في عالم تقاس فيه الحدود عادة بمئات أو آلاف الكيلومترات، هناك حدود تتحدى كل الأعراف الراسخة، بسبب حجمها وأصلها وموقعها الجغرافي. إنها أصغر حدود في العالم، وهي امتداد صغير من الأرض يوحد قارتين ويفصل في الوقت نفسه بين دولتين لهما تاريخ مشترك ومعقد طويل.
ويقع هذا الخط في غرب البحر الأبيض المتوسط، وظهر بشكل مفاجئ بفضل كارثة طبيعية عام 1930: زلزال قوي بقوة 7 درجات.
هذه الحدود الصغيرة هي مثال مثالي لكيفية قيام الأحداث الطبيعية، في هذه الحالة، زلزال وقع منذ ما يقرب من 100 عام، بتشكيل الجغرافيا العالمية.
ويبلغ طول هذا الخط 85 مترًا فقط، ويصبح أيضًا نقطة اهتمام لمحبي التاريخ والسياسة الدولية، وحاليا، لم يعد أحد يعيش بالقرب من المنطقة، بل إنه يخضع لحراسة مشددة من قبل الجيش ويمنع مروره.
أقصر حدود في العالم وكم يبلغ طولها؟
وتعد جزيرة قميرة أو جزيرة باديس موطنًا لهذه الحدود الاستثنائية التي يبلغ طولها بالكاد 85 مترًا، ويقع هذا الممر البري الضيق، بصرف النظر عن كونه الأصغر عالميًا الذي يفصل بين قارتين، على الساحل الشمالي للمغرب، بالقرب من مدينة مليلية المحتلة.
وعلى الرغم من صغر حجمه، إلا أن الأهمية الاستراتيجية والرمزية لهذا المكان هائلة، وقد كان بمثابة نقطة مراقبة ودفاع على مر القرون.
ما هي أهم خصائصها وكيف تم إنشاؤها؟
إن إنشاء أصغر حدود في العالم لا يرجع إلى معاهدات أو فتوحات دولية، بل إلى حدث جيولوجي: زلزال عام 1930 بقوة 7 درجات على مقياس ريختر.
وتسبب هذا الزلزال في انهيار أرضي ربط الصخرة، التي كانت في السابق جزيرة، بالقارة الأفريقية عبر برزخ رملي. هذه الخصوصية حولت جغرافية المنطقة وأصبحت جيبًا استراتيجيًا تراقبه إسبانيا.
هل هناك أشخاص يعيشون على الحدود؟
وتشهد جزيرة جزيرة قميرة أو جزيرة باديس، التي كانت تؤوي 400 ساكن، اليوم وجود مجموعة صغيرة من الجيش الإسباني، واعتمادًا على القيادة العسكرية العامة لمليلية، يحرس هؤلاء الجنود أصغر الحدود: خط طوله 85 مترًا محددًا بعباءة بحار زرقاء مميزة.
وللمغامرين وعشاق التاريخ، يوفر جزيرة قميرة أو جزيرة باديس فرصة فريدة لاستكشاف قطعة حية من التاريخ الإسباني. ومن خلال وكالات السفر في مليلية، ويمكن للزوار الشروع في رحلات تكشف التاريخ العسكري الغني للصخرة وتسمح لهم بتقدير جغرافيتها الرائعة وتنوعها البيولوجي.
قصة جزيرة جزيرة قميرة أو جزيرة باديس؟
إن تاريخ جزيرة قميرة أو جزيرة باديس رائع مثل جغرافيته، وتم الاستيلاء عليها بحسب مراجع إسبانية، عام 1508 من قبل لواء بحري إسباني بقيادة بيدرو نافارو. وكانت الصخرة بمثابة قاعدة لعمليات مكافحة القرصنة، وعلى مر القرون، شهدت هذه المنطقة تغير الأيدي عدة مرات، حتى عززت إسبانيا سيطرتها في عام 1564.
ورغم الخلافات والتغيرات في السلطة، حافظت الدولة الإسبانية على سيادتها على هذا الجيب، مما جعله نقطة اهتمام في العلاقات الإسبانية المغربية حتى يومنا هذا.
أطول حدود في أمريكا الجنوبية والثالثة في العالم
وتمتد الحدود التي تفصل بين تشيلي والأرجنتين مسافة 5308 كيلومترات، وهي الأطول في أمريكا الجنوبية والثالثة عالمياً. تعبر هذه الحدود الواسعة سلسلة جبال الأنديز الرائعة وتدخل أيضًا إلى مقاطعة تييرا ديل فويغو، مما يوفر فسيفساء من المناظر الطبيعية التي تجسد جوهر كلا البلدين.
ومن صحراء أتاكاما إلى جليد باتاغونيا، تمثل هذه الحدود صورة حية للتنوع الجغرافي لأمريكا الجنوبية.
أطول حدودين في العالم؟
وقبل الدخول إلى قلب سلسلة الجبال، لا بد من التعرف على الحدين اللذين يتجاوزان الحدود التشيلية الأرجنتينية في الطول، وتحتل الحدود بين كندا والولايات المتحدة، بطول 8891 كيلومترًا، المركز الأول، تليها مباشرة المساحة الشاسعة التي تفصل كازاخستان عن روسيا، بطول 7644 كيلومترًا.
وتعتبر هذه الحدود، مثل حدود أمريكا الجنوبية، هي أكثر من مجرد خطوط على الخريطة؛ إنها مناطق للتبادل الثقافي والاقتصادي والطبيعي تحدد هوية الدول التي تقسمها.
تعليقات الزوار ( 0 )