شارك المقال
  • تم النسخ

وزير بريطاني سابق: “أعظم دعم يمكن أن يقدم للمغرب وشعبه الشجاع هو تشجيع السياحة بهذا البلد الرائع”

قال جيمس دودريدج، الوزير السابق للتجارة الدولية البريطاني ووزير الشؤون الإفريقية، إن “الأمة المغربية استجابت بسرعة وشجاعة للزلزال المدمر الذي هز عددا من مناطق المملكة، وأن أعظم دعم يمكننا أن نقدمه للمغرب وشعبه الشجاع هو المشاركة بشكل كامل أكثر من ذي قبل في تشجيع السياحة بهذا البلد الرائع”.

وأوضح دودريدج، في مقال له على صحيفة “التليغراف” البريطانية، أن مراكش ستثبت نفسها، “المدينة الحمراء” التاريخية القريبة من مركز الزلزال، والتزام البلاد بالتقدم في استضافة الاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي الشهر المقبل، حيث إن ترحيب المغرب بالسياح والزوار أصبح دافئًا كما كان من قبل، وبالفعل فإن السياحة والتبادل الدولي لهما أهمية حاسمة بالنسبة للبلاد الآن، أكثر من أي وقت مضى.

وأشار، إلى أنه “وقبل بضعة أيام، هز زلزال كارثي المغرب، وهو أقوى زلزال شهدته البلاد منذ أكثر من قرن، أما بالنسبة للعديد من الإخوة البريطانيين، فإن هذه المنطقة تحتل مكانة خاصة في قلبي؛ لقد تعجبت من مناظرها الطبيعية وتأثرت بشدة بالكرم الذي لا يتزعزع لشعبها”.

وأضاف، “لقد أذهلتني قدرة المغرب الرائعة على الاستجابة بسرعة وفعالية عندما يواجه مثل هذه التحديات، لقد أظهرت المملكة مرة أخرى مرونتها في الأوقات الصعبة، وقد استجابت بتصميم ثابت وقرارات هادئة بقيادة الملك محمد السادس، حيث تم اتخاذ تدابير الطوارئ منذ اللحظات الأولى بعد الزلزال، وشملت تدخل القوات المسلحة الملكية والسلطات المحلية وأجهزة الأمن، فضلا عن الوزارات المعنية.

وفي فترة قصيرة مدتها 48 ساعة، أعاد المغرب فتح طريق حيوي جزئيا إلى المنطقة المتضررة من الزلزال، مما خلق شريان حياة لإيصال المساعدات إلى المناطق الأكثر تضررا، كما شاركت المروحيات العسكرية في البلاد بشكل مستمر في عمليات الإنقاذ والإغاثة، في حين احتشد المغاربة في جهد شعبي رائع لمساعدة المحتاجين، وقام الملك بزيارة المصابين في أحد المستشفيات، حيث اطلع بشكل مباشر على الرعاية المقدمة لهم، وتبرع بدمه تضامنا مع الضحايا.

وكانت تدابير الإغاثة السريعة هذه مجرد البداية، وفي غضون ثلاثة أيام من وقوع الزلزال، أنشأت الحكومة المغربية صندوق التضامن الوطني. أطلقت البلدان في جميع أنحاء العالم، إلى جانب المنظمات غير الحكومية الوطنية والدولية، نداءات للتبرع وقدمت العديد من المنظمات الرائدة في المغرب تبرعات سخية للصندوق.

وإلى جانب الرعاية الفورية للمصابين واستعادة الوصول إلى المناطق الجبلية النائية، صدرت توجيهات ملكية تضمنت تدابير لا تهدف إلى إعادة البناء فحسب، بل أيضًا إلى تحويل المناطق المتضررة وتطويرها بالكامل، مع الحفاظ أيضًا على الثقافة والتراث المحلي، وكانت التوجيهات واضحة وبسيطة: “يجب تعبئة جميع الموارد بشكل فعال لضمان عدم ترك أي شخص دون مأوى”.

وأكد المصدر ذاته، أن “استجابة المغرب واسعة النطاق، وتتراوح بين الرعاية الفورية وتوفير السكن المؤقت في حالات الطوارئ إلى البدء السريع في جهود إعادة الإعمار، ويستهدف أحد البرامج على وجه التحديد حوالي 50 ألف منزل عانت من انهيار كامل أو جزئي في المقاطعات الخمس المتضررة”.

وسيشمل الإسكان المؤقت في حالات الطوارئ، مع إعطاء الأولوية للهياكل المبنية لتحمل الظروف الجوية القاسية، مساعدات مالية تبلغ حوالي 2500 جنيه إسترليني للأسر المتضررة، ولدعم إعادة الإعمار الفوري، سيتم توفير مساعدة مالية تصل إلى 11000 جنيه إسترليني.

وأبرز الوزير السابق للتجارة الدولية البريطاني ووزير الشؤون الإفريقية، أنه “تم اتخاذ تدابير خاصة للأطفال الذين تيتموا بسبب الزلزال. لقد تم تتبعها بسرعة حيث تسعى أجنحة الأمة والفرق المؤهلة إلى التبني المبكر من قبل العائلات المناسبة”.

وأسهب جيمس دودريدج، أنه و”بينما يتعهد المغرب بإعادة البناء في أعقاب الزلزال، يمكننا أن نتوقع المزيد من التدابير القوية التي لن تفيد الضحايا فحسب، بل ستحول هذا التحدي الرهيب أيضًا إلى فرصة لتحقيق التقدم والقدرة على الصمود في الحوز والمناطق المجاورة لها”.

وخلص إلى أن “صداقة المغرب الطويلة مع العديد من البلدان دفعت الكثيرين إلى تقديم المساعدة على الفور، ويسعدني أن المملكة المتحدة كانت من أوائل الدول التي حشدت فريقها الدولي للبحث والإنقاذ لتقديم الدعم المنقذ للحياة، لقد فعل المغرب الكثير من أجل الدول الأخرى، ومن المفرح أن نرى هذا الرد بالمثل، وهذا الدعم الثابت يزيد من تعزيز أواصر الصداقة والشراكة بين بلدينا، وبالإضافة إلى ذلك، أظهرت المؤسسات العالمية ثقتها وإيمانها بالمغرب”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي