شارك المقال
  • تم النسخ

وسط حديث عن “توتّر صامت” بين البلدين.. تبون يوجه رسالة خطية إلى رئيس دولة الإمارات

وجّه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون رسالة إلى نظيره الإماراتي محمد بن زايد آل نهيان، في أول تواصل رسمي معلن بين البلدين منذ نهاية يونيو الماضي.

يأتي ذلك في وقت تبدي أوساط إعلامية وسياسية جزائرية، قلقا إزاء الدور الإماراتي في منطقة المغرب العربي والساحل.

وقالت وكالة الأنباء الإماراتية، إن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، تلقى رسالة خطية من الرئيس، عبد المجيد تبون، رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وسبل تعزيزها.

وذكرت الوكالة أن الرسالة تسلمها الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، ونائب رئيس مجلس الوزراء، وزير ديوان الرئاسة لدى استقبال سموه في قصر الوطن، من قبل عمر فريتح، سفير الجمهورية الجزائرية لدى الدولة.

وبحث الطرفان وفق نفس المصدر، علاقات التعاون المشترك القائمة بين دولة الإمارات والجزائر وسبل تعزيزها وتطويرها لما فيه مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين، كما تم استعراض عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وتأتي هذه الرسالة التي لم يكشف عن فحواها، في ظل دعوات بالجزائر للتحذير من الدور الإماراتي في المنطقة أطلقها سياسيون وصحف جزائرية، تهاجم بشدة الدور الإماراتي في تونس وليبيا وموريتانيا، بالإضافة لحديث عن دور محتمل للإمارات في الأزمة التي وقعت في النيجر مؤخرا.

وفي هذا السياق، كان عبد القادر بن قرينة رئيس حركة البناء الوطني، المشاركة في الحكومة الجزائرية، قد أدلى بتصريحات لافتة، تحدث فيها بالإشارة للدور الإماراتي، قائلا في ندوة عقدها بخصوص تداعيات الأزمة في النيجر، إن “دولة خليجية وظيفية، هي دائما وراء لعبة زرع الخلافات والفرقة في المنطقة”.

وطلب بن قرينة من الدولة الجزائرية أن تبقى يقظة لما يجري في محيطها، خاصة بعد ما وصفه بـ”الزيارات المشؤومة لتونس مؤخرا من أجل شراء التطبيع لتونس الذي قد يكون قريبا وقريبا جدا وأعني ما أقول”، وفي ما ذكره. وكان هذا السياسي الجزائري يتحدث بعد زيارة مسؤول رفيع ووزير الدولة في الإمارات إلى تونس التقى فيها مع الرئيس قيس سعيد.

وانتقد بن قرينة المحسوب حزبه على التيار الإسلامي، دور الإمارات في النيجر، حيث قال إنها حاولت سنة 2019 أن تشتري من النيجر قاعدة عسكرية توظفها للصهاينة على حدود الجزائر، وتكلم أنها أرادت أيضا أن تشتري مطارا عسكريا في موريتانيا من أجل نفس الغرض. وتحدث عن عمليات العرقلة التي واجهتها الجزائر في مجلس الأمن الدولي ليكون مرشحها هو ممثل الأمين العام الأممي في ليبيا.

ورغم أن رئيس حركة البناء الوطني خفف لاحقا من حدة تصريحاته عبر نشره توضيحا يشرح فيه سياقات ما قاله، خاصة بالنسبة لتونس وموريتانيا، بعد أن أثارت تصريحاته جدلا واسعا في البلدين، إلا أنه بقي متمسكا بفكرة أن هناك “دولة وظيفية” كما سماها تسعى لإثارة الفوضى في المنطقة لصالح إسرائيل.

وسبق كلام بن قرينة، هجوم غير مسبوق قبل أسابيع من صحف جزائرية بينها جريدة “الخبر” التي ذكرت نقلا عن مصادر وصفتها بالموثوقة، أن الإمارات تمارس ضغطا رهيبا على موريتانيا لأجل الالتحاق بقافلة المطبعين والاعتراف بـ”إسرائيل”، وأشارت إلى محاولة إماراتية لاستغلال وضع تونس الاقتصادي الصعب عبر تقديم مساعدات مساعدات مالية لها شريطة التطبيع مع “إسرائيل”، وقطع علاقتها مع الجزائر”، وفق ما جاء في المقال. كما كانت صحيفة “لوسوار دالجيري” الناطقة بالفرنسية، قد أشارت أيضا إلى دور محتمل للإمارات في ما يحدث في النيجر.

وعلى المستوى الرسمي، لم يظهر هجوم علني أو مبطن من طرف ضد الآخر في الدولتين. ويعود آخر تواصل بين وزيري خارجية البلدين أحمد عطاف وعبد الله بن زايد آل نهيان إلى نهاية يونيو، حيث هنأت الإمارات الجزائر على انتخابها عضواً غير دائم بمجلس الأمن، وشكرت الجزائر الإمارات في المقابل على دعمها.

وتصرفت السلطات الجزائرية قبل ذلك، بحزم بعد نشر قناة محلية خبرا كاذبا قالت فيه إن الخارجية الجزائرية أمهلت السفير الإماراتي في البلاد 48 ساعة لمغادرة الأراضي الجزائرية، على خلفية مزاعم باكتشاف شبكة مكونة من 4 جواسيس إماراتيين يعملون لصالح الموساد الإسرائيلي.

ونشر الناطق الرسمي لوزارة الشؤون الخارجية في ذلك الحين، بيانا ينفي فيه أخبار طرد السفير الإماراتي في الجزائر، مشيرا إلى “متانة وصلابة العلاقات الثنائية الجزائرية الإماراتية المتميزة القائمة بين البلدين والشعبين الشقيقين مع الحرص المشترك للارتقاء بها الى أعلى المراتب تنفيذا للإرادة المشتركة التي تحدو قائدي البلدين رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون وأخيه رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان”. وتم في نفس الليلة إقالة وزير الاتصال الجزائري محمد بوسليماني، في قرار ربطه البعض بتسريب هذا الخبر الكاذب.

(القدس العربي)

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي