شارك المقال
  • تم النسخ

وتيرة البناء بمراكش ترتفع أمام تراجع قطاعات أخرى بالمدينة

في كل حيّ إرهاصاتُ البناء حاضرةٌ. حتى لو توقفت كل المشاريع، فالبناءُ مستمرّ منذ شهورٍ، لا يعرفُ الركود بمراكش. الحديدُ مشدودٌ إلى الأرض، و”الطوبية” الرماديةُ متراصّة بإحكام احترافيّ. عمالُ البناءِ بقبعهم الواقيةِ من الشمس، يقومون بخلطِ الماء والإسمنت والرمل باستعمال آليات حديثة. الأسلاك مرميةٌ في كل مكان يحيطُ به البناء، في تاسلطانت أو المحاميد أو بوعكاز.

عمرٌ أحد هؤلاءِ، الذي يشتغلُ في مشروع بتاسلطانت، قال بسخرية ومرحٍ، إنه سعيدٌ لكونه يشتغلُ، لأنَ الظرفية صعبةٌ وينبغي التحرك وعدم الجلوس نظراً للدخول المدرسي للأبناء ومصاريف البيت وصعوبة الحياة في ظل الأزمة.


وزاد، وهو يضربُ بمطرقته عموداً حديدياً، إنه لم يشتغل منذ مدة، لذلك فعندما انطلق البناء بمراكش في الآونة الأخيرة، فالكثير ممن يشتغلون بالبناء “تحركو وضبرو على راسهم، مع تبارك الله دابا فينما مشيتي تلقا البني فمراكش”، كما يقول بابتسامة.

واعتبر، أحد المشتغلين بالباشوية بمنطقة الهناء، أن هذا التحرك القوي للبناء وإنعاشه في مراكش، راجع إلى تسهيل الشروط الإدارية، وتقديم رخص البناء بدون تعقيدات وفي احترام للقانون. مشيراً إلى أنه هو أيضاً يقوم ببناء منزل بتجزئة تتواجد قرب المحاميد.


وعبّر الطاشرون الأربعينيّ الملقبُ بالمْعلمْ، كما يناديهِ مساعدوه الشبّانُ، عن كونه لم يتوقف عملهُ منذ أشهر، وأن طلبات العمل تأتي تباعاً، معتبراً أن هذا التحرك الاستثنائي للبناء في مراكش راجعٌ لانخفاض الكثير من الأثمنة في هذه الظرفية من طرف الشركات، وتسهيل الاستهلاك لضمان الرواج وذلك بغية تشجيع المواطنين والمقاولات على البناء، “هادشي هو لي خلانا نخدمو بهاد الوتيرة الكبيرة، وراه مزال عندي شي خدمات فاش نسالي البني فهاد الدار هادي.”

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي