قالت صحيفة The North Africa Post، إنّه غالبا ما يتجاهل مكتب وكالة الأنباء الفرنسية في الرباط أخلاقيات “الموضوعية” الصحافية عند التعامل مع الأخبار المغربية، مشيرة إلى أنه يبالغ في تزوير الحقائق لجذب القراء.
وأضافت الصحيفة الناطقة بالإنجليزية، في تقرير لها، أنّ الوكالة برهنت مرة أخرى على هذا النقص في الموضوعية عندما تعاملت، أخيرا، مع ما أسمته “قضية” أستاذة التعاقد نزهة مجدي، من منظور متكرر لـ”انتهاك الحريات”.
وأفاد المصدر ذاته، أنه تمت محاكمة السيدة الخميس 8 أبريل مع 19 شخصًا آخرين لخرقهم حالة الطوارئ الصحية، وعقد مسيرة غير مصرح بها وإهانة عناصر الأمن العام.
وفي الحقيقة، اعتقلت أستاذة “التعاقد”، الثلاثاء الماضي، خلال مظاهرة محظورة في الرباط، نُظمت في انتهاك للقانون وحالة الطوارئ الصحية.
ولإضفاء نوع من الحياة الطبيعية على تقاريرها، تلعب وكالة “فرانس برس” على الكلمات وبدلاً من أن توضح سبب اعتقال المتظاهرين، فإنها تضع العقوبة “لانتهاك حالة الطوارئ الصحية” بين الاقتباسات لأنها تشكك في صحة هذا السبب.
وعلاوة على ذلك، عندما قالت الوكالة، إن نزهة مجدي “تُحاكم بتهمة الازدراء بعد أن استنكرت لمسها” و”بعد أن اتهمت أفراد الشرطة بالاعتداء عليها جنسياً في مارس أثناء مظاهرة قام بها الأساتذة، فإن هذا يعني أن اضطهادها هو مجرد عمل انتقامي من قبل الشرطة التي أساءت التصرف علناً وسط مئات المتظاهرين.
ولفتت الصحيفة، إلى أن أقل ما يقال، إن هذا التقرير هو دليل آخر على تحيز وكالة “فرانس برس” منذ فترة طويلة، ناهيك عن استخفافها وعدائها، واستهدافها المتكرر للسلطة الأمنية والقضائية المغربية.
المحلل السياسي والأكاديمي الكندي من أصل مغربي هشام معتضد، يرى أن الحرب الإعلامية التي تشنها بعض وكالات الأنباء في تغطيتها للمواضيع الاجتماعية في المغرب تترجم مدى غياب الحس المهني والمسؤولية الأخلاقية على مستوى الخط التحريري والمنهجية الصحفية لدى تلك الوكالات والأجهزة الصحفية.
وأوضح معتضد، في تصريح لـ”بناصا” أن تبني هذا النوع من التوجه التحريري، من طرف أي وكالة أو جهاز صحفي، ضد بلد أو منظمة، في غياب تام للحياد المهني، يعكس مدى تقوقع بعض مُسَيِّري الجهاز الصحفي في نفق إديولوجي يُنفد أجندات سياسية من خلال مقالات صحفية مرتبة ومبنية على تحقيق أهداف سياسوية بعيدًا عن نبل وأخلاق روح مهنة الصحافة.
وأضاف، أن اختيار بعض مُحرري الوكالات الصحافية تشخيص المواضيع الاجتماعية من منظور سياسي، يغلب عليه طابع المواقف السياسية والايدولوجية الحزبية، ويبرهن مدى انحياز الخط التحريري للوكالات و ضعفهم المهني في إنجاز مقالات تحترم المهنية الصحافية والحياد في معالجة المعلومة ونقل الخبر.
وخلص معتضد إلى أن ستعمال الوكالات الصحافية كأدوات لتصفية حسابات سياسية أو من أجل خلق نوع من الضغوطات الاجتماعية، من خلال تمويه الرأي العام و العمل على إنتاج مقالات من زاوية معينة بدلالات ممنهجة، يدخل في إطار الحرب التقليدية على مستوى التواصل السياسي والتي يتم فيها استخدام الصحافة كأداة لانتاج المقالات على مقياس التوجهات الإديولوجية والسياسية.
تعليقات الزوار ( 0 )