بالرغم من أن المملكة والعالم أجمع مازال يعيش تحت ظرف وباء خطير، إلا أن الشارع المغربي يُظهر وبجلاء استهتارا واضحا من أغلبية المغاربة في التقيد بالإجراءات الاحترازية المعمول بها، من ضرورة ارتداء الكمامات، إلى تحقيق تباعد اجتماعي مقبول، فضلا عن أهمية تلقي اللقاح والإدلاء بالجواز المُخصص لذلك أثناء التواجد بالأماكن العامة أو الإدارات العمومية.
فبالقدر الذي بلغ الالتزام أوجه عند بداية الوباء، كما عبر على ذلك مغاربة كُثر في الشراع وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، بالقدر نفسه أيضا الذي تم التطبيع به مع الوباء، وكأن غالبية الشعب المغربي قد نسيت تماما أن هناك وباء اسمه فيروس كورونا، وبأن هناك احتياطات من الضروري التقيد والأخذ بها.
ولعل صور الاستهتار تبدو واضحة بشكل كبير في تنقلات المغاربة في وسائل النقل العامة، من حافلات وسيارات أجرة، والتي صار اليوم من شبه النادر أن تجد فيها تباعدا بين الركاب، إضافة إلى قلة قليلة جدا من ترتدي الكمامات بالطريقة الطبية الصحيحة.
ووفق ما عاينه منبر بناصا، فإن عددا من الإدارات العمومية قد صارت نفسها تُساهم في تأجيج حدة هذا الاستهتار، فبعد أن كانت مُلتزمة في البداية باحترام التدابير الاحترازية، ومنع المواطنين من الولوج دون كمامات، صارت اليوم مفتوحة على مصراعيها أمام الجميع، بل حتى موظفوها في أحايين كثيرة لا يلتزمون تمام الالتزام.
وكان مما تمت معاينته أيضا، أنه لا وجود لأي أثر لإجبارية الإدلاء بجواز التلقيح أو الجواز الصحي، ما عدا لافتة صورية لا تطبيق لها على أرض الواقع تقضي بعدم تقديم الإدارة لأي وثيقة لا يُدلي صاحبها بالجواز.
وفي السياق ذاته، تطرقت الوكالة الإخبارية العالمية”رويترز” لهذا الانفلات الذي تعيشه الحالة المغربية اليوم خاصة بالنسبة لإجبارية الإدلاء بجواز التلقيح، وأشارت إلى أن المقاهي والمطاعم وحتى محطات القطار لم تعد تطلب من الزبائن إظهار جوازات التلقيح التي كانت قد اعتُمدت سابقا.
وتابعت رويترز أن الاحتجاجات الأخيرة التي عرفتها المملكة بشأن الجواز قد ساهمت في التنازل الضمني عن طلب الجواز، خاصة مع التنديد الذي أتى من عدد من أرباب المقاهي والمطاعم وعدد آخر من الهيئات الحقوقية والمدنية.
كما أضاف المصدر ذاته أن اعتماد إجبارية الجواز قد نجح في البداية في لرفع من نسبة المُلقحين، غير أنه قد انخفضت الأعداد بعدها بشكل كبير بعد أن تبين للمغاربة أنهم يمكنهم من مزالة مهامهم اليومية بدون الحاجة إليه.
تعليقات الزوار ( 0 )