ازداد التعاون الأمني بين المغرب وإسبانيا متانة بعد المصالحة التي تمت خلال شهر مارس الماضي في ملف الصحراء، حيث كشفت وزارة الداخلية الإسبانية عن أرقام ومعطيات جديدة تتعلق بالتنسيق عالي المستوى في قضايا مكافحة التهديدات التي تشكلها جماعات الإرهاب وشبكات الجريمة المنظمة التي تنشط بمنطقة غرب البحر المتوسط.
وأفاد تقرير الداخلية الإسبانبة، أن التعاون الأمني بين الرباط ومدريد، أفضى، عبر 14 عملية مشتركة بين البلدين، إلى اعتقال 80 إرهابيا خلال سنة 2023، وكانت آخر عملية مشتركة، تم تنفيذها بين مندوبية المعلومات العامة والمديرية العامة لمراقبة التراب المغربي، يوم 19 ديسمبر في الناظور ومليلية، وانتهت بتفكيك شبكة مخصصة للتجنيد الجهادي والتلقين.
وفيما يتعلق بإسبانيا تحديدا، سجل عام 2023 رقما قياسيا في الاعتقالات على خلفية جرائم الإرهاب الجهادي، حيث تم اعتقال 78 شخصا في 36 عملية لقوات وهيئات أمن الدولة، مما يجعل هذا العام هو العام الذي شهد أكبر عدد من الاعتقالات منذ 11 مارس 2004.
واتفق وزير الداخلية المغربي عبد الوافي لفتيت ونظيره الإسباني فيرناندو غراندي مارلاسكا، الجمعة الماضية، على تعزيز التعاون الأمني بين البلدين، في محادثات بين الوزيرين، على هامش زيارة أجراها غراندي مارلاسكا إلى الرباط ليوم واحدا، وفق بيان لوزارة الداخلية المغربية،
وأشار البيان إلى أن المباحثات “تعلقت بتبادل المعلومات والخبرة من أجل استباق أفضل للتهديدات الناجمة عن الإرهاب والأنشطة الإجرامية وشبكات التهريب العابرة للحدود، وخاصة تهريب المهاجرين والاتجار بالبشر”.
وذكّر لفتيت، وفق البيان، “بمساهمة المغرب والجهود التي يبذلها في مجال محاربة الإرهاب، ومراقبة الحدود والتصدي لجميع أشكال الإجرام العابرة للحدود، مما يؤكد الالتزام الثابت للمملكة من أجل الأمن الإقليمي”.
بدوره، أشاد غراندي مارلاسكا، وفق وكالة الأنباء المغربية، “بمستوى التعاون (مع الرباط) في مجال مكافحة الإرهاب”، مذكرا بأن “سلطات البلدين نفذت خلال السنة المنصرمة 14 عملية مشتركة ضد خلايا إرهابية”، دون ذكر مكان تنفيذها.
وأشار وزير الداخلية الإسباني، إلى أن “هذه العمليات أسفرت عن اعتقال 80 شخصا”، مضيفا أن ذلك “يعكس فعالية ونجاعة التعاون بين الأجهزة الأمنية المغربية والإسبانية”.
وفي 3 يناير، أعلن الجيش المغربي، في بيان، توقيف 87 ألف مهاجر غير نظامي خلال عام 2023، ينحدر أغلبهم من إفريقيا جنوب الصحراء.
وتزداد محاولات مغاربة وأفارقة من دول جنوب الصحراء، للهجرة بطريقة غير نظامية إلى أوروبا بحثا عن حياة أفضل، في ظل حروب واضطرابات أمنية وأوضاع اقتصادية متدهورة في دول إفريقية عديدة.
تعليقات الزوار ( 0 )