اتسمت الأسابيع القليلة الأخيرة، بانتشار كبير لفيروس كورونا بالمغرب، حيث بات معدل الإصابات اليومية المعلنة من قبل وزارة الصحة، في تصاعد مستمر، من خلال تسجيل الآف الإصابات اليومية، والتي اجتاحت المدن والقرى المغربية، في زمن قياسي، خاصة في الفترة التي تلت عطلة العيد والمراسيم والعادات التي رافقت ذلك، والتوافد الكبير للمواطنين على الأسواق الأسبوعية.
وحسب ما عاينه منبر بناصا، فإن المعطيات الرسمية لوزارة الصحة، تفيد بتسلل الفيروس للأقاليم التي كانت إلى أمس قريب تسجل حالة واحدة مصابة في ظرف شهر، حيث أصبحت اليوم تسجل مئات الإصابات اليومية، والتي تعد من الحالات التي تم التصريح بها فقط، حيث لا يزال العديد من المواطنين والأسر يئنون في صمت تام، أمام الفيروس اللعين.
وتعد الأسواق الأسبوعية، التي يتم تنظيمها في القرى والمداشر، خلال يوم أو يومين في الأسبوع، من بين التجمعات الكبرى التي تشهدها معظم المناطق، التي شهدت خلال فترة وجيز انتشارا كبيرا للفيروس، مما عمق معاناة الساكنة، التي وجدت نفسها في مواجهة لكابوس ‘’كوفيد 19’’ المنتشر بشكل كبير.
وفي سياق متصل، قال، عزيز آيت واعراب، الفاعل المدني بمنطقة إيمولاس إقليم تارودانت، إن ‘’الفيروس أنهك الجميع، بعدما انتشر بسرعة كبيرة بين ساكنة القرى، بسبب التجمعات والأسواق الأسبوعية، في ظل توافد العديد من أبناء المنطقة المتواجدين بالمدن الكبرى على المنطقة، خلال عطلة العيد والصيف’’.
وأضاف المتحدث ذاته في تصريحه لمنبر بناصا، أن ‘’العديد من الأسر إلى حدود الساعة لا تقر بوجود فيروس كورونا، وتعتبر الأمر مجرد موجة زكام يمكن معالجتها بالطرق التقليدية والأعشاب الطبيعية، مما وضع حياة الكثيرين منهم، في خانة الحالات الحرجة بالمستشفى الإقليمي بتارودانت، فيما العديد منهم، فارق الحياة وسط منزله بسبب الإختناق بسبب الفيروس’’.
وأشار آيت واعراب، إلى أن ‘’التجمعات العائلية والتقاليد والعادات، ساهمت بشكل كبير في تسلل الفيروس إلى قرى نائية، مباشرة بعد وصول أبناء البلدة من المدن، وهذا ما ينذر بكافة على حد تعبيره، في سياق يتسم بغيا الإمكانيات المادية واللوجيستيكية لمواجهة الفيروس الفتاك، الذي أصبح يحصد العشرات من المرضى يوميا’’.
وطالب الفاعل المدني بضرورة تدخل الجهات الوصية، من أجل وضع حلول من شأنها التخفيف من معاناة ساكنة القرى والجبال، في الظرفية الراهنة، بالإضافة إلى فرض عقوبات على كل المخالفين وتشديد المراقبة على كل الأشخاص الذين يحاولون التسلل إلى المنطقة، دون ترخيص أو التوفر على جواز التلقيح أو شهادة تثبت خلوه من الفيروس’’.
تعليقات الزوار ( 0 )