Share
  • Link copied

28 وفاة في 15 يوما.. فواجع الاختناق بالغاز متواصلة في الجزائر

كشفت مصالح الحماية المدنية (الدفاع المدني) في الجزائر، عن تسجيل 28 وفاة إثر تعرضهم للتسمم بغاز أحادي أكسيد الكربون، منذ الأول من يناير 2023، وذلك في حصيلة من بين الأثقل في شهر واحد خلال السنوات الماضية.

وذكرت الحماية المدنية في حصيلة لها نشرتها على موقعها، أن 28 شخصا لقوا حتفهم منذ بداية السنة، مع تسجيل 160 تدخلا، ما سمح بإنقاذ وإسعاف 201 شخص من الموت الحقيقي تم تحويلهم لمختلف المستشفيات خلال نفس الفترة.

واستيقظت الجزائر اليوم على وقع فاجعة جديدة، حيث تم العثور على 6 أشخاص من عائلة واحدة متوفين اختناقا بغاز أحادي أكسيد الكربون المنبعث من سخان الماء، وهو حادث وقع ببلدية الكاليتوس في الضاحية الجنوبية لولاية الجزائر.

وقد تم نقل الضحايا في ساعة متأخرة من ليل أمس، إلى مصلحة حفظ الجثث بالعاصمة. ويتعلق الأمر بالأب 47 سنة، الأم 45 سنة، و4أولاد يبلغون من العمر 14 سنة، 11 سنة، 9 سنوات و7 سنوات، وفق مصالح الحماية المدنية.

وإثر هذا الحادث دعت السلطات مرة أخرى إلى اليقظة الضرورية وعدم سد فتحات التهوية، بالإضافة إلى إلزامية تزويد سخانات الماء والحمام بنظام تصريف الغازات المحترقة وعدم تركيبها على مستوى حمام البيت.

وفي اليومين الأخيرين، تمكنت العناصر من إنقاذ وإسعاف 3 أشخاص لديهم بداية اختناق جراء استنشاقهم غاز أحادي أكسيد الكربون المنبعث من أجهزة التدفئة وسخانات المياه والحمام داخل منازلهم، في ولايات المسيلة وتيسمسيلت، مع التكفل بالضحايا في عين المكان ونقلهم في حالة مقبولة إلى المؤسسات الاستشفائية.

وقبل 10 أيام، سجّلت الجزائر أثقل حصيلة وفيات لها في ظرف يوم بسبب غاز أحادي الكربون المنبعث من أجهزة التدفئة، بإعلان وفاة 17 شخصا يمثلون عائلات بأكملها، وهو ما تسبب في حالة حزن عارمة.

وعرفت ولاية المسيلة إلى الجنوب من الجزائر، الحصيلة الأكبر بوفاة 9 أشخاص من عائلة واحدة، حيث توفي الأب وهو ضابط درك في المنطقة مع أبنائه وبعض من أفراد عائلته. وفي سطيف شرق البلاد، توفي 6 أشخاص من عائلة واحدة، وفي مستغانم توفي شخصان، في حين تم إنقاذ وإسعاف 25 آخرين من موت محقق.

وتسببت هذه الحوادث في حالة حزن كبيرة على مواقع التواصل، حيث تم نشر صور الضحايا والترحم عليهم، مع مطالب بإيجاد حل لهذه المعضلة التي تتكرر كل سنة.

وتأتي هذه الحوادث وفق الحماية المدنية، نتيجة لأخطاء في تطبيق تدابير الوقاية، ونقص أو انعدام التهوية داخل المنازل السكنية، التركيب السيئ لأجهزة التدفئة وسخانات المطابخ وقدم الأجهزة، وكذا استعمال أجهزة مخصصة للطبخ كوسيلة للتدفئة داخل المنازل والمحلات.

ورغم حملات التوعية الدائمة بضرورة التهوية المستمرة داخل المنازل والقيام بصيانة دورية ودائمة لمختلف أجهزة التدفئة من طرف أخصائي واستعمال كاشف غاز أحادي أكسيد الكربون كوسيلة إنذار، إلا أن الحوادث لا تكاد تتوقف يوميا وغالبا ما تخلف الوفيات.

ودخلت القضية مرحلة الأزمة، بعد تدخل وزير الداخلية والجماعات المحلية، إبراهيم مراد، الذي دعا المواطنين إلى ضرورة التحلي بالحيطة والحذر، متأسفا للعدد الكبير المسجل من حالات الاختناق بالغاز رغم الحملات التوعوية التي نقوم بها بصفة دورية”. وتوجه الوزير للعائلات من أجل دعوتها لاتباع الإرشادات الخاصة بالوقاية من خطر الاختناق بالغاز.

وبلغ عدد ضحايا الغاز المعروف بالقاتل الصامت في المنازل خلال السنتين الماضيتين نحو 150 شخصا، بينما تم إنقاذ آلاف الأرواح بفعل تدخل الحماية المدنية، وهي حصيلة كبيرة ترتكز أكثر في الولايات الداخلية حيث تنخفض درجات الحرارة ليلا بشكل كبير.

(القدس العربي)

Share
  • Link copied
المقال التالي