الزمان: الـ 10 صباحا من يوم 17 غشت، والمكان: دوار بمنطقة “أكدز” التابعة ترابيا لإقليم زاكورة.
“خرجت الصغيرة نعيمة مرفوقة بشقيقتها الأكبر، ذهبا معا، إلا أن نعيمة بقيت في الزقاق في الوقت الذي دخلت الأخت بيت أحد الجيران، وبعدها لم نجدها” هذا ما قاله جد نعيمة لـ “بناصا”.
بحث الأهل مرارا عن الطفلة التي تعاني صعوبة في الحكي والمشي، وخرج سكان القبيلة باحثين عنها، إلا أن أثرها اختفى، قبل أن يلجئوا مساء للدرك الملكي، ممن أخبروهم بضرورة مرور 24 ساعة على الاختفاء قبل يبدأوا البحث، ” صباحا أتوا بحثوا داخل الآبار وبعمق الحقول دون جدوى” يقول الجد المكلوم.
وإن كان المؤكد لدى أسرة نعيمة أنها لا تستطيع أن تصل إلى ذلك المكان لوحدها، خاصة وأنهم سبق وأن بحثوا فيه دون أن يجدوا أثرا، فإنهم يعتقدون يقينا بتعرضها للاختطاف.
وُجِدت .. أشلاء
غابت الطفلة نعيمة، وتوقف البحث إلا من أفراد مقربين، وبقيت اللوعة في صدر أمها وأبيها، ” أنام ليلا وأحلم بها لأستيقظ باحثة عنها” تقول والدة الطفلة.
مرت الأيام ثقيلة بالدوار المتسائل عن مصير الصغيرة نعيمة ذات 5 سنوات، وكما اختفت نعيمة فجأة، وجدها أحد رُعاة الأغنام فجأة كذلك، ” أخبَرنا بمكان تواجد الجثة، قصد والدها الدرك الملكي الذي رافقه لعين المكان ووجوها هناك، بل وجدوا ما تبقى منها ولم يتم التعرف عليها إلا من خلال ملابسها”.
يقول الوالد الشاب الذي كان يُغالِب دموعه، ” بقية عظام لاغير، وقطع ملابس، جمعوا البقايا وذهبوا بها”.
ما أصاب الأسرة والقرية كان بمثابة فاجعة، حيث تقاسمت العائلة والجيران البحث والأحزان كما التعازي.
فرضيات كثيرة تحوم حول أسباب اختطافها، والسبب أن الصغيرة تعاني من صعوبة بالغة في المشي، الأمر الذي يمنعها من قطع تلك المسافة نحو “الشّعبة”، ناهيك عن الأرض غير السوية ذات التضاريس الوعرة.
البحث عن الكنوز
كانت “زوهرية” يقول والد نعيمة، وهناك احتمال كبير لاختطافها من طرف الباحثين عنها، ممن يوظفون دماء “الزُّوهريين” لإيجاد وفتح الكنز.
في وقت استعان المركز القضائي للدرك الملكي بزاكورة، بكلاب مدربة لتمشيط مسرح الجريمة، ولفك خيوط قضية الطفلة نعيمة، لا زالت بقايا الجثة لدى مصالح الدرك الملكي لغَرَض التشريح.
بلاغ صادر عن النيابة العامة، أكدت فتح بحث قضائي دقيق تحت إشرافها، عُهد به لدى المركز القضائي للدرك الملكي بزاكورة، وذلك من أجل إجراء خبرة جينية على العظام البشرية لمعرفة الحمض النووي ولتحديد أسباب الوفاة، والقيام بالتحريات اللازمة لمعرفة ظروف وملابسات هذه الواقعة.
“الجمعية المغربية لحقوق الإنسان” بزاكورة، أدانت بشدة الجريمة التي راحت ضحيتها الطفلة نعيمة طالروحي بمنطقة أكدز.
وفي بيان توصلت به “بناصا”، حمَّلت الجمعية السلطات المحلية مسؤولية ارتفاع نسبة الجريمة بالإقليم.
الجمعية الحقوقية، طالبت النيابة العامة بفتح تحقيق نزيه ومتكامل في “حيثيات الاختطاف والقتل الذي تعرضت له الطفلة نعيمة”. كما طالبت السلطات المحلية بتوجيه مقاربتها في اتجاه معالجة الظواهر الغريبة بدل متابعة ومحاصرة المواطنين في الشارع العام لأسباب شكلية.
تعليقات الزوار ( 0 )