أظهر استطلاع للرأي، أجراه مركز البحوث الاجتماعية الإسباني، المعروف اختصارا بـ (CIS) لشهر يونيو الجاري، أنّ واحد من كل خمسة إسبان يعتقدون أن ثغري سبتة ومليلية سترجعان إلى المغرب في غضون 20 عامًا المقبلة.
ورصد تقرير المركز الآنف ذكره، رأي عدد من المواطنين الإسبان في مدينتي سبتة ومليلية وباقي الجزر المحتلة، وذلك على ضوء أزمة الهجرة على الحدود بين المغرب وإسبانيا، ودخول زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي إلى الأراضي الإسبانية بهوية مزورة إلى مستشفى في لوغرونيو.
وقامت الهيئة التي يرأسها خوسيه فيليكس تيزانو باستجواب الإسبان، عما ينذر به المستقبل بالنسبة لثغري سبتة ومليلية، وما إذا كانوا يعتقدون أن المدينتين السليبتين ستظلان إسبانيتين في غضون 20 أو 25 عاما، حيث أقر أزيد من (53.6) في المائة من المستجوبين بذلك.
ووفقا لصحيفة “lavanguardia” الإسبانية، التي نقلت الخبر، فإنّ مركز البحوث الاجتماعية الإسباني، أشار إلى أن واحد من كل خمسة إسبان (20.3٪) أن مدينتي سبتة ومليلية ستصبحان جزءًا من المغرب في غضون عقدين من الزمن، في حين أن 25٪ آخرين ليسوا واضحين بشأن ذلك.
وفي الأيام الأخيرة، تكهنت الحكومة الإسبانية بإمكانية إدراج ثغري سبتة ومليلية في منطقة شنغن، وبالتالي إلغاء النظام الخاص الذي تتمتع به المدينتان المتمتعتان بالحكم الذاتي، الذي يسمح للمقيمين في مدن تطوان ووالناظور المغربيتين بالوصول إلى هذه الأراضي المغربية المحتلة دون تأشيرة.
ويسأل البارومتر أيضا عن الشعور الحالي بالانتماء للإسبان حول مدينتي سبتة ومليلية، حيث دافع ثلاثة من كل أربعة مجيبين عن أن المدينتين المحتلتين هما بلديتان إسبانيتان مثل آكورونيا أو ملقة، ومن ناحية أخرى، يعتقد 15.1 أن سبتة ومليلية مدينتان مغربيتان، وهي نسبة أقل قليلا، على الرغم من قربها من 20 مدينة تؤكد أنه في غضون سنوات قليلة ستكون سبتة ومليلية جزءا من المملكة المغربية.
وتم تنفيذ العمل الميداني لرابطة الدول المستقلة خلال النصف الأول من يونيو، بعد اندلاع أزمة الهجرة والدبلوماسية بين إسبانيا والمغرب، التي لا تزال في حالة توتر، ومن حيث الوزن الديموغرافي، فإن سبتة ومليلية اللتين يقطن بكل منهما حوالي 84,000 نسمة، هما المنطقتان الأقل تمثيلا في رابطة الدول المستقلة، التي تختار فقط حوالي عشرين شخصا من كل مدينة مستقلة للدراسة، في حين أن العتبة المنخفضة في بقية المجتمعات المحلية هي 100.
يعتقد 42 من الإسبان أن الهجرة الحالية في إسبانيا “مرتفعة أو مفرطة”
وتركز رابطة الدول المستقلة على الهجرة، وتسلط الضوء على أن ما يزيد قليلا عن نصف السكان (55.6) يعتقدون أن الهجرة إيجابية أو إيجابية جدا، حيث يشير 27.1 فقط إلى أنها سلبية أو سلبية للغاية، و11.5 تشير إلى أنها غير مبالية.
ومع ذلك، فإن نسبة قبول الهجرة تنخفض جزئيا عندما يتعلق الأمر تحديدا بالقضية الإسبانية، بالنظر إلى أن أقل من نصف الإسبان (46.1) يعتقدون أن العدد الحالي للمهاجرين في البلاد “مقبول أو غير كاف”. وعلى الجانب الآخر من المقياس، يؤكد 42.4٪ أن الهجرة الحالية إلى إسبانيا “مرتفعة أو مفرطة”.
البطالة تفوق الجائحة وهي الشغل الشاغل الرئيسي للإسبان، أعلى بكثير من الهجرة أو عملية السيادة في كاتالونيا
من جانب آخر، فإن موضوع الهجرة، ليست سوى المشكلة الثالثة عشرة التي تقلق أغلب الناس الإسبان 4.7 نقطة فقط من بين أكثر مخاوفهم إلحاحا وراء الظروف السياسية التي تسيء إلى مصداقيتهم السياسية أو الاقتصادية وظروف العمالة، والتي تشغل المناصب العليا، بينما استقلال كاتالونيا تراجع تدريجيا من كونه واحدا من أكبر المخاوف في خريف عام 2017، ليحتل المركز الخامس عشر الذي تحتله اليوم في تصنيف التقرير بنسبة (3.5).
وخلص تقرير المركز الإسباني، إلى أنه في الوقت الحالي، واعتبارا من يونيو، فإنّ القضية الأكثر إثارة للقلق بين الإسبان هي البطالة، التي استفحلت مع تفشي الجائحة، وما ترتب عنها من أزمة اقتصادية باعتبارها المشكلة الرئيسية بالنسبة للمستجوبين.
وأشار المصدر ذاته، إلى أن أزيد من 40 في المائة من المستجوبين، أكدوا أن البطالة هي أحد اهتماماتهم الرئيسية الثلاثة، وذلك بالنظر إلى أن إسبانيا، حسب التقرير، في ذيل ترتيب العمالة الأوروبية مع أكثر من 15 بطالة، أي ضعف المتوسط، وهي البلد الذي يوجد فيه أكبر عدد من البطالة بين أوساط الشباب (37.7).
تعليقات الزوار ( 0 )