قرر عبد اللطيف وهبي، وزير العدل، الخروج عن صمته بخصوص توظيف مستشاره عبد الوهاب رفيقي، منتدبا قضائيا بعد اجتيازه للمباراة، رغم تجاوزه للسن القانوني.
وقال وهبي، اليوم الأربعاء، خلال اجتماع لجنة العدل بمجلس المستشارين، حول قانون العقوبات البديلة، إن رفيقي “عنده الدكتوراه، ومدوز امتحان مع أصحاب الإجازة، ولديه كتابات وأبحاث، ومع ذلك قالوا علاش قبلتيه”.
إذن استثنائي من رئيس الحكومة!
وأضاف، بخصوص تجاوز المعني للسن القانوني، إن قانون الوظيفة العمومية، ينص على أنه في مثل هذه الحالات، يمكن طلب إذن استثنائي من رئيس الحكومة، لاجتياز المباراة، وهو ما حصل.
وأوضح: “الرجل بمستوى عال جدا، ودوز امتحان وحصل على التويظف، لكنهم يقولون لماذا تم إنجاحه، علما أنه ليس لديه أي وضعية رغم أن لديه ثلاثة أبناء”.
وهبي: “حتى الحسنة مخلاوناش نديروها”!
وتابع: “رفيقي أشنو غادي يعطيني دبا أنا إذا دخل إلى وزارة العدل، لكنهم جعلوا من توظيفه قصة”، معرباً عن استغرابه من كتابة الصحافة على “واحد يمكن أن ينقذ اجتماعيا ويحل مشكله الاجتماعي”.
وواصل وهبي في أخطر عبارة جاءت على لسانه: “حتى الحسنة ما خلاوناش نديروها، نديرو غير السيئة إذن، نعتقلوه ثاني، رغم أنه دوز 10 سنوات في السجن”.
ولم يتوقف عند هذا الحد، حيث هاجم الوزير منتقدي توظيف رفيقي، متهماً إياهم بالوقوف وراء إرسال المعني إلى أفغانستان قبل سنوات: “لي كيغوتو اليوم، هما لي رسلوه لأفغانستان، ودوز 10 سنين سجنا”.
واسترسل وهبي مخاطبا مهاجمي توظيف رفيقي: “عندما اشتروا له التذكرة إلى أفغانستان كانوا فرحين به، لكن لا نعرف سبب غضبهم اليوم، هل كان مطلوبا أن يموت في أفغانستان؟”.
وأكد الوزير على أن رفيقي، اجتاز امتحان المنتدبين القضائيين، وحصل على نقاط جيدة، متابعاً: “الله يكمل عليه أنا معندي إشكال”.
جدل واسع بمواقع التواصل الاجتماعي
وخلّفت تصريحات الوزير جدلاً واسعاً في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث قال الإعلامي عبد الصمد بنعباد، في تدوينة نشرها على حسابه بـ”فيسبوك”، إن “ما تفوه به وهبي يستوجب سحب الثقة، وبعدها جره إلى التحقيق”.
وتساءل “كيف تتحول الوظيفة العمومية إلى فضاءات لتوزيع “الإحسان”؟ وما محل الامتحانات والمباريات التي أشرف عليها هذا الوزير من “الإحسان” (المحاماة أنموذجا)؟ ماذا تعني “كرامة” الناس في قاموس محامي الحداثة والحداثيين؟”.
من جانبه استغرب الإعلامي محمد واموسي، من غضب الوزير وهبي، من انتقاد الإعلام لقرار توظيف أحد مستشاريه في سلك المنتدبين القضائيين، متعجّباً من قول الأمر “في البرلمان علنا ودون خجل، وكأنه يتحدث عن شركة عائلية، أو إرث شخصي”.
وأردف واموسي في تدوينة نشرها على حسابه بـ”فيسبوك”: “قالها بكل شجاعة و جرأة، قال من حقي أوظف مستشاري الخاص و أتدخل لفائدته فهو يستحق، وإن كانت الشروط لا تتوفر فيه، فقد حصلت له على موافقة استثنائية من رئيس الحكومة”.
وكتب: “قال ذلك بعظمة لسانه والإعلام المغربي نقل تصريحاته، وكأن وزير العدل من أنصار مبدأ “الأقربون أولى بالوظائف العمومية”!، متابعاً: “إلى السعادة العاطلين عن العمل، ممن تتوفر فيهم كل شروط اجتياز مباريات سلك القضاء : لا تتعبوا أنفسكم، فالوزير وهبي لا يوظف إلا المقربين !”.
وزاد: “نعتذر منكم، القواعد الحالية للتوظيف في مجال القضاء في عهد الوزير الحالي تفضل الأصدقاء، لقد قالها لكم وزير العدل علنا، واعترف بتدخله شخصيا لتوظيف مستشاره في سلك المنتدبين القضائيين، هذا مثال حي على “المؤهلات الشخصية” التي باتت مطلوبة في سلك الوظيفة العمومية”.
واختتم الإعلامي واموس، تدوينته بالقول: “يبدو أن المشرع المغربي نسي أن يضيف بندا رئيسيا في بنود شروط ومتطلبات التقدم للوظيفة العمومية للحصول على منصب وهو: العلاقة الوطيدة مع الوزير”.
تعليقات الزوار ( 0 )