أثارت واقعة مقتل سائقين مغربيين بدولة مالي، قبل يومين، رميا بالرصاص، على يد مجموعة مجهولة مكونة من 4 أشخاص، العديد من التساؤلات المتعلقة بمن له مصلحة في استهداف مدنيين عزّل يشتغلون في نقل البضائع بين المملكة وعمقها الإفريقي.
ورجح مجموعة من المراقبين، أن يكون لعملية استهداف السائقين المغاربة علاقة بتأمين معبر الكركارات في نوفمر 2020، التي فرض من خلالها المغرب السيطرة التامة على منفذه نحو عمقه الإفريقي، وقطع الطريق بشكل نهائي على البوليساريو، لكي لا تعيد قطعه في المستقبل، وذلك بسبب الأرباح الكبيرة التي يدرّها على المملكة، وسط عدم قدرة معابر الجزائر على منافسته.
وعزّزت الطريقة التي نفذت بها عملية استهداف السائقين المغاربة من احتمالية وجود علاقة مع التصدير نحو إفريقيا، حيث أكد شهود عيان، أن المسلحين كانوا يرتدون سترات واقية من الرصاص، ويملكون أجهزة لاسيليكية، حيث ظلوا مختبئين بين الأشجار لغاية وصول الشاحنات ليهاجموها، قبل أن يغادروا دون سرقة أي شيء.
وأجمع متابعون على أن الجهة الوحيدة التي يمكنها أن تستفيد من تغيير معبر الكركارات، أو تضرّر انسيابية تصدير واستيراد البضائع بين المغرب وعمقه الإفريقي، هي الجارة الشرقية الجزائر، التي شرعت مؤخراً، في الترويج للمعبر الجديد الذي فتحته سلطاتها بولاية تندوف، من أجل مرور شاحنات نقل البضائع.
وفي سيّاق متّصل، قال المحامي نوفل البعمري، تعليقاً على الموضوع، إن “ما حدث في مالي من اغتيال السائقين المغاربة، هدفه أبعد من أن يكون عمل إرهابيا أو تصفية حسابات أو عمل قامت به عناصر تابعة للبوليساريو أو عسكر شنقريحة..”، مضيفاً: “الأمر أكبر من ذلك، هناك مخطط لقطع الطريق وعزل المغرب عن عمقه الإفريقي”.
وأوضح البعمري في تدوينة نشرها على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، أن هناك مخططاً لـ”دفع التجار والسائقين إلى تغيير هذا الطريق المؤدي لإفريقيا… في أفق تعويضه بالطريق الذي تريد الجزائر فتحه عن طريق مخيمات تندوف إلي أفريقيا”، متابعاً: “هناك مخطط جديد لمحاولة عزل المغرب بريا بعد أن استرجع المغرب الكركرات، وقام بتأمين المعبر”.
واسترسل المحامي أن هذا المخطط، يأتي بعد أن تمكن المغرب من “طرد مليشيات الجبهة التي كانت تهدف لقطع الطريق على المركبات والشاحنات التي تمر من المنطقة نحو إفريقيا أو العكس”، مردفاً: “لذلك نحن لسنا أمام عملية عادية، بل نحن أمام جريمة راح ضحيتها أرواح مغاربة، وأمام حرب اقتصادية يريد البعض شنها على المغرب لضرب عمقه الإفريقي وقطع شريانه الإفريقي”.
وحاول البعمري الربط بين حادثة مقتل مغربيين بمالي، ومشاورات تشكيل حكومة مغربية جديدة، حيث نبه إلى أن الواقعة، تتزامن مع تشكيل الحكومة، و”العودة لخطاب ثورة الملك والشعب الذي ربط فيه بناء مؤسسات منتخبة قوية”، مضيفاً: “ومواجهة التهديدات الخارجية، يضيف ثقلا جديدا على رئيس الحكومة المعين من طرف الملك عزيز أخنوش”.
واختتم البعمري، تدوينته بالقول إن هذه الواقعة، تلقي بعبئ جديد على أخنوش، من أجل تشكيل “حكومة قوية داخلية لمواجهة التحديات الاجتماعية، وخارجيا لمواجهة مختلف التهديدات الجدية التي أصبح على المغرب الاستمرار في التعاطي معها بنفس القوة، والحزم والصرامة”، على حدّ تعبيره.
تعليقات الزوار ( 0 )