ارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين إلى 14 جراء الغارة الإسرائيلية التي استهدفت الأربعاء مدرسة تؤوي نازحين بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
وأفاد شهود عيان، بأن طائرات حربية إسرائيلية استهدفت مدرسة “الجاعوني” التابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، وأن طواقم الدفاع المدني والإسعاف تعمل على انتشال الجثامين والمصابين.
وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة إن موظفين بوكالة الغوث استُشهدوا في “المجزرة”، وقال المكتب في بيان، إن الجيش الإسرائيلي ارتكب “مجزرة وحشية فظيعة في مخيم النصيرات حيث قصف مدرسة الجاعوني التابعة للأونروا بالطائرات المقاتلة، والتي يتواجد فيها أكثر من 5 آلاف نازح”.
وأضاف: “راح ضحية هذه المجزرة الجديدة 14 شهيدا، بينهم موظفون في وكالة الغوث الدولية”، فضلا عن عدد آخر من الإصابات.
ولفت المكتب إلى أن هذه المجزرة تعد “رقم 47 التي يرتكبها الاحتلال خلال حرب الإبادة الجماعية في مخيم النصيرات للاجئين الذي يقطنه حاليا أكثر من ربع مليون إنسان من أهالي المخيم والنازحين إليه”.
وذكر أن “الاحتلال قصف منذ بدء حرب الإبادة أكثر من 18 مدرسة ومركزا للنزوح والإيواء داخل مخيم النصيرات للاجئين”.
وأدان المكتب “ارتكاب الاحتلال لهذه المجزرة الجديدة والمجازر المتواصلة ضد المدنيين والأطفال والنساء”.
وطالب كل دول العالم بـ”إدانة هذه الجرائم المستمرة ضد النازحين وضد المدنيين”.
وحمّل إسرائيل والإدارة الأمريكية “كامل المسؤولية عن استمرار جريمة الإبادة الجماعية ومواصلة ارتكاب هذه المجازر ضد المدنيين في غزة”.
وطالب المكتب المجتمع الدولي وكل المنظمات الأممية والدولية بـ”الضغط على الاحتلال لوقف جريمة الإبادة الجماعية ووقف شلال الدم المتدفق في غزة”.
وفي بيان بوقت سابق، أورد جهاز الدفاع المدني بغزة حصيلة أولية للقصف بلغت “9 شهداء فلسطينيين بينهم أطفال ونساء، إضافة إلى إصابة 18 آخرين”.
وذكر الجهاز أن هذا القصف هو الخامس الذي يشنه الجيش الإسرائيلي ضد المدرسة ذاتها خلال الحرب الراهنة على غزة.
وخلال الشهور الماضية، استهدفت إسرائيل العديد من المدارس التي تؤوي نازحين، مرتكبة مجازر بحق المدنيين بداخلها، وخاصة من النساء والأطفال.
ومنذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة يواجه الفلسطينيون معاناة النزوح المتكرر؛ حيث يأمر الجيش الإسرائيلي أهالي مناطق وأحياء سكنية بإخلائها استعدادا لقصفها وتدميرها والتوغل داخلها.
ويضطر الفلسطينيون خلال نزوحهم إلى اللجوء للمدارس أو لمنازل أقربائهم أو معارفهم، والبعض يقيم خياما في الشوارع والمدارس أو أماكن أخرى مثل السجون ومدن الألعاب، في ظل ظروف إنسانية صعبة حيث لا تتوفر المياه ولا الأطعمة الكافية، وتنتشر الأمراض.
وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، بلغ عدد النازحين داخل القطاع منذ بد الحرب، مليوني شخص من أصل 2.3 مليون إجمالي السكان.
وبدعم أمريكي مطلق تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر الماضي، حربا مدمرة في غزة خلفت أكثر من 136 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.
(الأناضول)
تعليقات الزوار ( 0 )