شارك المقال
  • تم النسخ

وسط غضب واسع.. إسرائيل ترتكب مجزرة جديدة في حق الفلسطينيين بأريحا

أعلنت السلطات الفلسطينية، الإثنين، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قتل 5 فلسطينيين في مخيم عقبة جبر قرب مدينة أريحا شرقي الضفة الغربية.

وأفاد محافظ أريحا والأغوار جهاد أبو العسل، لوكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا”، بـ”استشهاد خمسة مواطنين برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، عقب اقتحام مخيم عقبة جبر جنوب مدينة أريحا”.

وأشار المحافظ إلى أن القوات الإسرائيلية اعتقلت 8 مواطنين خلال العملية.

وفي وقت سابق الإثنين، أفادت وزارة الصحة في بيان “استشهاد عدد من الفلسطينيين” وإصابة 3 مواطنين بجراح خلال اقتحام الجيش الإسرائيلي لمخيم عقبة جبر.

من جانبه، قال جيش الاحتلال في بيان: “شنت قوات الجيش والشاباك الليلة الماضية نشاطا مشتركا في مخيم عقبة جبر قرب أريحا وقامت بأعمال بحث واعتقال حيث قتل عدد من المسلحين الفلسطينيين بعد أن أطلقوا النار نحو القوات”.

وأضاف: “كان النشاط العسكري يهدف لاعتقال خلية تابعة لحماس سعت لتنفيذ عملية إطلاق نار نحو مطعم مدني إسرائيلي مساء 28 من يناير/كانون الأول 2023، ونتيجة عطل في السلاح لاذت بالفرار باتجاه مدينة أريحا دون أن ترتكب العملية”، بحسب زعم البيان.

ومضى يقول: “خلال النشاط رصدت قوة عسكرية عددا من المسلحين واندلعت اشتباكات مسلحة حيث تمكنت القوات من تحييد مسلحين ومن بينهم عدد من الضالعين في العملية وإزالة التهديد”، وفق البيان.

ومنذ أيام، يفرض الجيش الإسرائيلي إجراءات مشددة على مداخل مدينة أريحا ويدقق في هويات الخارجين منها.

وأدانت الرئاسة الفلسطينية، الجريمة الجديدة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي”.

وأكدت الرئاسة أن ارتكاب هذه الجريمة في أريحا يؤكد أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة ماضية في مسلسل الجرائم بحق أبناء شعبنا الفلسطيني.

واعتبرت الرئاسة أن جريمة قوات الاحتلال في أريحا، تحدٍّ لكل الجهود الدولية التي بُذِلت خلال الأيام الماضية لوقف العدوان الإسرائيلي.

وقال رئيس الوزراء محمد اشتية: “إن العدوان الإسرائيلي على أهلنا في مخيم عقبة جبر جنوب أريحا “جريمة كبرى”، راح ضحيتها أكثر من 5 شهداء، وعدد من الجرحى، مؤكدا ضرورة تحرك المجتمع الدولي لوقف هذه الجرائم فورًا.

وأكد اشتية، في كلمته بمستهل جلسة مجلس الوزراء، المنعقدة اليوم الإثنين، بمدينة رام الله، أن الحكومة تتابع ما يجري من حصار متواصل على مدينة أريحا لليوم العاشر على التوالي، باعتباره جريمة كبرى، وانتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني.

وأدانت وزارة الخارجية والمغتربين، الاقتحامات المتواصلة لقوات الاحتلال الإسرائيلي لمدينة أريحا ومخيم عقبة جبر، والتي أدت إلى ارتقاء 5 شهداء في جريمة بشعة.

واستنكرت الخارجية في بيان صحافي، الحصار المتواصل على مدينة أريحا لليوم العاشر على التوالي، معتبرة إياه أبشع أشكال الجرائم والعقوبات الجماعية التي يدفع المواطنون الفلسطينيون المدنيون العزل ثمنًا باهظًا له، بمن فيهم الأطفال والنساء وكبار السن والمرضى.

وقالت حركة التحرير الوطنيّ الفلسطينيّ “فتح”، إنّ المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال، في مخيّم عقبة جبر، اليوم الإثنين، واسفرت عن استشهاد 5 مواطنين؛ لن تُرهب شعبنا الذي سيواصل نضاله الوطنيّ المشروع حتّى انتزاع حقوقه التاريخيّة، وفي مقدمتها حقّ إقامة دولته المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس.

وأعلنت نقابة المحامين الفلسطينيين، تعليق العمل الشامل أمام جميع المحاكم والمدنية والعسكرية والإدارية ومحاكم التسوية والنيابات المدنية والعسكرية والمؤسسات العامة في كافة المحافظات طيلة اليوم الاثنين.

حماس تهدد بالرد

وقال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس “إن المقاومة ستبقى هي سيدة الميدان رغم المجزرة البشعة في مخيم عقبة جبر في مدينة أريحا”.

وأشار إلى أن كتائب القسام الجناح العسكري لحماس “ستواصل عملياتها مع كل الثوار من أبناء شعبنا حتى يندحر الغزاة عن أرضنا”، مؤكدا أن الأبطال في مخيم عقبة جبر “قاتلوا حتى استشهدوا دفاعًا عن أرضهم ومقدساتهم، وسطروا ملحمة بطولية في المخيم عنوان المقاومة والعودة”.

من جهته أكد المتحدث باسم حركة حماس حازم قاسم، أن المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال في مخيم عقبة “ستكون وقوداً للثورة العظيمة للشباب الثائر”.

وشدد قاسم في تصريح صحفي على أن الشعب الفلسطيني ومقاومته “لن يتأخروا بالرد على هذه الجريمة”، لافتا إلى أن عمليات القتل بهذه الطريقة، “تؤكد التخبط الكبير للاحتلال في التعامل مع تصاعد وتمدد المقاومة في كل مدن ومخيمات وقرى الضفة الغربية، وعجزه عن إيقاف تصاعدها الكبير”.

والجدير ذكره أن كتيبة القيام في مخيم عقبة جبر، كانت قد خاضت اشتباكا الأحد، تصدت خلاله لاقتحام الاحتلال، ومساء الأحد أصدرت بيانا، أعلنت فيه بدء “أيام الغضب”، وجاء في بيانها “إنها أيام الغضب ستبدأ من الساعة الثامنة من مساء هذا اليوم (الأحد) ولمدة ثلاثة أيام متواصلة”، مشيرة إلى أن هذه الأيام ستكون “نارًا على الاحتلال”، كما دعت أهالي القرى المجاورة لصب جام غضبهم على الاحتلال والتوجه إلى نقاط التماس لـ “نشعلها نار ولهيب على هذا المحتل الجبان”.

وفي السياق، أكدت حركة الجهاد الإسلامي، أن الجريمة الجديدة التي ارتكبها الاحتلال في عقبة “لن ترهب شعبنا ومقاومينا”.

وقال طارق عز الدين المتحدث باسم حركة الحركة “الاحتلال الذي قام على أرضنا منذ احتلال فلسطين بالقتل والدمار والإرهاب لا يفهم سوى لغة القوة وشعبنا الفلسطيني حي لن يتراجع عن مقاومته حتى دحره عن كامل تراب فلسطين”.

ونعت الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، شهداء مخيم عقبة جبر في أريحا، وأكدت أن العدوان على المخيم “لن يثني أبناء شعبنا الفلسطيني ومقاومته عن التصدي لجرائم الاحتلال حتى دحره عن كامل أرضنا”، لافتة إلى أن هذا العدوان يعد “حلقة جديدة من حلقات الجرائم الصهيونيّة بحق أبناء شعبنا”.

ونعت أيضا لجان المقاومة شهداء مخيم عقبة جبر، وقالت إن “الدماء الطاهرة ستبقى لعنة على فاشية وإجرام العدو الصهيوني وستشعل وقود الثورة في وجه هذا العدو المجرم”، مشددة أيضا على أن دماء الشهداء “لن تذهب سدى وستبقى أمانة في أعناق كل مقاومي شعبنا وثواره الأبطال على طريق تحرير القدس والمسجد الأقصى ودحر المحتلين الغاصبين”.

جهود للتهدئة

جاء ذلك في وقت لم تكن مصر راعي اتفاق التهدئة، قد أنهت اجتماعاتها الأولى مع الوقد القيادي من حركة الجهاد الإسلامي، وبدء الاستعدادات لعقد لقاء مع قيادة حركة حماس، بهدف التوصل إلى تهدئة شاملة في المناطق الفلسطينية.

ويتردد أن الوسيط المصري، أعد خطة للتهدئة، تشمل الضفة الغربية وقطاع غزة، كان قد ناقشها مع الجانب الإسرائيلي الجمعة الماضية، قبل أن يشرع في طرحها على الفصائل الفلسطينية، التي بدأ عقد لقاءات معها في القاهرة، بعد أن ناقشها أيضا نهاية الأسبوع الماضي مع الرئيس محمود عباس في رام الله.

وحسب تقرير سابق لـ”القدس العربي”، فإن الفصائل الفلسطينية والقيادة الفلسطينية في رام الله، طالبت الوسيط المصري بأن توقف إسرائيل عملياتها في مدن وبلدات شمالي الضفة، وتوقف تطبيق خطة وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، ضد الأسرى، كشرط لإقرار التهدئة.

وكان الوسيط المصري، حذر الجانب الإسرائيلي من “تصعيد العمل المقاوم على ساحة غزة”، في حال تواصل التصعيد الإسرائيلي الذي يقوده الوزراء المتطرفون في حكومة نتنياهو.

كلمات دلالية
شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي