في وقتٍ كان المغاربة ينتظرون موعدَ الشروع في حملة التلقيح ضد فيروس كورونا، التي أعلن عن إطلاقها الملك محمد السادس شهر نوفمبر الماضي، خرج وزير الصحة، خالد أيت الطالب، ليؤكد، بأن المملكة لم تستلم أي جرعة لحد الآن، وما تزال تنتظر وصول الترياقين من إحدى الشركات التي تعاقدت معها الوزارة.
وقال وزير الصحة، أمس الثلاثاء، خلال عرض قدمه أمام لجنة القطاعات الاجتماعية بمجلس النواب، حول الإستراتيجية الوطنية للتلقيح، إن ما يروج في مجموعة من الصفحات بمواقع التواصل الاجتماعي، بشأن أن المغرب، تسلّم المصل، أمر غير صحيح، رابطاً انطلاق الحملة، بوصول الترياق إلى المملكة.
وأضاف أيت الطالب، بأن الوزارة استعدت لتسلّم اللقاح، عبر إعداد مطار محمد الخامس بالدار البيضاء، لاستقبال المصل، ووضع مطار المنارة بمراكش، كمكان استقبال بديلٍ في حال كانت الأحوال الجوية لا تسمح بنزول الشحنة في العاصمة الاقتصادية للمملكة، مع تشديده على أنه جرى وضع 15 شاحنة بسعة 25 طن، رهن إشارة نقل الترياق على المستوى الداخلي.
تصريحات الوزير أثارت الجدل، وشكلت صدمةً للعديد من المواطنين الذين كانوا ينتظرون انطلاق التلقيح خلال الشهر الجاري، كما سبق وكشفت مصادر مطلعة في وقت سابقٍ، غير أن ما جاء على لسان الوزير، غير كلّ التوقعات، وأدخل الشكّ لدى المغاربة، خصوصاً أولئك الذين استغربوا من كيفية تمكن المملكة من الحصول على المصلِ، في وقت لم توفره دول كبرى.
واعتبر نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، بأن وزير الصحة باع الوهم للمواطنين، الذين أعربوا عن فرحتهم منذ إعلان قرب انطلاق حملة التلقيح، كما سادت حالة من التفاؤل في صفوف العاملين بالقطاعات الأكثر تضرّراً من الجائحة، وعلى رأسهم مهنيو السياحة؛ المقاهي، المطاعم، الفنادق، إلى جانب مربي المواشي والدواجن.
وأعرب العاملون في هذه القطاعات، في وقتٍ سابقٍ، عن تفاؤلهم بقرب بدء حملة التلقيح، لما لها من أثر إيجابي على عودة العجلة الاقتصادية إلى سابق عهدها، غير أن تصريحات وزير الصحة داخل مجلس النواب، نزلت كالصاعقة، على كافة المهنيين وعامة المواطنين، ممهن علقوا آمالهم عليها، لإنهاء الوضع الكارثي الذي يقبعون فيه.
وما زادَ من شكوك المواطنين، هو عدم كشف الوزير عن موعد وصول شحنة اللقاح، وهو ما يعني أنه لا يعلم في أي وقت سيستلم المغرب الترياق، في وقتٍ اتهم فيه نشطاء، أيت الطالب، بالتسرع في الحديث عن حملة التلقيح، التي لم تُعلن عنها، سوى دول قليلة على المستوى العالمي، منبهين إلى أنه كان عليه الانتظار لغاية وصول المصل، فـ”عصفور في اليد خير من عشرة على الشجرة”، حسب قولهم.
من جهة أخرى، أوضح نشطاء آخرون على مواقع التواصل الاجتماعي، بأن مثل هذه الأحداث، تزيد من فجوة الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة، إضافة إلى أنها لم تأت في وقتها، نظرا لأن المغاربة، كانوا، مؤخرا، سعيدين بقرار الولايات المتحدة الأمريكية الاعتراف بمغربية الصحراء، قبل أن يتحدث وزير الصحة، ويعلّق فجأة “الأفراح”.
ورجحت فئة أخرى، أن المغرب لن يستلم اللقاح قريباً، وهو ما يُفسره، حسبهم، تعمد وزارة الصحة، تخفيض عدد الاختبارات اليومية للكشف عن كورونا، بغية تقليص عدد الإصابات، حيث كانت النشرة قبل الأخيرة، قد أظهرت إجراء أقل من 10 آلاف تحليلة، علماً أن العدد كان يصل في الأسابيع الماضية لـ 25 ألف يومياً.
تعليقات الزوار ( 0 )