Share
  • Link copied

وأد مبدأ الإصلاح و تكريس مفهوم التقية

لقد سقطت…..سقطت والخوف بعينيها، تتأمل مشروعها المقلوب، يا وطني لا تحزن فالحجر عليك هو المكتوب. يا وطن الروح ويا جامعة الشموخ خانتك نخب الشيوخ تحت عنوان: “قلة الهمم وسيادة الفوضى في أعلى القمم”. أين الصدق في القول يا دعاة الجهر والزجر هذا مسلك الهول و المساومة على الرسم: لا تحزن يا وطني. أنا المواطن/الشاهد على زمن الفائض في القول والفعل على مواقع الغدر- لقد سقطت…..سقطت وزارة القهر وصناعة الفقر، إنها السيدة الوصية علينا بالتعليمات وبالأمر. يا مجتمع الرفعة (إرفع الصوت عاليا) فالمسؤولية تقع على دعاة مشاريع الهدر من التعاقد والتقاعد إلى ما بعد القبر في سبيل استحقاقات المقاعد والتعويضات على الأجر. لقد سقطت الوصية علينا….. و سقط القناع على أبواب آخر القلاع في فضح أصول فقه الإصلاح بتقلبات مزاجية وتطلعات فردية بلا مناظرة وطنية ولا قيود جامعية إلا ما كان ضربا في الإستعجالية والإرتجالية وإيداع القضية في عهدة ندوة رؤساء التفتيش في انتظار تركيب مقومات خطاب التقية.

هكذا بدأ الإشتغال على قدم وساق وبدون منطق أو إعتبار للنسق والسياق من أجل تمرير إصلاح بلا جدوى أو إقناع ينضاف إلى مشاريع الأنظمة الحارقة لآمالنا مع سقوط للقناع. إنها إهانة مجتمعية وضرب للجامعة العمومية و تبخيس قيمة الشهادة الأكاديمية بمهارات ناعمة وتخريج أجيال ناقمة وليست عالمة. إنه زمن الباشلور الإنتخابي مع عاصفة من الكلام تعكس مفهوم التيه والضياع وخلف الستار ضحك على الذقون وتصفيق وعناق يجسد لهفة المشتاق إنها طقوس وأعراف بيت العنكبوت التي نسجت خيوطها في ظلمة الليل بين إخوة ورفاق. أين هو العهد والوعد والحياء يا أهل الإنتماء والولاء، بإختصار هذا زمن النفاق وتدمير منظومة الأخلاق.

إعلم أيها الجالس على همومنا أن الجامعة ليست أصوات وإنما هي رأي وموقف عام وعقل جماعي وذكاء، يفترض التقدير في التعاطي مع قضاياها ببساطة هي تشكيلة للرأسمال المغربي في أفق تكريس ثلاثية (وطن – مواطن – وطنية) والتي تستوجب القوة في التفكير وحسن التدبير والحكمة في التسيير قبل الإقدام على خطوات بدون أقدام وتغيير مسار بدون إعادة نظر. نقول بكل صدق للجالس على مطالبنا في مجالس الأنس أن الحزن قد استشرى في وجدان وطني، في حين يربطنا وإياكم عقدا اجتماعيا وجامعيا إستأثرتم بتوظيفه لصالحكم. فإذا لم تستطع يا صاحب الصفة تحقيق سعادة المجتمع الأكاديمي فعليك مسؤولية تقليص تعاسته بغية استشعار الحق في منظومة إقرأ وملامسة العدل في منظومة الحياة التعليمية. حق وعدل من توقيع إلاهي: (وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون- صدق الله العظيم).

أيها الجالس “قف” إن مبدأ الإصلاح لا يقارب إلا بمنطق الحق والعدل. فليس من الحق في شيء أو من العدل إستنفار أدوات وتعبئة منابر وإستئجار أصوات وإتاحة فرص على موائد مستديرة و أخرى مستطيلة حسب الأشكال الهندسية المتاحة من أجل تكريس الرأي الأوحد و الإستهانة بوعي الجامعة وقدرتها على ممارسة الفهم الجماعي في لحظة خطإ إستراتيجي أو خلل إجرائي أو حتى في شرعنة اختيار سياسي. وحيث أن الواقعة يراد لها بدون مناظرة أو ميثاق وطني أن تقع، إنتفض الواقع عليها “صوتا وصورة“. و نقول بالمناسبة لمن غابت عنهم شمس الواقعية في التعاطي مع الجامعة العمومية ووقعوا عن قصد في ندوة الرؤساء الوهمية بل صفقوا بكل نشوة ونخوة على رفع الستار عن آخر فصول مسرحية المصادقة على مشاريع الأنظمة المهيكلة وعلى رأسها وثيقة “التسميم الإداري” وليس التصميم المديري، إذا لم تستشعروا نبض الجامعة و وضعية الفاعلين بها فإن الإستقالة أولى من باب الأمانة حفاظا على ما تبقى من الكرامة وتفادي المهانة.

وحيث أننا ننفق بالصبر على أيامنا  و نقف في هذه اللحظات عند أبواب سياسة تخلي الدولة عن إلتزاماتها اتجاه المدرسة والجامعة العمومية وتبخيس أدائها وتعنيف الفاعلين بها وتقويض مطالبها بقوة التجاوز والإستهداف والإستنزاف، فإن الأيام القليلة الماضية كانت كافية لتعداد مجموع الخرجات الإعلامية لمن هو جالس على قضايانا لنقف عند حجم المغالطات في السياسة و الإجتماع و عدم الاقتصاد في الكلام، وثقلها على حسرة النفس وما أنتجت وابتعادها عن منطق العقل والصواب وما أفرزت، مغالطات لنا فيها رأي مهني وحساب مع التاريخ.

*كلية العلوم، الرباط

Share
  • Link copied
المقال التالي