قال الصحافي الموريتاني، محمد الأمين ولد خطاري، إنه “لم يعد سرا على ما يبدو إتجاه المملكة المغربية إلى محاولة إسعاف كيان مجموعة “ج 5″ ونفخ الروح من جديد في خارطة جسد بعض دول المجموعة المتهالكة والموجوعة بسلسلة انقلابات وإضطرابات سياسية وإجتماعية وإقتصادية تقود لتفكك إطار روابط المجموعة”.
وأوضح خطاري ضمن مقال تحليلي، له أن “المملكة المغربية، تحاول إلتقاط لحظة التفكك هذه وتجميعها في سياق مبادرة أعلن عنها العاهل المغربي في ذكري المسيرة الخضراء أساسها المعلن يتمركز حول الإقتصاد وشراكة تنموية رابحة بين المغرب ودول الساحل”.
وأضاف، أن “هذا الأساس المعلن يتم في سياقه البناء على أركان لم تعلن بما فيه الكفاية، ومنها رغبة المغرب في فتح نافذة أطلسية للتجارة مع دول الساحل الأفريقي وسعي المملكة الحثيث للعب دور القنطرة في جسر التبادل التجاري بين إفريقيا والفضاء الأوروبي والأمريكي”.
وبحسبه، فإنه “لا يخفى أيضاً السعي المغربي لدمج موانئ الجنوب في دورة الإقتصاد الافريقي وما يترتب على ذلك من نتائج سياسية تؤكد مغاربية تلك الأقاليم، وهو ماأثار حفيظة جبهة البوليساريو التي صدر عنها بيان شديد للهجة يحذر من خطورة التوجه المغربي على أمن المنطقة”.
ويرى المصدر ذاته، أنه “وبالعودة إلى الأركان المؤسسة للرؤية المغربية غير المعلنة، فإن المغرب الذي إستطاع أن يقدم نفسه كشريك “ناضج” للمنظومة الأوروبية يعمل على إقناع الأوروبين والأمريكيين بقدرته على لعب دور “البديل الناعم” لشغل الفراغ الفرنسي داخل دوائر صنع القرار في بعض دول الساحل”.
ولتقريب الصورة أكثر عبر مثال صغير، يضيف صاحب المقال، فـ”إن المغرب شغل فراغ فرنسا في هذه الدول قد يشبه إستحواذ مجموعة إفريقيا (آكوا) المغربية القابضة على شركة توتال موريتانيا التابعة لمجموعة توتال الفرنسية”.
وبالعودة إلى أركان الأهداف المؤسسة للرؤية المغربية غير المعلنه بما فيه الكفاية فإن إعلان فتح المغرب واجهته الأطلسية لدول الساحل والصحراء التي تضم النيحر والتشاد وبوركينفاسو ومالي قد يحمل مايشبه الرد على طريق الجزائر موريتانيا قيد الإكتمال والخشية من تحوله إلى معبر تجاري متوازي ومنافس لمعبر الݣركرات.
ومضى ولد خطاري قائلا: “لاشك أن “موريتانيا الحائرة” في سياق التغييرات الدراماتيكية في المنطقة تحاول الخروج بأقل الخسائر وتحاشي دفع ثمن الإصطفاف في الجوار وفي المنطقة والمحافظة على التمسك بحالة حياد إيجابي حذر يشبه في صعوبته المشي على حبل السرك بما يقتضيه من سرعة في الحركة وحساب الخطوات بدقة”.
وأشار إلى أنه “يجب البحث عن أوراق لتعزيز خيار الحياد الإيجابي من خلال العمل على ورقة رابح رابح بما يجنب مصالح البلد السياسية والإقتصادية الحيوية ماقد يترتب على السناريوهات القادمة، والعمل على إعادة ضبط ساعة التوازن مع فرقاء الجوار وفق توقيت يناسب موريتانيا وموقعها الجغرافي ومصالحها الحيوية”.
ولفت الصحافي الموريتاني، إلى أن “هذا الأمر سيتطلب من موريتانيا مراجعة شاملة لتموقعها في المنطقة، وتطوير أساليب التعامل مع الجوار المغاربي والإفريقي وتقوية جبهتها الداخلية للتعامل مع واقع ومتغيرات خارجية غير تقليدية ستشهدها المنطقة”.
وخلص إلى أن “هذا البلد الذي يصفه المحللون الاوربيون بعبارة ” الناجي الوحيد” من حمى إضطرابات منطقة الساحل سيحتاج دون شك إلى قياس حدود الأمان ومكامن الخطر وإتخاذ القرار المناسب قبل أن يتحول الحياد الإجابي إلى حالة حياد سلبي ومقاعد شاغرة”.
تعليقات الزوار ( 0 )