مع تسجيل ما يزيد عن 50 حالة وفاة الأسبوع الماضي، أصبحت الدار البيضاء، العاصمة الاقتصادية للمغرب، بؤرة الإصابة بفيروس كورونا المستجد، والمدينة الأكثر تسجيلا عدد للوفيات في المملكة.
وسجل المغرب 53525 حالة إصابة و 920 حالة وفاة حتى الآن، وهو ثاني أكثر الدول تضررا من الوباء بأفريقيا، لكنه بعيد جدا عن جنوب إفريقيا التي سجلت 611450 إصابة و 13159 حالة وفاة.
ومع ذلك، فمن بين العدد الإجمالي للحالات المسجلة بالمملكة، 28.1٪ سجلت في الدار البيضاء، التي تعد، إلى جانب مدن فاس ومراكش وطنجة، من أكثر المدن فتكًا في البلاد وحيث ينتشر الفيروس أكثر، حسب أرقام وزارة الصحة.
وبحسب الوزارة ذاتها، فإن الزيادة في الحالات بالدار البيضاء ترجع إلى ما اعتبرته “قلة الاحتياطات التي يتخذها الناس” فضلا عن “الديناميكية الكبيرة” التي تميز هذه المدينة الاقتصادية حيث تعرف حركة كبيرة للعمال والوحدات الصناعية وحركة تجارية عالية.
وأضافت الوزارة المعنية أيضًا، أن ظهور البؤر الصناعية في الدار البيضاء عامل مقلق لأنه من الطبيعي أن تؤدي هذه البؤر إلى أخرى عائلية.
وفي محاولة لصد هذا الارتفاع الكبير في عدد الحالات بأكبر مدن المملكة، اتخذت السلطات المحلية سلسلة من القيود في محاولة للحد من انتشار الفيروس.
وتقرر يوم الجمعة الماضي إغلاق شواطئ المدينة (50 كيلومترا شمالا وجنوبا) وكافة المسابح العمومية والخاصة إضافة إلى الحمامات التقليدية.
كما أقامت السلطات حواجز دخول في الأحياء الأكثر تضررا، وأعيد تشكيلها، وقيدت ساعات عمل المقاهي والمطاعم وصالونات الحلاقة ومراكز التسوق، إضافة إلى إنشاء 11 مركزا صحيا ميدانيا في أحياء مختلفة من المدينة.
وفي الأيام الأخيرة، نشر نشطاء من خلال الشبكات الاجتماعية ووسائل الإعلام المحلية ، صورا ومقاطع تبرز قيام مركبات عسكرية بدوريات، في العديد من أحياء المدينة على غرار أيام الحصار الأكثر صرامة في مارس وأبريل الماضيين.
جدير بالذكر أن وزارة الصحة من خلال تصريحها الأسبوعي المعلن يوم أمس الثلاثاء، قالت إن عدد الوفيات التي عرفها شهر غشت الجاري، ناهز نحو 60 في المائة من عدد الإجمالي للوفيات.
وأردفت الوزارة في تصريحها أن حالات الاصابة بالفيروس خلال نفس الفترة بلغت 54 في المائة منذ ظهور أول حالة إصابة شهر مارس الماضي.
تعليقات الزوار ( 0 )