شارك المقال
  • تم النسخ

وضعت “استراتيجية شيطانية” لذلك.. الجزائر تستغل واقعة “مقتل نائل” لإعادة وضع نفسها في الميدان السياسي الفرنسي

تواصل الجزائر مساعيها لاستغلال حالة السخط الشعبي في فرنسا، بعد مقتل مراهق على يد الشرطة أواخر الشهر الماضي، من خلال إطلاق استراتيجية على “السوشيال ميديا”، لتغذية الغضب السائد وسط الجالية.

وقال الموقع الفرنسي، إن أعمال الشغب التي تعيشها الجمهورية بعد قتل ضابط شرطة لمراهق بلا رحمة وبدم بارد، في الـ 27 من يونيو الماضي، “أفادت إلى حد كبير السلطة الجزائرية، التي لم تتردد منذ الدقائق الأولى من هذه الأحداث الدراماتيكية في إطلاق استراتيجية الاستغلال لزعزعة استقرار البلاد”.

وأضاف المصدر، أن الجزائر استعملت “استراتيجية شيطانية لاستفادة من هذا العنف والغضب الشعبي الذي ظهر في ضواحي فرنسا، بعد الموت المأساوي للمراهق نائل”، متابعاً أن “قصر المرادية”، يرى في الأزمة، “فرصة غير متوقعة لإعادة وضع نفسه في الميدان السياسي الفرنسي وتكثيف نفوذه على الشتات الجزائري”.

النظام الجزائري يستغل موت نائل

واسترسل الموقع، أن النظام الجزائري، حوّل هذه الأزمة إلى “نافذة من الفرص”، من أجل زعزعة استقرار “أكثر جماعات الضغط المعادية للجزائر” في فرنسا، وفق ما نقله “مغرب إنتلجنس”، عن “مصدر أمني جزائري”. وأوضح أن قصر المرادية، يعتبر الشرطة الفرنسية، والمخابرات، والداخلية، جزءاً من “اللوبيات” المعادية لمصالح الجزائر في فرنسا، لأنها ترفض التعاون لـ”تحييد” المعارضين النشطين والراديكاليين الموجودين في الجمهورية.

للاستفادة من هذه الأزمة، وفق المصدر، قامت السلطة الجزائرية بتنفيذ استراتيجية سريعة، بدءاً من يوم وفاة نائل، حيث قامت بإصدار تعليماتها لسفارتها في باريس، وفروعها الدبلوماسية في المدن الفرنسية الكبرى، للمشاركة بشكل كبير في إدارة الأزمة، عبر الاتصال بأقارب الضحية واستغلال الأصول الجزائرية على نطاق واسع.

وأشار الموقع، إلى أن نائل، ذو الأصول القبائلية من بجاية، كان بمثابة “ذريعة جيدة للنظام الجزائري”، للترويج للعنصرية داخل قوات الشرطة الفرنسية، واستعادة هذه الدراما سياسيا من خلال استحضار العنصرية المؤلمة المعادية للجزائريين، والتي من المفترض أن تقوض فرنسا.

الدبلوماسية الجزائرية تتورط في أعمال الشغب بفرنسا

في الـ 29 من يونيو الماضي، يوم المسيرة البيضاء التي نظمها محتجون في نانتير، أعلن عدد من الدبلوماسيين الجزائريين علانية، مشاركتهم في هذا العمل ضد “عنصرية الشرطة الفرنسية”، كما تم حشد جمعيات الضواحي المقربة من السفارة الجزائرية في باريس، أو التي تحافظ على ارتباط بالقنصليات، لمساعدة منظمي هذه المظاهرة، التي عرفت اشتباكات عنيفة مع الشرطة.

أما في الجزائر العاصمة، ودائما حسب تقرير “مغرب إنتلجنس”، فإن القنوات التلفزيونية الخاصة، تحشد مراسليها لمقابلة جدة نائل، وأفراد آخرين من أسرته أو عائلته، كما أن المسيرة البيضاء، أذيعت على جميع القنوات الجزائرية، وتم ترويج قصص عن أن الجالية الجزائرية، هي الضحية الأولى للشرطة الفرنسية والعنف والعنصرية.

في يوم 29 يونيو نفسه، قامت الدبلوماسية الجزائرية بنشر بيان، قالت فيه إنها تتابع باهتمام شديد تطورات قضية القتل “الوحشي والمأساوي” للشاب نائل من قبل الشرطة الفرنسية. ووفق الموقع نفسه، فإن الاستراتيجية الجزائرية لم تتوقف عند هذا الحدّ، حيث اختار قصر المرادية، في 30 يونيو، السعي لزعزعة استقرار الدولة الفرنسية بشكل مباشر.

ولهذا الغرض، يقول “مغرب إنتلجنس”، تم حشد “كتائب كاملة من المتصيدين والذباب الإلكتروني”، التابعة للأجهزة الأمنية الجزائرية، لإغراق شباك التواصل الاجتماعي بمحتوى رقمي مناهض للفرنسيين، ومحرض على أعمال التدمير والنهب التي وقعت، ودعوة “مثيري الشغب”، إلى القتال من أجل الحرية.

حرب عصابات إلكترونية لتحضير “ثورة التحرير” الثانية

والأسوأ من ذلك، حسب الموقع الفرنسي، هو حشد المؤثرين الجزائريين، لدعم الدعاية الشيطانية ضد الشرطة الفرنسية، والدفاع عن الشباب من الضواحي، والدعوة ببساطة إلى “ثورة ثانية” على الأراضي الفرنسية. موازاةً مع ذلك، صدرت تعليمات لشخصيات إعلامية جزائرية، لبث محتوى مناهض للفرنسيين يدعم الرغبة في الانتقام من الشباب.

وأفاد المصدر نفسه، بأن الجزائر، استعملت كل وسائل الإعلام المتواجدة فيها، لإلقاء مزيد من الزيت على النار، وتعزيز الغضب الشعبي في الأحياء الهامشية في فرنسا، كما تم الاتصال بالمؤثرين من أصل جزائري على “تيك توك”، و”سناب شات”، ليُطلب منهم دعم الشباب من الضواحي.

وطلب النظام الجزائري، من المؤثرين، التركيز على عدد من العناصر، وهي “فرنسا بلد عنصري، معادي للإسلام، خطير، وسيتم قتل أطفال آخرين من الجالية المغاربية على يد الشرطة”، من أجل إشعال الغضب، لزعزعة الاستقرار، وهو ما حدث بالفعل، حيث تفاعلت الجالية مع الأمر، وزاد سخطها على الوضع.

واعتبر موقع “مغرب إنتلجنس”، في تقريره، أن الجزائر تسعى إلى توجيه رسالة إلى فرنسا، مفادها: “نحن أيضا يمكننا إحداث الفوضى في الداخل، وتصدير التوترات السياسية إلى منطقتكم”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي