تحت عنوان: “المغرب.. رحيل حب الحسن الثاني الأول”، كتبت مجلة “جون أفريك”: “غادرت الممثلة الفرنسية إتشيكا شورو كما عاشت جزءا كبيرا من حياتها بعيدة على الأضواء. الخبر المحزن تم الإعلان عنه يوم الثلاثاء على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل صديقتها مصممة الأزياء فضيلة الجادي المقيمة في الرباط”.
وكانت إتشيكا شورو، التي ولدت في باريس عام 1929 وسُميت حينها جانين بوليت فيريت، واحدة من النجوم الصاعدين في السينما الفرنسية في الخمسينات من القرن الماضي وتصدرت عناوين الصحف بسبب علاقتها مع شخصية غير عادية، الأمير مولاي حسن، الحسن الثاني.
التقيا في مدينة كان الفرنسية عام 1956، عندما كان الأمير الشاب يتعافى من مرض ألم به، وكانت بلاده المغرب تتفاوض على استقلالها خطوة بخطوة. كلاهما كان وقتها يبلغ من العمر 27 عاما. Etchika Choureau (إتشيكا شورو) الشقراء الحارقة، هي بالفعل ممثلة مشهورة، تم اكتشافها عام 1953 في Les Vaincus ، من قبل المخرج الإيطالي مايكل أنجلو أنتونيوني.
رغم كل الصعاب، فإن المسافة والسلطة لم تفرق بين الراحل الحسن الثاني والممثلة الفرنسية. على العكس تماما، في القصر الملكي، الجميع يعرف، حتى أن مولاي حسن أعطى تعليمات للسفارة المغربية في باريس: “يجب أن يتم استقبال إتشيكا شورو في أي وقت وأن توفر لها خدمة دبلوماسية”، تروي “جون أفريك” دائما.
كل أسبوع، يبعث لها الأمير مجموعة من الهدايا التي يتم تسليمها هناك: المعجنات المغربية، والمجوهرات التقليدية، والأشياء الزخرفية المصنوعة يدويا… بمجرد أن تتاح له الفرصة، يجد شورو لبضعة أيام من الإجازة، أو يقضي وقتا معها في الهاتف ليذكرها قائلا: “أحبك هنا وأحبك هناك”، بحسب ما تنقل “جون أفريك” عن مدحت بورقات، المسؤول في ذلك الوقت عن تأمين جميع الاتصالات للعائلة المالكة.
هذه القصة قطعت قبل الأوان مسيرة إتشيكا شورو الواعدة. في عام 1958، وبعد عدة محاولات فاشلة للعودة إلى صدارة القائمة، قررت الممثلة التخلي عن السينما وانتقلت إلى الرباط، حيث وفرت لها فيلا في حي السويسي، وسائقان وخدم. تبلغ عمليا رتبة أميرة وتجد لنفسها مكانا في المجتمع الجيد للعاصمة الإدارية، تقول “جون أفريك”.
ومن الواضح أن هذه العلاقة سببت ضجة كبيرة. ففي عام 1957، ذهبت مجلة فرنسية إلى حد العنوان: “هل يتخلى ولي عهد المغرب عن العرش من أجل امرأة فرنسية؟” أما الملك الراحل محمد الخامس، فخير ابنه بين “حبيبته” والعرش، وذلك قبل وفاته، بحسب المجلة الفرنسية.
لكن الوقت يداوي كل الجراح. يبدو أن هذا هو الحال بالنسبة للممثلة الفرنسية السابقة والحسن الثاني، اللذين تحولت قصتهما إلى صداقة على مر السنين. منذ عام 1966، تصالحت الممثلة السابقة مع الملك الراحل. وكانت تعيش بين باريس والرباط ومراكش.
تم الاتصال بها من قبل العديد من دور النشر لنشر مذكراتها، لكنها رفضت دائما، وفضلت الولاء والصداقة. في عام 2004، عندما كانت فرنسا تعتزم رفع السرية عن ملف “مهدي بن بركة”، استمع القاضي المسؤول عن القضية لإتشيكا. خلال هذه الجلسة، قدمت، لدهشة الجميع، جواز سفر الجنرال أوفقير، مدعية أنه نسيه في المنزل ذات يوم عندما جاء لإرسال رسالة من الحسن الثاني. لم تقلق بعد ذلك قط من العدالة.
تعليقات الزوار ( 0 )