شارك المقال
  • تم النسخ

وهم إعفاء الملك لأخنوش!

من خلال تتبع ما ينشر في الصحافة وفي مواقع التواصل الاجتماعي يشعر المرأ وكأن زمن رحيل عزيز أخنوش من الحكومة بات وشيكا وأن هناك جهة ما داخل الدولة لم تعد تطيق وجوده وزلاته وعثراته وبهرجته السياسوية الزائدة عن اللزوم!

ولكن هل رحيل رئيس الحكومة عزيز أخنوش ممكن الوقوع في ظل حكم الملك محمد السادس؟

شخصيا أستبعد رحيل عزيز أخنوش من الحكومة ومن ينتظر من الرجل أن يبادر إلى طلب إعفائه من منصبه الحكومي طبقا لما ينص عليه الفصل 47 من الدستور فهو واهم ولا يعرف كيف تشتغل ماكينة الحكم في المغرب!

عزيز اخنوش لن يستقيل من الحكومة بإرادته الحرة، والملك محمد السادس لن يفكر يوما في إقالته أو إعفائه من مهامه كما يتمنى البعض لسبب بسيط وهو أنه خلال اكثر من 25 سنة من حكم الملك محمد السادس لم يسبق للملك أن قام باعفاء أي رئيس للحكومة بمبادرة منه بما في ذلك ابن كيران الذي عينه الملك رئيسا للحكومة لولاية ثانية احتراما لنتائج الانتخابات قبل أن يقع البلوكاج السياسي الذي قاده عزيز أخنوش والكل يعرف تفاصيل القصة!

من هذا المنطلق أؤكد على أن حكومة عزيز أخنوش باقية وأن الرجل سيكمل ولايته الحكومية الى آخر يوم فيها لأن محمد السادس له أسلوبه الخاص في الحكم وفي تدبير شؤون الدولة السياسية وما يقع اليوم من نقاش سياسي عقيم وتهويل اعلامي مخدوم اعتبره شخصيا مجرد جعجعة في طحين إن لم أقل عملية محكمة لتبادل الادوار من مواقع مختلفة!

عزيز اخنوش مثل غيره من الفاعلين السياسيين مجرد كومبارس سياسي يتحرك فوق خشبة المسرح السياسي
وفق ما يملى عليه والادوار التي يلعبها الرجل اليوم من موقعه كرئيس للحكومة هي نفس الادوار التي لعبها قبله عبد الإله ابن كيران والعثماني وعباس الفاسي بل إن الاختلاف يكمن فقط في الأسلوب الذي يتبعه كل واحد منهم بحسب طبيعة قربه من مراكز القرار داخل الدولة!

عزيز أخنوش أقرب رؤساء الحكومات المتعاقبة الى مراكز القرار الرئيسية داخل الدولة وقد سبق لجريدة لوموند الفرنسية أن وصفته برجل القصر في مواجهة الاسلاميين ولهذا من غير المستساغ أن يتم التخلي على عزيز اخنوش لمجرد أن شيخا سياسيا وثلة من المؤثرين أجمعوا على أن اخنوش بات يشكل تهديدا حقيقيا للدولة!

هذه لعبة سياسية وإعلامية سمجة لزرع بصيص من الأمل في نفوس أغلبية داق بها الوضع إلى أبعد الحدود لأن من رفع بالأمس شعار عفا الله عما سلف وهو رئيسا للحكومة ويتمتع بصلاحيات واسعة لمحاربة الفساد لن يصدقه الناس اليوم بكل تأكيد مهما حاول ونفس الأمر ينطبق على من أقسموا بالأمس بأنه ليس هناك دولة في المغرب ويخوضون اليوم معركة اعلامية ضد الحكومة حرصا على المصلحة العليا للبلد وكأن أخنوش نزل من السماء السابعة!

محمد السادس لم يعفي أي رئيس للحكومة مند وصوله الى الحكم ولن يفعل ذلك على الإطلاق لاعتبارات موضوعية وهي أن ولاية الحكومة تجاوزت النصف وأن المملكة المغربية منخرطة في اوراش دولية ووطنية كبرى تحتاج إلى الاستقرار السياسي لاسيما وأن الحكومة بكل وزرائها لا يمكن لها تجاوز حدود ما يرسم لها من توجهات استراتيجية كبرى في إطار المجلس الوزاري الذي يرأسه الملك في ظل نظام ملكية تنفيذية يسود فيها ويحكم!

كفى من السرك السياسي والاعلامي وفكروا فيما ينفع الناس حقيقة لأن الزمن السياسي ثمين جدا وهدره في النقاشات السياسوية والاعلامية البئيسة والتافهة يعمق الأزمة اكثر وهذا ما يلحق ضررا جسيما بالدولة نفسها على المدى البعيد لأن الزبد كما يقال يذهب جفاء!

يكفي تأمل ما حدث في الفنيدق لاستخلاص الدروس والعبر قبل أن تقع الفأس فوق الرأس عوض الهاء العامة في معارك سياسية وإعلامية مشكوك في مصداقيتها…

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي