بعد غياب دام لـ5 أشهر كاملة من الغياب، بسبب إصابته بفيروس كورونا المستجد، ونقله إلى مستشفى سان بيدرو لوغرونيو بإسبانيا، عاد إبراهيم غالي زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، أمس السبت، إلى مخيمات تندوف، وسك أجواء من الإحباط في صفوف أتباع “جماعة الرابوني” بعد فشل قيادتها في تحقيق أدنى انتصار، منذ إعلانها العودة للحرب ضد المغرب في نوفمبر الماضي.
وكشفت صحيفة “إل موندو” الإسبانية، أن غالي، هبط بعد ظهر أمس السبت، في مطار تندوف، حيث كان في استقباله ما يسمى بـ”رئيس الوزراء” وعضو الأمانة العامة بشرية حمودي بايون، مرفوقا بعدد من وزراء الجبهة، قبل أن يتباحث مع هيئة الأركان العامة لقوات “جماعة الرابوني”، محمد إبراهيم، استعدادا لما أسمته بـ”استئناف العمل الإداري بمكتبه”.
ونقلت اليومية عن مصادر دبلوماسية تابعة للبوليساريو، قولها في تصريح لوكالة “إيفي”، إنه “من المتوقع أن يسافر أيضا إلى بلدة بئر لحلو”، الواقعة في المنطقة العازلة، التي تسميها الجبهة بـ”المناطق المحررة”، والتي تفصلها عن ولاية تندوف حوالي 5 ساعات بالسيارة، ولا تبعد كثيرا عن الجدار الأمني للقوات المسلحة الملكية.
وأوضحت أن غالي، وقبل عودته إلى المخيمات، كان قد استأنف، الجمعة، نشاطه بلقاء في الجزائر العاصمة مع عمر بلاني، والذي يشغل منصب ما يسمى بـ”المبعوث الخاص للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون للنزاع في الصحراء”.
ونبهت إلى أن غالي، كان قد نقل في أبريل الماضي، من بئر لحلو إلى الجزائر العاصمة بعد إصابته بعدوى فيروس كورونا، ومن هناك إلى مستشفى لوغرونيو، وهو ما تسبب في اندلاع نزاع دبلوماسي عنيف بين إسبانيا والمغرب، الأخير الذي اعتبر ما قامت به الجارة الشمالية، طعنةً في الظهر، وتواطؤ مع الانفصاليين ضده، بعد إدخال “بن بطوش” بطريقة سرية ودون إشعاره.
واسترسلت أنه في الـ 2 من يونيو الماضي، وبعد مثوله أمام القاضي الإسباني، في الشكاية التي قدمت ضده، بخصوص تورطه في جرائم ضد الإنسانية، عاد غالي إلى الجزائر، حيث استقبله الرئيس عبد المجيد تبون، واللواء السعيد شنقريحة، بعدما زاروه في الجناح الذي كان يتواجد به، بمستشفى عين النعجة العسكري.
وذكرت “إل إسبانيول”، أن عودة غالي تأتي في لحظة وصفتها بـ”الحاسمة”، وذلك عقب قبول المغرب رسميا، تعيين الدبلوماسي السويدي ستيفان دي ميستورا، كمرشح لمنصب مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للصحراء المغربية، وهو الشخصية المرغوبة أيضا من قبل البوليساريو، التي سبق لها أن وافقت في أبريل الماضي، على توليه للمقعد الذي ظلّ شاهرا منذ سنوات.
تعليقات الزوار ( 0 )