Share
  • Link copied

وباء “كوفيد19”: نصف البشرية في الحجر المنزلي وتوقع أسوأ أزمة اقتصادية عالمية منذ 1929

تخطى عدد المصابين بفيروس كورونا المليون والخمسمئة ألف في العالم، وسط انتشار مروع للوباء في الولايات المتحدة، فيما بدأت بوادر ركود اقتصادي خطير تلوح في الأفق.

وتم إحصاء ما لا يقل عن 1568928 إصابة بينها 92108 وفيات في 192 بلدا ومنطقة، في طليعتها الولايات المتحدة، التي سجلت لليوم الثاني على التوالي حوالى ألفي وفاة، في أسوأ حصيلة يومية في العالم منذ بدء انتشار الوباء.

وبذل قادة العالم، أمس الخميس، قصارى جهدهم لتجاوز انقساماتهم من أجل التوصل لاستجابات منسقة حيال أزمة وباء كوفيد-19، الذي تجاوزت حصيلة وفياته الـ 90 ألف شخص، والذي يهدد العالم بانهيار اقتصادي غير مسبوق.

وقالت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي الخميس إن كوفيد-19 سيتسبب بـ «أسوأ العواقب الاقتصادية منذ الكساد الكبير» عام 1929.

وفي حين يخضع نصف سكان العالم للحجر، أشارت منظمة التجارة العالمية إلى توقف «قطاعات كاملة» من الاقتصاد العالمي، فيما حذّرت منظمة «أوكسفام» الخيرية من أنّ نصف مليار إنسان إضافي في العالم قد يصبحون تحت خط الفقر.

وقالت ماريا دي فاتيما سانتوس، وهي من سكان «سيتي أوف غاد» وهو حيّ فقير في غرب ريو دي جانيرو، إن «الفقراء ليس لديهم دخل. لا يستطيع أولادي العمل والجميع في حاجة إلى المساعدة».

وفي ولاية كاليفورنيا الغنية عند الشاطئ الغربي للولايات المتحدة، كانت الأعمال متوقفة ايضاً في غالبية القطاعات، فتوقف التصوير في هوليوود وخلت الملاعب والحانات. وأعلن الاحتياطي الفدرالي الأمريكي (البنك المركزي) تسهيلات جديدة بقيمة 2300 مليار دولار لدعم الاقتصاد. إلى ذلك، حذر البنك الدولي الخميس من أنّ أفريقيا جنوب الصحراء قد تدخل في مرحلة ركود في 2020 على خلفية تفشي وباء كوفيد-19، في سابقة منذ ربع قرن.

ومن تداعيات الأزمة أيضاً، غرق أوروبا بالمنتجات الطازجة غير المباعة، كالحليب والأجبان. وقال مربي الماشية الفرنسي بيار فيلييه ساخراً «ثمة صعوبة لدى الأبقار كي تفهم أنّه يجب التوقف عن الإنتاج».

وفي إيطاليا، قال رئيس الوزراء جوزيبي كونتي الخميس إن التأثير الاقتصادي لفيروس كورونا يمثل «تحديا وجوديا لأوروبا» ما لم يتوصل القادة « لرد فعل قوي وموحد» . وأضاف كونتي لهيئة الاذاعة البريطانية «بي بي سي» أن الفيروس «بدأ كوضع طارئ صحي، ولكن تحول سريعا لوضع اقتصادي واجتماعي خطير».
وأوضح: «الفيروس يمثل اختبارا للهيكل الاقتصادي لإيطاليا ودول العالم»، مضيفا» لذلك نحن في حاجة لرد فعل اقتصادي واجتماعي على مستوى أوروبي». وتابع : «الوضع الحالي يمثل تحديا كبيرا لوجود أوروبا وتاريخها»، مضيفا: «أنا وبقية القادة الأوروبيين في حاجة لنكون على مستوى التحدي» . وأوضح: « ليس هناك شك في أنه في حال كان هناك رد».

وتخطى عدد الوفيات جراء الإصابة بالفيروس الـ 90 ألفا في العالم، وسجل أكثر من نصف الوفيات التي بلغت 90938 في إيطاليا واسبانيا والولايات المتحدة. وسجّلت إيطاليا أكبر حصيلة مع 18279 وفاة، تليها إسبانيا مع 15238 وفاة، ثم الولايات المتحدة مع 14830 وفرنسا 10869. وتأكدت إصابة 1,534,426 شخصا. وسجّلت الولايات المتحدة أكبر عدد من الإصابات تجاوز 432 ألفا. وفي إيطاليا، أودى الفيروس كذلك بحياة نحو مئة طبيب فيما ارتفعت نسبة الإصابات بين العاملين في المجال الصحي. وسجلت المملكة المتحدة 881 وفاة إضافية لمصابين بالفيروس، ما يرفع الحصيلة الإجمالية إلى 7978 وفاة، وفق ما أعلن وزير الخارجية دومينيك راب.

وفي إسبانيا، دعا رئيس الوزراء بيدرو سانشيز مواطنيه إلى «عدم التراخي» ومواصلة الالتزام بالحجر الذي يتوقع تمديده إلى 25 نيسان/ابريل. كذلك الأمر في ألمانيا حيث دعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل مواطنيها إلى الصبر في ظل ارتفاع الضغوط في البلاد من أجل تخفيف إجراءات العزل، مشيرة إلى أنّ الوضع «لا يزال هشاً» . وفي الصين، أعلنت السلطات إغلاق أحياء وإقامة مستشفى على عجل وإغلاق الحدود أمام المسافرين في مدينة صغيرة تقع على الحدود مع روسيا وضعت في حالة تأهب لمواجهة وصول مسافرين مصابين بالفيروس.

ومن جانب آخر، تتصدر نيويورك قائمة الولايات الأكثر تأثرا بالفيروس في عموم الولايات المتحدة، حيث ارتفع عدد الإصابات في الولاية إلى 151 ألفا و79 إصابة إثر تسجيل 10 آلاف و693 إصابة جديدة. وتأتي نيوجيرسي في المرتبة الثانية بـ 47 ألفا و437، تليها ميشيغان ثالثة بـ 20 ألفا و346 إصابة.
وقال حاكم نيويورك أندرو كومو الذي قرر تنكيس الأعلام في أنحاء نيويورك حداداً على الضحايا: «هذا الفيروس هاجم الضعفاء ومهمتنا كمجتمع هي حماية الضعفاء».

وقال مسؤولون في نيويورك إن الزيادة الأخيرة في عدد الأشخاص الذين يموتون في المنازل تشير إلى أن أكثر المدن الأمريكية تعداداً للسكان ربما تغفل عدد الوفيات الناجمة عن مرض كوفيد-19 الناجم عن فيروس كورونا. وقال حاكم نيويورك في إفادته اليومية «أعتقد أن هذا الأمر محتمل جدا».

ورغم هذه الإحصائية القاتمة قال كومو إن الاتجاه بوجه عام يبدو إيجابياً. واستشهد بالانخفاض في عدد الحالات الجديدة التي تنقل إلى المستشفيات والبيانات الأخرى كدليل على أن «المنحنى ينخفض» في نيويورك، وأنها بدأت تسيطر إلى حد ما على معدلات الإصابة بالعدوى.

وقال كومو إن عدد الوفيات سيستمر بوتيرته الحالية نفسها أو يزيد في الأيام المقبلة حيث يتوقع وفاة المرضى أصحاب الحالات الحرجة الذين نقلوا إلى المستشفيات منذ أكثر من أسبوع وما زالوا تحت أجهزة التنفس الصناعي. وشدد حاكم نيوجيرزي إجراءات التباعد الاجتماعي في الولاية، حيث أمر تجار التجزئة بما في ذلك متاجر البقالة التي لا يزال مسموحا لها بالتعامل مع عدد محدود من الزبائن أن تتأكد من ارتداء الموظفين والزبائن كمامات طبية واقية، وأن تعمل على تعقيم المنشآت بانتظام.

وتوفي طبيب بريطاني مسلم بفيروس كورونا بعد تحذيره رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، بشأن الأجهزة الوقائية، وفقًا لوسائل إعلام محلية.

وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، الخميس، أن عبد المعبود شودري (53 عامًا) توفي بكورونا بعد مرور 3 أسابيع فقط على تحذيره رئيس الوزراء البريطاني من «الحاجة الملحة» لمزيد من الأجهزة الوقائية. وفي 18 مارس/ آذار الماضي، حذر شودري جونسون، في منشور على حسابه في موقع «فيسبوك»، من أن العاملين بالقطاع الصحي بالخطوط الأمامية لمكافحة الفيروس ليس لديهم ما يكفي من الأجهزة الوقائية الشخصية. كما حث شودري، الأخصائي في المسالك البولية، رئيس الوزراء على توفير أجهزة الوقاية لكل عامل بالقطاع الصحي، وإجراء اختبارات سريعة للطواقم الطبية. وأضافت الصحيفة أن الطبيب المسلم لقي حتفه بعد صراع دام 15 يومًا مع الفيروس، بمستشفى كوينز في رومفورد.

القدس العربي

Share
  • Link copied
المقال التالي