نظمت شعبة الأنثروبولوجيا والمجلة الإفريقية للعلوم الإنسانية والاجتماعية، بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية جامعة ابن طفيل القنيطرة، يوم الثلاثاء الـ 13 من شهر دجنبر الجاري، تقديم الكتاب الذي صدر أخيرا للمؤرخ المغربي عبد الأحد السبتي “من عام الفيل إلى عام المريكان الذاكرة الشفوية والتدوين التاريخي” بمدرج الندوات.
وشارك في تقديم هذا الكتاب؛ رئيس شعبة الأنثروبولوجيا بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية جامعة ابن طفيل القنيطرة الأستاذ عبد الله هرهار، ورئيس المجلة الإفريقية للعلوم الإنسانية والاجتماعية الاستاذ رحال بوبريك الذي يشتغل أستاذ بمركز الدراسات الإفريقية التابع لجامعة محمد الخامس الرباط، والاستاذ الطيب بياض أستاذ التاريخ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة عبد السعدي بتطوان، والاستاذ سعيد بنكراد أستاذ السيمائيات بكلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة محمد الخامس الرباط، بالإضافة إلى صاحب الكتاب المؤرخ المغربي الاستاذ عبد الأحد السبتي.
افتتح هذا اللقاء العلمي الأستاذ رحال بوبريك، معبرا عن مدى سعادته بتسيير الندوة والمشاركة في أشغالها. وفي كلمته الافتتاحية، شكر عمادة كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية جامعة ابن طفيل في شخص السيد جمال الكركوري، وبعد ذلك قدم الأستاذ رحال بوبريك للحضور المؤرخ عبد الأحد السبتي، الذي بدأ مشواره المهني أستاذا لمادة الاجتماعيات بثانوية عبد المالك السعدي بالقنيطرة، كما وقف على أهم الاسهامات والانتاجات الفكرية للأستاذ عبد الأحد السبتي، وهي إنتاجات، تتيح القول لكل من اطلع عليها ؛ أن الباحث من المتخصصين في العلوم الاجتماعية كالتاريخ والأنثروبولوجيا. أعماله تتوزع بين الترجمة والتأليف والبحث والتدريس والتأطير. من بين مؤلفات المؤرخ كتاب “من الشاي إلى الأتاي، العادات والتاريخ (1999)”، “النفود وصراعاته في مجتمع فاس، من القرن السابع عشر إلى بداية القرن العشرين(2007)”، “بين الزطاط وقاطع الطريق، أمن الطرق في مغرب ما قبل الاستعمار (2009)، “المدينة في العصر الوسيط – قضايا ووثائق من تاريخ الغرب الإسلامي”، ثم ترجمة كتاب “أمير المؤمنين الملكية والنخبة السياسية المغربية” وغيرها من الكتب الفردية والجماعية . وفي تعليقه على إنتاجات المؤرخ عبد الأحد السبتي، يقول الأستاذ رحال بوبريك، إنها إنتاجات تحضر فيها الانثروبولوجيا بقوة.
بعد ذلك، تدخل أستاذ السيمائيات بكلية الآداب العلوم الإنسانية جامعة محمد الخامس الرباط، الأستاذ سعيد بنكراد، وفي البداية أبدى بإعجابه بكتاب الأستاذ عبد الأحد السبتي، والذي استغرق في تأليفه أكثر من عقدين من الزمن، وهي المدة التي منحت للكتاب التميز، فقد تحلى الكاتب حسب سعيد بنكراد بالدقة والتريث في الأحكام.. ويؤكد الأستاذ سعيد بنكراد بأن الموضوع الرئيس في كتاب عبد الأحد السبتي “من عام الفيل إلى عام المريكان” هو “الزمن”، يتعلق الأمر بزمنية يجب إعادة رسم سيرورة الهوية على تطورها وفق منطق التاريخ الذي يسرد فيه المؤرخ من أجل بناء حدث له معنى. فالزمن يصبح إنسانيا عندما يتسلل إلى انفعالات الناس، وخارج هذه الانفعالات ليس هناك سوى سبيل بلا معنى.
يعيد الأستاذ عبد الأحد السبتي النظر في تراتبية الحدث، من خلال محاولة الكشف عن بعض جوانب موقع الحدث ودلالاته ومختلف تجلياته بين الذاكرة الشفهية والكتابة التاريخية التقليدية، وهنا يستنتج الأستاذ سعيد بنكراد، بأن الزمن هو إفراز لحس ثقافي وليس معطى سابقا في الذاكرة البكر، فالناس لا يذكرون وجوده حقا إلا عندما يتحول إلى قيمة استعمالية يحاصرهم بما أنجز أو بما هو موضوع للإنجاز داخله، وبدون هذه القيمة فإنه لن يكون سوى جريان يمتصه الانفعال العابر في تفاصيل الوجود. لذلك ليس غريبا أن يرتبط التأريخ عند الكثير من الأمم بالكوارث والمجاعات بل بموت الفقهاء والأدباء وأعلام.
يضيف سعيد بنكراد مما يفهمه من كتاب عبد الأحد السبتي؛ إن مدخل الزمنية الجديدة، ما هي إلا إفراز للتاريخ الشفهي. يحيل مفهوم “العام” إلى مدة زمنية غير محددة في وحدات القياس المتعارف عليها أو على الأقل يمكن رسم حدودها أو حجمها وفق محددات يقبل بها جميع الناس، ولهذا فإن العام يعين زمنا لا يوجد في الزمنية ذاتها، بل يودع في المحكيات التي تحيط بها، إنه زمن ينبغ وينتشر في الوعي الثقافي في شكل حكايات خارج امتداده الكسمولوجي.
في إطار بيان العلاقة بين الحدث والمعنى في كتاب عبد الأحد السبتي، يذهب سعيد بنكراد إلى أن الحدث يروى مشخصا، أما المعنى فيبنى في المفاهيم، يتعلق الأمر في التاريخ بالبحث في الذاكرة الرمزية للحدث وليس في الوقائع المباشرة..كما أن الحقيقة التاريخية لا تستخلص من حدث عابر، وإنما تبنى ضمن سياقات تتحدد وفقها مجموعة من الوقائع هي التي تشكل في مجموعها حدثا تاريخيا يقبل بها الكثير من الناس أو بعضهم على الأقل، فنحن نكتشف عادات الناس ومعتقداتهم وأخلاقهم، في القصص التي تتحدث عن طقوسهم،… إن المؤرخ لا ينكر المحكي، فالحقيقة في البحث التاريخي لا يمكن أن توجد خارج محكيات هي السبيل إلى بلورة الحقيقة في الوقائع، فلكل حدث في التاريخ قصة تبنى في أصوات الروات.
بالانتقال إلى المداخلة الثانية التي ألقاها الأستاذ عبد الله هرهار، فقد بدأ بطرح سؤال إشكالي، كان بمثابة البوصلة الموجهة في قراءة الكتاب المحتفى به، يتساءل الأستاذ: ماذا يمكن أن أضيفه في قراءة كتاب ضخم، من تأليف رجل خبر ميدانه وحرفته لمدة طويله؟ وقد بين الأستاذ في مداخلته، أن كتاب “من عام الفيل إلى عام الميركان”، يعد تركيبا لكل ما كتبه عبد الأحد السبتي، بل الأكثر من هذا “إنه كتاب الكتب”.. وهو عمل يمكن قراءته من خلال ثلاثة مداخل أساسية: أولا في التفاعل مع الكتاب، ثانيا ماذا يعني الاشتغال بالنصوص ومن خلال النصوص، ثالثا وأخيرا ما هو نموذج التحليل المشيد عند الأستاذ عبد الاحد السبتي في هذا الكتاب؟
بعد التفاعل مع الكتاب تبين للقارئ أن الكتاب، يمكن أن يقرأ من زويا معرفية تأويلية متعددة، فالكتاب يغطي مرحلة زمنية طويلة، تبدأ من الماضي البعيد وتطل على الزمن الراهن، وخلال هذه المدة الطويلة، لم يحصر المؤلف نفسه ضمن الدائرة الضيقة التي كان المؤرخ التقليدي يشتغل ضمنها. أما البوصلة المعرفية والمنهجية التي يستنير بها عبد الأحد السبتي هي بوصلة متعددة أيضا، بوصلة تشمل فهما خاصا للتاريخ، لا ينضبط بالضرورة لمنطق التحقيب المعروف، بوصلة توظف وتستفيد وتستثمر أدبيات ومناهج باقي العلوم الإنسانية الأخرى التي تتماس والتاريخ.
يجد الأستاذ عبد الله هرهار،في المؤرخ عبد الأحد السبتي باحثا متعددا يثقن حرفته ويشق مسالك قد تبدو غير سالكة بل ويفتح مسالك جديدة، وفي هذا الفتح يغتني الباحث من التراث الأدبي والشعبي، كما يتجسد في الأغنية والرواية والمتن المتراكمة… بخصوص المدخل الثاني؛ أظهر صاحب المداخلة الثانية، أن الأستاذ عبد الأحد السبتي يظهر مختلف المراحل التي مر بها التعامل مع الوثيقة الشفوية وهي مراحل يجدها متفاوتة أحيانا يتتميز بالإقصاء والازدراء من قبل النخبة التي تحتقر الوثيقة وأحيانا يصفها عبد الأحد السبتي بالشعبوية وفيها يتم الرفع الإعلاء من قيمة الوثيقة وهي وثيقة تتكلم بلسان فئات مغمورة وفي حالة ثالثة يبين فيها كيف تم التعامل مع الثقافة الشفوية وكيف يتم الانتقال من الشفوي إلى المكتوب. وفي كل هذا لا يتغاضى الأستاذ عبد الأحد السبتي عن النقاشات التي تناولت علاقة الشفوي بالمكتوب، وينتهي إلى بعض الخلاصات من قبيل أن الثقافة المغربية التقليدية ليست ثقافة شفوية بالكامل، بل هي مزيج من الثقافتين الشفوية والمكتوبة مع العلم أن الثقافة الشفوية هي ثقافة يتجسد من خلالها المعيش أكثر، بينما الثقافة المكتوبة تتسم بطابع معياري أساسه التمييز الضمني بين ما يقال وما يمارس وما يكتب.
وفي المدخل الثالث والأخير، واصل الأستاذ عبد الله هرهار طرح اسئلته وهو يقرأ الكتاب من قبيل: ما الذي يشغل بال الكاتب وهو يشيد هذا الأثر الذي لا يعد عرضا ولا تجميعا للنصوص وأحداث ووقائع تهم القبيلة والسلطة والتاريخ كما قد يعتقد البعض، بقدر ما هو سعي للإجابة عن إشكال مرتبط بموضوعة دقيقة جدا وهي موضوعة الزمن. والمقصود بالتشييد، أنه ليس أمرا معطى وجاهزا بل مشيدا ومبنيا على طرحه ماكس فيبر (النموذج المثالي الذي يتبه العالم سواء كان أنثروبولوجيا أو مؤرخا)؟ فكيف نتمثل الزمن؟ هل تشكل لنا عبر مسيرتنا التاريخية تصور معين للزمن يوجهنا ونخضع لقوانينه؟ إن كان الأمر كذلك فأين هذا التصور؟ أم أننا ما نزال نجتر عبر سيرورة من الزمن تمثلات وصور تستمد سلطتها وقوتها أحيانا من وقائع الأحداث طبيعية سياسية معيشة ونستمدها أحيانا من تخيلات ثقافية ودينية؟ فما دام الأمر يتعلق بحرفة المؤرخ كيف تعامل المؤرخ مع هذه السيرورة التاريخية مع موضوعة الزمن؟ وهل استطاعة أن يتحرر فعلا من هذه الحمولة وهل لديه القدرة على التحرر وابتكار نماذج تحليلية ومفاهيم مجردة تجعله على مسافة مما يدرسه؟ هذه الاسئلة هي التي يجمعها عبد الأحد السبتي في العبارة الآتية “يتعلق الأمر في تجربتنا الجديدة بدراسة تعامل المجتمع والثقافة مع أسئلة الزمن”… يضيف عبد الله هرهار يبدو أن الزمن هو فعلا بوصلة الكتاب، فحين ينقب عبد الأحد السبتي عن الزمن فهو لا ينقب عنه في حقبة خاصة ومحدودة بل ينقب عنه في ديمومته فيبدأ من التاريخ القديم ويطل على الزمن الراهن، ينقب عنه في متون متعددة رسمية وغير رسمية، كتابية وشفوية فردية وجماعية، فهو يفعل هذا كله لمحاصرة الزمن وعزله بالوصف والتدقيق والتفكيك وتجميع كل ذلك وربطه بالإشكال العام الذي يوجه الباحث. فهو في كلمة واحدة يحاصر الزمن، ويبدأ في مساءلته واستنطاقه في مختلف تجلياته وخلال عمليات الاستنطاق هاته يقرأ النصوص، يقرأ المتن، ويستمع للنصوص وللمتن المختلفة، يحسن الانصات إليها يستشهد بها وفي استنطاقه يستحضر شهودا ويستمع إليهم ويسجل شذرات من شهاداتهم، وهنا يصير الزمن محلالا يقرأ من خلاله الظواهر والأحداث في شموليتها الفردية والجماعية. هنا يصير البحث في الزمن مدخلا لإعادة قراءة التاريخ. وبهذا يصير الكتاب تعبيرا عن “مجمل تاريخ المغرب”.
إن عبد الأحد السبتي حسب الأستاذ عبد الله هرهار يقدم نموذج يقتضي تجاوز وحدة الزمن وتشييد تراكم لمفهوم لأشياء تعبر عنه، إذ يمكن لهذه الظواهر المتكررة والمتشابكة أن تعرض بشكل واضح ودقيق من خلال البحث عن التماثلات، فهو يستجمع مادته، وفي ذلك يعتمد بالضرورة على مفهوم الاهمام والطرح لعدد كبير من المعطيات الإمبريقية، فهو يقدم فقط الجوانب التي تهتم بالتماثلات والانتظامات. إن ما يطرحه الأستاذ عبد الأحد السبتي يضعنا أننا أمام مسألة المنهج، باعتبار هذا الأخير هو مجموع قواعد وإجراءات وتدابير منطقية ومعيارية، وبذلك تكون النماذج المشيدة بطبيعة الحال في كتاب الباحث مظهر من مظاهر المنهج العلمي. ونكوم أمام نموذج مشيد كما يلي: هو انتقاء وتجريد وتركيب امبريقي وتقوم هذه المقاييس بوظيفة المقارنة بين بعض الحالات الإمبريقية… إن الأبحاث التي راكمها عبد الأحد السبتي قد ساعدته على تشييد نماذج تحليلية فهو يربط بين مسألة الحدث ومسألة الذاكرة الشفوية وذاكرة الثقافة المكتوبة.
وبخصوص المداخلة الثالثة فهي للأستاذ الطيب بياض، وهو أستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة عبد المالك السعدي بتطوان، متخصص في التاريخ الاقتصادي والزمن الراهن.. يقول الطيب بياض في حق الكتاب؛ كتاب مختلف في موضوعه، يقتحم مسلكا بحثيا يسائلنا جميعا دون أن يستوقفنا بالتأمل أكثر، لقد أعد على مهل، فهو باكرة تراكم مجموعة من الأسئلة وتكاثف انشغالات معرفية وقلق فكري حول التوقيت بواسطة الأحداث وتوظيفها لتسمية الأعوام وبين خفض الطموح وإنجاز كرونولوجيا شفوية ورفع رهان التحدي للقيام بدارسة تعتمد الزمن الممتد وترصد الأعوام في المصادر التاريخية المكتوبة.
يقترح الأستاذ الطيب بياض ثلاثة مداخل لاقتحام عوالم هذا الكتاب الذي رافق سؤال الموضوع عبد الأحد السبتي طيلة مساره البحثي.
أولا؛ في تجنيس الكتاب: هذا الكتاب ليس كتاب في التاريخ، لأنه الأستاذ لا يكتب في التاريخ كما هو معهود، بل هو كتاب في التاريخ أي هو عمل يلامس جوانب متعددة مرتبطة أي ابستمولوجيا المعرفة التاريخية، يمكن تكثيفها على الأقل في ثلاثة عناصر أساسية وهي الذاكرة، الحدث ثم الزمن.
ثانيا؛ في بيان العنوان في شقيه الرئيس والفرعي: من عام الفيل إلى عام المريكان، هو سفر في الزمن يختلف عن عنوان السفر من القنيطرة إلى الرباط مثلا…، إذن هو رحلة في الزمن، رحلة معرفية تحمل قضايا فكرية من زمن الفيل إلى زمن المريكان… أما العنوان الفرعي الذاكرة الشفوية والتدوين التاريخي، فهو عنوان شارح ومفسر، إذ الأمر يتعلق بالذاكرة الشفوية وليس بالرواية الشفوية وهو ما أسماه عبد الأحد السبتي بما يشبه الأطلال، وليس شهادات كلامية جمعها حول تمثلات المغاربية لمفهوم الزمن، بل يتعلق الأمر بما استقر بتجربتهم الذهنية وذاكرتهم الجماعية من أسماء معينة تقاطع الروحي برمزيته والمحلي بشظفه ومعاناته.
ثالثا صدى السابق في اللاحق في مشروع عبد الاحد السبتي: لا يتعلق الأمر بالنسج على منوال تجارب سابقة، سواء في الشكل المشترك مع حليمة فرحات أو عبد الرحمان لخصاصي أو التأليف الفردي، نحن أمام نموذج كتاب بين الزطاط وقاطع الطريق… على مستوى المزاوجة أو التعاقب والتحليل والنصوص في التأليف… والأهم بالنسبة لي في علاقة السابق باللاحق، يتعلق في العلاقة مع الأجناس التي شغلت عبد الاحد السبتي طيلة مساره البحثي، طيلة مساره البحثي في آداب المناقب، وكتب الاخبار، وعلامات الساعة والكرامات وغيرها، وفي مستويات تفاعله مع هذه النصوص التي جمعها… هذه مداخل أو عتبات وما أسماه الفقهاء تقديم المقدمات وتمهيد الأصول. ينهي الأستاذ الطيب بياض مداخلته بسؤال استنكاري: من الرابح من هذا الكتاب؟ ويجب بأن الرابح الرئيس هو المتن التاريخي في المغرب بإصدار نوعي أخرجه عن النمطي والمألوف، وضخ فيه نفسا تجديدا مهما، الرابح الثاني الباحثون الشباب الذين أمامهم نصوص تنتظر مداخل للفهم، تمتح من الأنثروبولوجيا الثقافية وتاريخ الذهنيات والتمثلات لتحقيق ما دعى إليه عبد الرحمان المودن متحدثا عن وثائق القرن التاسع عشر التي تنتظر من يطبق عليها منهجا سيمائيا ولسانيا للضفر بزاد معرفي وفير.
قدم صاحب الكتاب عبد الأحد السبتي المداخلة الأخيرة في الندوة متفاعلا مع ما جاء في مداخلات الأساتذة، وتفاعل الجمهور الحاضر، فقد اغتنم الفرصة بداية لشكر رئيس شعبة الأنثروبولوجيا وزملائه بالشعبة، وبشعب أخرى بالكلية وخارج الكلية، وشكر كذلك عمادة كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية…لقد أعجب بتدخلات الأساتذة وبإطرائهم للكتاب وبإضافاتهم البناءة، وهي كلها أفكار تساعد على فهم الكتاب، بل تجعل الأستاذ عبد الأحد السبتي يكتشف أمور جديد لم يكن يدركها أثناء كتابته. لقد ركز الأستاذ عبد الأحد السبتي في تدخله على كيفية إنتاج هذا العمل أو ما يمكن تسميته المطبخ الداخلي، في تعاقد مع القارئ، ومن بين الأمور التي أتى على ذكرها المدة التي تم استغراقها في هذا العمل، يقول إن بداية الاهتمام العلمي بهذا العمل يعود إلى سنة 1993 في ندوة بمدينة صفرو من تنظيم اتحاد كتاب المغرب حول الثقافة الشعبية، بل وقبل ذلك لأن أول عمل تم نشره يعود لسنة 1981 وهو مقال مترجم حول التاريخ الافريقي، الذي يبرز تاريخ الشعوب التي لا تاريخ لها، تاريخ يستحضر فقط الذاكرة الشفوية الجماعية.
اختتمت أشغال الندوة بكلمة المسير الأستاذ رحال بوبريك الذي نوه وأثنى بالمجهودات التي تقوم بها الشعبة الفتية، في تنظيما لأنشطة مهمة في وقت وجيز، وشكر عميد الكلية الأستاذ جمال الكركوري على دعمه للأنشطة العلمية بالكلية، ثم شكر الضيوف القادمين من مدن أخرى أساتذة وطلبة.
تعليقات الزوار ( 0 )