع عديدة أبوابها وعزل مدن وفرض قيود على حركة السفر، مما غذى مخاوف بخصوص سلاسل الإمداد العالمية. واستقرت أسواق الأسهم الآسيوية بعض الشيء اليوم الأربعاء.
وستعلق شركة هيونداي موتور الإنتاج في كوريا الجنوبية، حيث أكبر قواعدها التصنيعية، لتصبح أول شركة كبيرة لصناعة السيارات خارج الصين تقوم بهذه الخطوة بعد اضطراب إمدادات قطع الغيار بسبب تفشى فيروس كورونا.
وكان عدد كبير من شركات تصنيع السيارات العالمية، منها هيونداي وتسلا وفورد وبيجو ستروين ونيسان وهوندا موتور، أوقفت بالفعل العمل في بعض مصانعها في الصين هذا الأسبوع تماشيا مع تعليمات أصدرتها الحكومة.
وقالت شركة إيرباص لتصنيع الطائرات إنها أوقفت خط التجميع النهائي لطائراتها في تيانجين بالصين.
ونقلت وكالة رويترز عن شخص على دراية بالأمر قوله إن شركة فوكسكون التايوانية، التي تصنع هواتف ذكية لأبل وعلامات أخرى والتي علقت إنتاجها في الصين بشكل “شبه كامل”، تستهدف إعادة تشغيل مصانعها في الصين الأسبوع المقبل، لكن الأمر قد يستغرق أسبوعا أو اثنين أو أكثر لاستئناف الإنتاج بشكل كامل.
كما قالت شركة أديداس الألمانية لصناعة للملابس والأدوات الرياضية إنها ستغلق مؤقتا عددا “كبيرا” من مستودعاتها في الصين.
وقال لاري كودلو المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض إن الفيروس سيتسبب في تأخير الازدهار المرتقب للصادرات الأميركية إلى الصين نتيجة للمرحلة الأولى من الاتفاق التجاري بين البلدين.
تعليقات الزوار ( 0 )