تشهد حالات الإصابة اليومية بفيروس كورونا في المغرب، ارتفاعاً غير مسبوق، بعدما تجاوز عدّادها في الأيام الأخيرة الـ 10 آلاف، وذلك لأول مرة منذ بدء تفشي “كوفيد19” في البلاد، شهر مارس من السنة الماضية، وسط مخاوف كبيرة من وصول المنظومة الصحية في المملكة لمرحلة الانهيار، على شاكلة ما وقع في كلّ من تونس والجزائر.
وبدأت نسبة ملء أسرة الإنعاش تقترب من النصف، بعدما وصلت الحالات الخطيرة والحرجة التي ترقد في غرف الإنعاش والعناية المركزة في مستشفيات البلاد، إلى أزيد من 1500، وهو الرقم الذي لم يسبق أن حدث طوال شهور انتشار الفيروس التاجي في البلاد، ما بات ينذر، وفق متابعين، بكارثة حقيقية على الأبواب، في حال استمرّ المنحنى في التصاعد بهذه الوتيرة.
وسجلت الوزارة، في آخر نشراتها الوبائية 11358 حالة إصابة جديدة، مقابل 8916 حالة تعافي، ليبلغ إجمالي الأشخاص المصابين بالفيروس الذين ما يزالون يتلقون العلاج 67562، وهو أكبر رقم وصلت إليه الأوضاع في المغرب، وسط تسجيل تراجع في نسبة التعافي، التي انتقلت في ظرف أسابيع قليلة من حوالي 98 في المائة، إلى 88.5 في المائة.
ويرقد في غرف الإنعاش والعناية المركزة 1541 شخصاً، وهو رقم مرشح للارتفاع في الساعات المقبلة، 309 شخصا دخل إلى هذا القسم في آخر 24 ساعة، من بينهم 47 مصاباً خاضعا للتنفس الاصطماعي الاختراقي، لتبلغ نسبة ملء الأسرة 443 في المائة، وهو ما بات يهدّد بإمكانية بلوغ حالة التشبع، وامتلاء المستشفيات، خصوصاً في المدن الأكثر تضرّراً مثل الدار البيضاء ومراكش وأكادير.
وبالرغم من أن مسؤولي الصحة في البلاد، يتجنّبون إلى حدود اللحظة، التهويل من الأمر، والحديث عن قرب انهيار المنظومة الصحية، إلا أن الأرقام المسجلة، والتوقعات باستمرار ارتفاعها، تجعل من هذه المخاوف واردة، في ظل سرعة انتشار متحور “دلتا” الذي بات السائد في المملكة منذ أسابيع، والتي تقدر بحوالي 75 في المائة، بالمقارنة مع “كوفيد-19” الأصلي.
وتسبب الموجة الحالية من انتشار الفيروس التاجي المتحور، في انهيار المنظومة الصحية بتونس، بعد تجاوز سقف الإصابات اليومية الـ 9 آلاف حالة، فيما باتت الجزائر تعيش وضعاً كارثيا نظرا للأرقام المسجلة، وصارت تطلب الجمعيات الفاعلة في البلدان الأوروبية، وأفراد جاليتها بتقديم التبرعات لإنقاذ مواطنيها مما صارت عليه الأوضاع.
وبالموازاة مع ذلك، باتت الأنظار تتجه إلى المغرب، صاحب المنظومة الصحية الأفضل في شمال إفريقيا، وفق التقارير العالمية، الذي تجاوز عدّاد الإصابات المسجلة بها يوميا الـ 12 ألفاً، وسط مراهنة خبراء على عدم تعدي نسبة ملء الأسرة للـ 60 في المائة، في ظل توقعات وزارة الصحة، ببلوغ الموجة الحالية ذروة انتشارها في الأيام القليلة المقبلة.
ويعيش أغلب المواطنين المغاربة، حالة من الهلع، غير المسبوقة، من الموجة الحالية، التي أصابت أغلب الأشخاص، وسط أنباء عن تفشي كبير للفيروس التاجي، في ظل ظهور أعراض وصفت بـ”الغريبة”، لدى العديد من الناس، في أغلب المدن، على رأسها صداع في الرأس والتعب الشديد، والرغبة في النوم والإسهال، وهي الأمور التي اعتبرها البعض، “حالات إصابة بكورونا غير مسجلة”.
تعليقات الزوار ( 0 )