Share
  • Link copied

وزير خارجية الجزائر يدعي تباحث نزاع الصحراء مع نظيره الأمريكي.. والأخير يُكّذّبه

أثار ادعاء وزير خارجية الجزائر، صبري بوقادوم، تطرقه إلى جانب نظيره الأمريكي أنطوني بلينكن، إلى الوضع في الصحراء المغربية، خلال المباحثات الهاتفية التي جمعت بينهما، وهو ما نفاه رئيس الدبلوماسية الأمريكية، إلى جانب سفارة الأخيرة في الجارة الشرقية للمغرب، سخرية مجموعة من النشطاء والإعلاميين والأكاديميين المغاربة والجزائريين.

وقال بوقادوم، في تدوينة نشرها على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، إنه تبادل إلى جانب نظيره الأمريكي وجهات النظر “حول القضايات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك خاصة الأوضاع في الصحراء الغربية، ليبيا ومالي”، ليأتي الردّ بعها مباشرةً من وزير خارجية أمريكا، الذي أكد أن ما جرى مناقشته كان بشأن ليبيا ومنطقة الساحل.

وكتب بلينكن في تدوينة على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، إنه “من الجيد التحدث مع وزير الخارجية الجزائرية بوقادوم، وإعادة التأكيد على أهمية علاقتنا والمساعدة على تعزيز مصالحنا المشتركة”، مضيفاً: “ناقشنا رغبتها في رؤية الاستقرار والازدهار في ليبيا ومنطقة الساحل”.

وعقب تأكيد بلينكن على ما جرى مناقشته في الاتصال المذكور، عاد نيد باريس، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ليكذّب ما قاله بوقادوم بشكل ضمنيّ، حيث قال في تصريح نشره الموقع الرسمي للخارجية الأمريكية، إن بلينكن، تحدث مع وزير الخارجية الجزائرية صبري بوقادوم، وناقشا العلاقات الثنائية القائمة على القيم المشتركة والمصالح المشتركة”.

وتابع برايس، أن المباحثات شملت أيضا “فرص زيادة التعاون في إفريقيا لتعزيز الرخاء الاقتصادي والاستقرار الإقليمي”، مضيفاً أن بلينكن “أعرب عن تقديره لدور الجزائر في تعزيز الاستقرار في منطقة الساحل وليبيا”، مشيداً بجهودها في “تنويع الاقتصاد والطاقة ورغبتها في جذب المزيد من الشركات الأمريكية إليها”.

وخلفّ محاولة بوقادوم الكذب على وزير الخارجية الأمريكي، وترويج إجراء مباحثات معه بشأن نزاع الصحراء المغربية، ردود فعل ساخرة من طرف مجموعة من المتفاعلين، معتبرين بأن السلوك الأمريكي هو تكذيب لما ورد في تغريدة وزير الخارجية الجزائرية، فيما اختار نشطاء توجيه السؤال لبوقادوم، بشأن ما قاله بلينكن عن الملف، في حال تمت مناقشته فعلاً كما ادعى.

واعتبر المحامي نوفل البعمري، الخبير في ملف الصحراء، أن ما قاله وزير خارجية الجزائر يعتبر فضيحة، حيث كتب: “قارنوا بين مضمون التدوينتين، وزير الخارجية الجزائري يكذب ويزور مضموع المباحثة التي جرت مع نظيره الأمريكي الذي فضحه”، مضيفاً: “من زور محمد بن بطوش، قادر على تزوير أي شيء”.

وأضاف البعمري في تدوينة نشرها على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، بأن “السفارة الأمريكية بالجزائر تكذب تصريح وزير الخارجية الجزائري الذي قال إنه ناقش قضية (الصحراء الغربية)، وهو ما لم يطرحه وزير الخارجية الأمريكي”.

من جهته، قال الإعلامي مصطفى العسري: “عندما يمارس رئيس الديبلوماسية الجزائرية صبري بوقادوم الكذب البواح.. ويفضحه وزير الخارجية الأمريكي..”، مضيفاً: “بوقادوم ذكر في تغريدة له، انه تباحث مع نظيره الأمريكي أنطوني بلنكين، الأوضاع في الصحراء الغربية.. وهو ما نفاه المسؤول الأمريكي في تغريدة له..”.

وعاد العسري ليقول في تدوينة ثانية نشرها على حسابه بـ”فيسبوك”: “فضيحة بوقادوم تتدحرج وتزداد حجما.. المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس يكذب تغريدة بوقادوم، ويؤكد أن مباحثات وزيري خارجية الولايات المتحدة والجزائر لم تتطرق إلى نزاع الصحراء”، قبل أن يتابع تحت عنوان: “فضيحة جزائرية بجلاجل”، بأن السفارة الأمريكية بالجزائرة، هي الأخرى، أكدت عدم تطرق المباحثات لنزاع الصحراء.

بدوره، علّق الإعلامي الجزائري وليد كبير، المهتم بالعلاقات المغربية الجزائرية، حول الموضوع، حيث كتب في تغريدة على حسابه بـ”تويتر”: “بوقادوم اتصل هاتفيا مع بلنكن، الأول قال في تغريدة له إنهما تحادثا حول الصحراء “الغربية” ليبيا ومالي! والثاني قال في تغريدة له إنهما تحادثا حول ليبيا والساحل! ماذا قال لك بلنكن يا بوقادوم حول الصحراء المغربية إذا كانت تغريدته لم تتضمن التطرق إلى هذا الملف؟”.

أما الكاتب محمد سالم عبد الفتاح، فقد قال في تعليقه على ما وقع، إن السلوك الأمريكي منافٍ لـ”الأعراف الدبلوماسية، حيث عمدت وزارة الخارجية الأمريكية إلى ما يشبه تكذيب ما ورد في تغريدة الوزير الجزائري، لكنه سلوك يوضح الحذر الأمريكي إزاء موقفها من موضوع الصحراء الغربية”.

ونبه في تدوينة نشرها على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، إلى أن سلوك الولايات المتحدة الأمريكية، يوضح أنها تخشى “أن يتم تفسير تناوله على أنه مراجعة للقارارت التي سبق أن أقرتها الإدارة الأمريكية السابقة وفي مقدمتها قرار الإعتراف بالسيادة المغربية على الإقليم..”.

يشار إلى أن الإدارة الأمريكية الحالية بقيادة جو بايدن، أبقت على قرار الاعتراف بسيادة المغرب الكاملة على صحرائه، الذي اتخذه ترامب في دجنبر الماضي، علماً أنها تعد من أهم الداعمين للمملكة في النزاع، وسبق وأن أكدت في أكثر من مرة خلال السنوات الماضية، جدية مقترح الحكم الذاتي الذي تقدمت به.

Share
  • Link copied
المقال التالي